إعلان

مقامرة سياسية.. هل غامر أردوغان بحياة شعبه لإنقاذ اقتصاد بلاده في ظل كورونا؟

08:00 م الإثنين 24 مايو 2021

أردوغان

كتب - محمد عطايا:

اتخذ الحكومة التركية في السنوات الأخيرة، قرارات تدل على تغير سياساتها الداخلية والخارجية، فلم يكن قرار تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد هي الخطوة الأكثر جدلا، ولكن إدارة الرئيس رجب طيب أردوغان لأزمة وباء كورونا المستجد المنتشر في بلاده، يشير إلى أنه من المرجح سلك نوعا من "المقامرة السياسية" في محاولة لإنقاذ اقتصاد بلاده المتردي، ما جعل تركيا من بين أعلى معدلات الإصابة بالفيروس في العالم، وذلك بحسب ما ذكرته مراسلة صحيفة "الجارديان" بيثان مكيرنان، في مقالها الذي صدر أمس.

وقالت مراسلة الصحيفة البريطانية في تركيا، في مقالها، إنه بعد إعلان وزارة الصحة التركية، انخفاض أعداد الإصابات العام الماضي، بعدما وصلت إلى ذروتها بتسجيل أكثر من 60 ألف حالة يوميا في أبريل 2020، استخدمت الحكومة التركية ذلك التراجع كحجة لإعلان جاهزية البلاد لموسم السياحة الصيفي.

وقال الأطباء في تركيا إن "الانخفاض المُبلغ عنه رسميًا في الحالات الجديدة مستحيل إحصائيًا، ما يظهر بدلاً من ذلك انخفاضًا كبيرًا في الاختبارات".

وبلغت حصيلة الوفيات الرسمية في تركيا بسبب كورونا ما يزيد عن 46 ألف حالة، ومع ذلك، فإن تحليل إحصائيات الوفيات البلدية التي تمت مشاركتها مع صحيفة الجارديان بواسطة عالم الكمبيوتر المنتسب إلى مجموعة عمل مكافحة الأوبئة التابعة للجمعية الطبية التركية، جوتشلو يامان، يُظهر أكثر من 142000 حالة وفاة زائدة في جميع أنحاء البلاد مقارنة بمتوسط السنوات الثلاث السابقة.

في البداية، أشادت منظمة الصحة العالمية بتركيا في بداية الوباء لاتخاذها إجراءات سريعة وفعالة، ولكنها "غرقت بعد ذلك في مستنقع من التقلبات والإغفالات والأخطاء والإجراءات النصفية" التي يبدو - بحسب صحفية الجارديان- أنها أعطت الأولوية للقضايا السياسية والاقتصادية على حساب الصحة العامة.

قال الدكتور جاغان كيزيل، عضو آخر في مجموعة عمل مكافحة الأوبئة التابعة للجمعية الطبية التركية إنه "في بداية الوباء، كان هناك جهد حقيقي للتخفيف من المخاطر، ولكن منذ ذلك الحين، أعاقت السياسة الطريق".

وأضافت أن "الحكومة التركية نظرت في النصائح العلمية المتاحة وقررت استخدامها كغطاء يناسب أجندتها الخاصة.. إنها مقامرة، حيث تدور إدارة الأزمة الآن حول جعل الناس يعتقدون أن الوباء قد انتهى، بدلاً من إصلاح الأمر فعليًا".

نفذت الحكومة التركية مؤخرا فترة ثانية من قيود السفر خلال فصل الشتاء، لكن تم رفعها في وقت مبكر جدًا، وبحلول مارس من هذا العام، تعرضت تركيا لموجة ثالثة.

وأوضحت الصحفية في "الجارديان"، أن السلطات التركية لم ترغب في تطبيق الإغلاق الكامل لما يعتقد الخبراء أنه راجع لعدم قدرة الحكومة على تقديم المساعدة المالية للشركات الصغيرة، لذلك استمر الكثير من الناس في العمل.

و أعلنت وزارة الصحة التركية، مساء اليوم الإثنين، عن الحصيلة اليومية لفيروس كورونا في البلاد، والتي تم تسجيلها خلال الـ24 ساعة الماضية، وتمثلت في7523 إصابة جديدة، بينهم 702 مريض ظهرت عليه الأعراض.

فيما تم تسجيل 178 وفاة جديدة، وبلغ عدد المتعافين لنهار اليوم 10003 شخص، وتم إجراء 216655 فحص خلال اليوم.​​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان