قرصنة في روسيا.. هجوم إلكتروني استهدف "الخط المباشر" خلال لقاء بوتين

كتب - محمد صفوت:

يبدو أن الدولة التي طالما تتهمها أمريكا بشن هجمات إلكترونية تعرضت لعملية قرصنة في أحد أهم الأحداث بها، إذ تعرض هاتف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمحاولات قرصنة خلال حدث "الخط المباشر" وهو اللقاء السنوي للرئيس الروسي مع المواطنين، الذي عقد الأربعاء.

وأجاب بوتين، اليوم الأربعاء، عن عشرات الأسئلة من مواطني بلده، ضمن إطار الدورة الـ18 من حوار "الخط المباشر" السنوي، ووجه إليه أكثر من مليوني سؤال حول مواضيع مختلفة تتراوح بين جهود مكافحة كورونا وعمليات التلقيح واقتصاد البلاد وعلاقاتها مع الغرب، بالإضافة إلى ملفات شخصية مثل المؤلفات الأدبية الأكثر تأثيرًا عليه و"سر السعادة".

خلال اللقاء الذي عقد اليوم، أعلن منظمو الحدث عن تعرض أنظمة الاتصال الخاصة بالحدث لهجوم سيبراني مكثف.

وذكرت "روسيا اليوم" أن مذيعة "الخط المباشر" قالت: "تسلمنا معلومات مفادها أن أنظمتنا الرقمية تتعرض في هذه الأثناء لمحاولات تنفيذ هجمات سيبرانية مكثفة من نوع (DDoS)، وهي هجمات الحرمان من الخدمات". ورد بوتين على ذلك بالقول: "حقا؟ ليست مزحة؟".

عقب ذلك صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية "كرملين" دميتري بيسكوف، لوكالة "نوفوستي" الروسية، بأن تلك الأنباء حقيقية، موضحًا أن مصدر الهجمات السيبرانية هذه لم يحدد بعد.

ونقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، عن قناة "روسيا 24" الناطقة بالروسية قولها، إن الاتصالات مع بوتين استُهدف بهجمات إلكترونية "قوية"، موضحة أنه خلال الحدث الذي استمر قرابة الـ4 ساعات تعرض لمشكلات اتصال متكررة، خصوصًا أثناء المكالمات من المناطق النائية.

وكشفت أنه خلال اتصال هاتفي من منطقة كوزباس في جنوب غربي سيبيريا، قيل لبوتين، إن الأنظمة الرقمية تواجه هجمات قوية، ويبدو أن هناك قراصنة من كوزباس.

وأكدت شركة "روس تليكوم" أكبر مزود للاتصالات السلكية واللاسلكية في روسيا، حدوث الهجمات، معلنة تنفيذ إجراءات لمنع هذه الأنشطة غير المشروعة.

يشار إلى أن الأمن السيبراني، كان أحد المواضيع الرئيسية على جدول أعمال قمة بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن، التي عقدت في جنيف في 16 يونيو الجاري.

واتهمت الولايات المتحدة روسيا بالتدخل في انتخاباتها الرئاسية، الأمر الذي تنفيه الأخيرة. وفي أبريل الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على موسكو بسبب هجوم إلكتروني استهدف منظمات فيدرالية وأكثر من 100 شركة أمريكية.

وخلال قمة "بوتين بايدن" اتهم الرئيس الروسي، واشنطن بأنها تنفذ من داخلها أغلب الهجمات السيبرانية في العالم، بينما لا توجد روسيا في قائمة الدول الأولى من حيث تنفيذ تلك الهجمات، مؤكدًا أن الأمن السيبراني قضية مهمة للغاية، مشيرًا إلى أن روسيا ستبدأ مشاورات مع واشنطن بشأن الهجمات السيبرانية المتبادلة.

بدوره قال بايدن: "أكدت أننا لن نتسامح مع انتهاك سيادتنا وزعزعة استقرار بلادنا بالتدخل في الانتخابات" وتعهد بالرد على أي محاولة للتدخل. مشيرًا إلى أنه أبلغ بوتين بضرورة ألا تطول أن الهجمات السيبرانية البنى التحتية الحساسة باعتبارها "خط أحمر".

وعقد أمس الثلاثاء، أول اجتماع رسمي عام بشأن الأمن الإلكتروني، في مجلس الأمن الدولي طالبت خلاله واشنطن باحترام إطار أقر سابقًا في الأمم المتحدة في حين دافعت موسكو عن إبرام معاهدة جديدة.​