إعلان

سيناريو سوداوي.. هل تسقط أفغانستان في أيدي طالبان بعد الانسحاب الأمريكي؟

10:41 م الأربعاء 23 يونيو 2021

القوات الأمريكية في أفغانستان

كتب- محمد صفوت:

مُني الجيش الأفغاني بهزائم متتالية إثر ضغط حركة طالبان عسكريًّا في شمال أفغانستان، مع استمرار حصار التنظيم لمدينة قندوز منذ أسبوعين، وقبل يومين من زيارة مرتقبة للرئيس الأفغاني إلى واشنطن للقاء نظيره الأمريكي جو بايدن.

سيطرت الحركة على عشرات المقاطعات الأفغانية مستغلة انسحاب القوات الأمريكية منها، وسط مقاومة ضعيفة، وهشة من الجيش الأفغاني، الذي يضطر للتراجع في أغلب، الأوقات كما حدث في الهجوم على معبر حدودي مع طاجيكستان.

في الوقت الذي يتراجع الجيش فيه؛ حمل الآلاف من المدنيين الأفغان الأسلحة لدعم القوات المسلحة في حربها ضد طالبان في أنحاء أفغانستان، وذلك في ظل انسحاب القوات الدولية. وبدأ العديد من الأحزاب السياسية والساسة الأفغان والقادة السابقين المناهضين لحركة طالبان في حشد أنصارهم، في حين يحاول البعض إبعاد المتمردين عن مناطقهم.

مع التقدم الذي يحققه التنظيم وسيطرته على المقاطعات المحيطة لعواصم الأقاليم الأفغانية، كشف تقييم استخباراتي أمريكي جديد أن الحكومة الأفغانية قد تنهار بعد 6 أشهر من انسحاب القوات الأمريكية.

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأربعاء عن التقييم الاستخباراتي الأمريكي الجديد بعد مراجعة التقديرات الأكثر تفاؤلاً للوضع في أفغانستان نقلاً عن مسؤولين مطلعين عليه.

ذكر المسؤولون المطلعون على التقييم، أن التقديرات الجديدة تتوافق مع التحليل الذي قدمه الجيش الأمريكي منذ فترة بشأن مخاوف الانسحاب من أفغانستان. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت عن انسحاب نحو 50% من قواتها مع استمرار الانسحاب التدريجي للقوات حتى الانتهاء منه في 11 سبتمبر المقبل، وفقًا للخطط الموضوعة في هذا الشأن.

الاعتقاد الذي ساد بين مجتمع المخابرات الأمريكية سابقًا، استمرار حكومة غني لعامين بعيد الانسحاب، وهي نفس الفترة التي فصلت انسحاب الولايات المتحدة من فيتنام عن سقوط سايجون في أبريل عام 1975.

ما يعزز التقييم الجديد تصريحات المتحدث باسم البنتاجون خلال مؤتمرًا صحفيًّا الثلاثاء، إذ رد على سؤال بشأن استمرار الانسحاب وسط هجمات طالبان بقوله: "الخطط يمكن أن تتبدل، وتتغير إذا تغير الوضع هناك".

وأعلن خلال المؤتمر الصحفي، عن توقعات بإبطاء خطط الانسحاب من أفغانستان في حال واصلت طالبان تقدمها وسيطرتها على المدن، والمقاطعات الأفغانية، لكنه قال إنه حال إبطاء الانسحاب فإنه لن يؤثر على الموعد النهائي المحدد في 11 سبتمبر المقبل.

وكان بايدن قرّر في أبريل الماضي، خلافًا؛ لتوصية الجيش، سحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001. قبل اتخاذ القرار حذر مسؤولون في البنتاجون بينهم أوستن، من انسحاب كافة القوات من أفغانستان.

وأوصوا بالإبقاء على نحو 2500 جندي أمريكي، مع تكثيف الجهود الدبلوماسية؛ لمحاولة ترسيخ اتفاق سلام بين الأطراف المتصارعة في البلاد، لكن بايدن اتخذ قراره.

اليوم، أكد البيت الأبيض أن إبقاء القوات الأمريكية في أفغانستان لم يعد خيارًا مطروحًا منذ بداية تنفيذ الانسحاب، مشيرًا إلى أن وزارة الدفاع تقوم بالانسحاب التدريجي من أفغانستان، بشكل يضمن سلامة القوات الأمريكية ويضمن استمرار الاستقرار هناك.

بدوره قال وزير الدفاع الأمريكي، أوليد أوستن، الأربعاء، إن طالبان تسيطر على 20% من مراكز المقاطعات الأفغانية، لكنها لم تستولِ على مدن كبرى، مشيرًا إلى أن طالبان حققت مكاسب متزايدة في أنحاء أفغانستان وتعززت هذه المكاسب مؤخرًا.

وتوقع رئيس هيئة الأركان الأمريكية مارك ميلي، أن من بين السيناريوهات المحتملة إثر انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان اندلاع حرب أهلية وانهيار الحكومة.

ومنذ بداية الانسحاب الأمريكي وقوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" مطلع مايو الماضي، سيطرت طالبان على ما لا يقل عن 68 مقاطعة من بين 400 مقاطعة أفغانية في 34 إقليمًا. ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فإن نحو 54 ألف شخص نزحوا داخل البلاد منذ بداية انسحاب القوات الدولية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان