بريطانيا تسجل "صفر وفيات" بكورونا لأول مرة.. هل السر في اللقاحات؟
كتب- محمد صفوت:
سجلت المملكة المتحدة، اليوم الثلاثاء، "صفر وفيات" بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) للمرة الأولى منذ بداية الوباء، حسبما كشفت بيانات الحكومة البريطانية، وفقًا لقناة "سكاي نيوز" البريطانية.
وسجلت البلد التي أعلنت أمس عن وفاة واحدة بالوباء، نحو 3 آلاف و165 حالة إصابة جديدة بالفيروس على مدار الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع بذلك إجمالي حصيلة الإصابات إلى 4 ملايين و490 ألفًا و438 إصابة، فيما وصل إجمالي عدد الوفيات إلى 127 ألفًا و782 حالة.
وكان العالِم البريطاني، مدير مركز الأدلة الطبية بجامعة أكسفورد، كارل هينيجان، توقع في 20 مايو الجاري، انخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا في بريطانيا، ثاني أكبر دول العالم من حيث عدد الوفيات، إلى "الصفر" بحلول نهاية يونيو المقبل.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عنه قوله: "أعتقد أنه بحلول نهاية يونيو سنجد صعوبة في العثور على أشخاص مصابين بهذا المرض، إذا استمرت الاتجاهات الحالية" في عدد الإصابات بالانخفاض.
استعدادات لرفع القيود
وتستعد البلاد لرفع جميع القيود التي اتخذت في 17 مايو الماضي في 21 يونيو الجاري، وفقًا لخارطة الطريق، التي وضعتها الحكومة لإنهاء الإغلاق.
تختلف إجراءات تخفيف القيود من منطقة إلى أخرى في بريطانيا، حيث تأمل الحكومة في إسكتلندا رفع عدد من القيود في 7 يونيو، بينما في إنجلترا ستعلن الحكومة قرارها النهائي في 14 يونيو. وفي ويلز، تعتزم الحكومة مراجعة إجراءاتها في 3 يونيو. أما حكومة أيرلندا الشمالية، فخففت القيود بالفعل في 24 مايو، وتعتزم مراجعتها في 10 يونيو.
اللقاحات في المملكة المتحدة
وارتفع إجمالي عدد الحاصلين على الجرعة الأولى من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في أنحاء المملكة المتحدة إلى 39 مليونًا و477 ألفًا و158 شخصًا، في حين وصل إجمالي عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم بشكل كامل ضد الفيروس في البلاد إلى 25 مليونًا و734 ألفًا و719 شخصًا.
وفي البلاد التي يسكنها نحو 67 مليون نسمة، تعتمد السلطات على ثلاث لقاحات معتمدة، هي فايزر-بيونتيك، وموديرنا، وأسترازينيكا، وفقًا لما ذكرته وكالة "رويترز".
وعقدت الحكومة البريطانية صفقات على أكثر من 510 ملايين جرعة من 8 شركات لقاحات مختلفة ضد وباء كورونا، بعضها لا يزال قيد التطوير، ما يمثل أكثر من 7 جرعات لقاح لكل فرد.
وحث علماء، الحكومة البريطانية على تسريع الجرعات الثانية من اللقاحات وتأجيل قرار تخفيف قيود الإغلاق في محاولة لمعالجة الانتشار المتنامي للحالات الجديدة.
وذكرت صحيفة "جارديان" أن البيانات تظهر متغير فيروس كورونا الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند، والمعروف باسم (B.1.617.2) يستمر في الانتشار في جميع أنحاء إنجلترا ويُعتقد أنه يؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة.
تحذيرات من موجة ثالثة
ويواجه بوريس جونسون أزمة كبيرة، سواء قرر منح الأولوية للاقتصاد والمضي قدمًا في التخفيف المرتقب للقيود، ما يعني إلغاء كل قيود التباعد الاجتماعي والسماح بإقامة فعاليات ضحمة في الوقت الذي يشعر فيه العلماء بقلق متزايد إزاء تصاعد حالات الإصابة بكورونا مجددًا.
وحذر علماء من أن البلاد في المراحل الأولى من موجة ثالثة من فيروس كورونا، رغم انخفاض الوفيات والإصابات، ورغم برنامج التطعيم، ويرى العلماء أن قرار التخفيف الكامل للقيود في إنجلترا خلال ثلاثة أسابيع يجب إعادة النظر فيه.
بدورها دعت الجمعية الطبية البريطانية، رئيس الوزراء، بوريس جونسون إلى الوفاء بتعهده برفع الإجراءات على أساس "البيانات" وليس التواريخ، وقالت إنه يجب على الحكومة تأجيل إعطاء الضوء الأخضر للتقدم إلى المرحلة الرابعة من خارطة الطريق "حتى يمكن اعتبار أحدث البيانات علميًا".
وفي مقابلة على قناة "بي بي سي" في نهاية مايو الماضي، أجاب، مستشار الحكومة في بريطانيا، رافي جوبتا، على سؤال ما إذا كانت بريطانيا تشهد حاليًا موجة ثالثة من تفشي فيروس كورونا، فكان رده: "نعم، هناك تزايد مضاعف في الإصابات الجديدة، وثلاثة أرباع هذه الإصابات على الأقل بالسلالة الهندية"، مشيرًا إلى أن عدد الإصابات قليل نسبيا، بطبيعة الحال، ولكن الموجات تبدأ كلها بعدد قليل من الإصابات ثم تتزايد لتنفجر لاحقا. فما نلاحظه اليوم هو بدايات موجة جديدة.
وأشار إلى أن الأعداد الكبيرة التي تلقت اللقاح ستجعل ظهور الموجة الثالثة يأخذ وقتًا أطول، مقارنة بالموجات السابقة. ووصفه بأنه "شعور مزيف بالأمان، وهو أمر مقلق".
فيديو قد يعجبك: