"الرحلة الأخيرة"... كارلوس غصن يروي قصته المثيرة في فيلم وثائقي
وكالات:
يكشف رجل الأعمال اللبناني كارلوس غصن، لأول مرة، عن معلومات حصرية حول قصة صعوده المثيرة إلى عالم المال والشهرة، ورحلة هربه المثيرة من اليابان، في الفيلم الوثائقي "كارلوس غصن: الرحلة الأخيرة"، الذي يبدأ عرضه في 15 يوليو المقبل على منصة شاهد في آي بي"، في عرضٍ أولٍ مرتقب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويستعرض الفيلم الذي تم تصويره في خمس دول وقائع هرب غصن مِن اليابان، عقب اتهامه بقضايا فساد مالي، والتحولات المثيرة في حياة غصن حتى أصبح أحد ألمع الأسماء العالمية في صناعة السيارات.
ويُعدّ العمل ثمرة إنتاجٍ مشترك بين "إم بي سي ستوديوز"، الذراع الذراع لمجموعة "إم بي سي" وشركة ALEF ONE العالمية المتخصصة في إنتاج الأفلام الوثائقية، والتي تتخذ من فرنسا مقرًا لها.
وقال مخرج العمل نيك جرين، إنه حرص على "تقديم رواية كارلوس غصن بطريقة سردية من شأنها مقاربة ما جرى من ناحيتين: أولًا عبر مقاطعتها مع لقاءات وإفادات لأشخاص مُطّلعين على دواخل الأمور وداعمين لرواية غصن، الأمر الذي يمنح القصة بُعداً حقيقياً يكشف عن معلوماتٍ تفصيلية من الداخل"، حسبما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط".
وأضاف جرين في بيان رسمي، أن الجانب الآخر يتمثل في تسليط الضوء على قضية يصفها كارلوس غصن بأنها معركة خاضها بنفسه ضد الظلم في ظلّ غياب العدالة، موضحاً أن للمسألة عدة مقاربات ووجهات نظر مختلفة سنسلّط الضوء عليها، مع التركيز على الرحلة الأخيرة الأكثر غموضًا في عملية هرب غصن.
وصوّر فريق العمل مشاهد الفيلم في كل من لبنان وفرنسا واليابان وإنجلترا وجنوب أفريقيا، حيث أجرى العديد من المقابلات مع أشخاص التقاهم غصن خلال رحلة صعوده، إضافة إلى لقاءٍ مع زوجته كارول.
واختتم جرين "بالنسبة لكارلوس، فإن إفصاحه اليوم عن ملابسات ما جرى وسرد قصته كاملة أمام العالم سيترك أثراً مدوّياً لدى كل من يسمعها، سيّما وأن للرواية حبكة تحبس الأنفاس".
وفي وقت سابق الشهر الجاري، أقرّ أمريكيان أمام محكمة في طوكيو، بمساعدة رئيس شركة نيسان السابق على الهرب من اليابان قبل محاكمته.
ووُجهت إلى المتهمَين الأمريكيين تُهمة مساعدة غصن على الهرب من العقوبة عبر الاختباء داخل صندوق آلات موسيقية حملته طائرة خاصة في ديسمبر 2019 إلى خارج اليابان مقابل الحصول على مبلغ 1.3 مليون دولار.
وينتظر المتهمان، حال إدانتهما، حُكما بالسجن قد يصل إلى ثلاثة أعوام. ويقبع كلاهما الآن في مقر الاحتجاز ذاته الذي حُبس فيه كارلوس غصن من قبلهما في طوكيو.
كان الملياردير غصن قضى شهورًا في الحبس تمهيدًا لمحاكمته بتهمة ارتكاب مخالفات مالية، قبل أن يغادر السجن في أبريل 2019 بكفالة قدرها 8.9 مليون دولار شريطة الإقامة الجبرية.
ووُضع غصن تحت المراقبة بواسطة كاميرات تعمل على مدار الساعة، كما قُيّد استخدامه للتكنولوجيا ووسائل الاتصالات، ومُنع من السفر خارج اليابان.
وفجأة ظهر غصن في لبنان، ليلة رأس السنة. وقال في بيان له: "لقد فررت من الظلم والاضطهاد السياسي".
ويعتبَر كارلوس غصن الآن هارباً دولياً في لبنان الذي لم يوقع على معاهدة تسليم المطلوبين للعدالة مع اليابان.
وكان غصن، الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية واللبنانية، يشغل منصب مدير عام شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات قبل اعتقاله بتهم تتعلق بالفساد المالي عام 2018.
ووضعت عملية هروب غصن السلطات اليابانية في موضع حرج كبير.
ووصفت الولايات المتحدة العملية بأنها "إحدى أكثر عمليات الهروب جرأة وإتقاناً في التاريخ الحديث".
ويحمل غصن 3 جوازات سفر: برازيلي، وفرنسي، ولبناني، يقول فريقه القانوني إنها بحوزتهم.
وخضع غصن في لبنان الشهر الماضي لاستجواب فرنسي بخصوص سلسلة من مخالفات مالية مزعومة تضمنت تعاملات مالية مشبوهة مع موزع رينو-نيسان في عُمان.
ويواجه آخرون متورطون في قضية غصن ملاحقات قضائية، ومن بين هؤلاء مساعد غصن في شركة نيسان، غريغ كيلي، الذي يخضع للمحاكمة في طوكيو حول دوره في إخفاء القيمة الحقيقية لدخل غصن.
كما عاقبت محكمة تركية اثنين من الطيارين وموظفاً ثالثاً في مطار خاص بالسجن أربع سنوات وشهرين لدورهم في عملية تهريب كارلوس غصن.
وثمة لبنانيّ لا يزال طليقاً يشتبه أيضا في تورطه في عملية تهريب غصن من اليابان.
وكانت تقارير صحفية أمريكية قالت إن التخطيط لفرار الرئيس التنفيذي السابق لشركة نيسان من طوكيو إلى بيروت نُفّذ بدقة على مدى عدة أسابيع، إذ نقل غصن من منزله إلى طائرة خاصة متجهة إلى اسطنبول، ومن هناك واصل الأخير رحلته إلى بيروت.
فيديو قد يعجبك: