إعلان

"أمهلونا يومين للرحيل".. تيجراي تترقب هجومًا إثيوبيًا جديدًا

03:23 م الجمعة 16 يوليو 2021

تيجراي

(وكالات):

نقلت "بي بي سي" عن أهالي إقليم تيجراي تجربة الفرار من بلادهم خوفًا من هجوم وشيك للميليشيات الموالية للحكومة الفيدرالية الإثيوبية في أديس أبابا.

وقالت "بي بي سي" في تقرير نشرته اليوم "لا تكاد تمرّ ليلة إلا وحفنة من شباب تيجراي تتسلل الحدود ذات الحراسة الجيدة ويسبحون في نهر بُني سريع التدفق إلى الحدود السودانية".

ويهرب هؤلاء مما يقولون إنه موجة عالية من العنف العرقي تضرب أقصى غربيّ إقليم تيجراي الإثيوبي.

ولا تزال هذه المنطقة الخصيبة في قبضة جنود وميليشيات موالية للحكومة الفيدرالية في أديس أبابا.

ويتوقع مراقبون أن تكون هذه المنطقة هدفًا مرتقبا لمقاتلي جبهة تحرير تيجراي الساعين لتعزيز سيطرتهم على المنطقة وتأمين ممر إمدادات حيوي مع السودان في الجوار، بحسب "بي بي سي".

ويشتد الصراع في تيجراي وتبرز شواهد تنذر بتحوّله إلى صراع عرقي أوسع نطاقا قد يبتلع أجزاء أخرى من إثيوبيا.

قول شاب من تيجراي عمره 18 عامًا، بُعيد عبوره النهر الحدودي رفقة ثلاثة من زملائه في المدرسة: "أمهلونا مدة يومين للرحيل، وإلا سيقتلوننا".

وطلب شباب تيجراي من "بي بي سي" إخفاء هوياتهم خوفًا على ذويهم في إثيوبيا. واتهموا جنودًا من إقليم أمهرة المجاور -الذين يسيطرون الآن على منطقة حمرا الحدودية- باستهداف رجال تيجراي اللائقين للقتال.

وتشير تقارير عديدة إلى أن جنودا نظاميين ومتطوعين من أمهرة يتأهبون لتعزيز السيطرة على المنطقة، جنبًا إلى جنب مع ميليشيات أخرى من مناطق مختلفة في البلاد بينها أوروميا وسيداما.

وفي منطقة حمدية السودانية الحدودية، قال شاب آخر فور عبوره قادمًا من منطقة حمرا الإثيوبية: "مقاتلو أمهرة يجوسون خلال الديار، بحثا عن التيجرانيين ليقتلوهم أو يعتقلوهم".

وأضاف لـ"بي بي سي": "نشعر بالاستياء لأنه وطننا. لكن من يستطيع الهرب لا يتردد".

وتحدثت "بي بي سي" إلى ثمانية أشخاص نزحوا من حمرا في الأيام الأخيرة. وسردوا جميعًا قصصًا متشابهة عن تطهير عرقي.

لكن في ظل انقطاع الاتصالات الهاتفية مع إقليم تيجراي، يتعذر التحقق مما يجري بشكل مستقل.

وفي غضون ذلك لوحت الحكومة الفيدرالية الإثيوبية بإنهاء عملية وقف إطلاق النار أحادية الجانب في تيجراي.

وتتذرع الحكومة بما تقول إنه استفزازات من جانب قوات جبهة تحرير تيجراي، وتحشد فيما يبدو المزيد من القوات من مناطق مختلفة.

تحذيرات من معركة وشيكة

أصبحت منطقة حمدية على الحدود السودانية مع إثيوبيا نقطة عبور يمر منها آلاف اللاجئين التيجرانيين، فضلا عن العديد من مقاتلي جبهة تحرير تيجراي.

وتحيط مركز حمدية حقول موحلة، كما تتعرض المنطقة ليلا لعواصف صيفية قوية.

وبدأ تدفق اللاجئين إلى المركز السوداني في نهاية نوفمبر الماضي مع اندلاع الصراع في تيجراي بين القوات الفيدرالية وقوات جبهة تحرير تيجراي.

ويتكدس الآن نحو 50 ألف لاجئ في معسكرات سودانية متاخمة للحدود في ظروف مذرية مع دخول موسم الأمطار واشتداد الموجات العاصفة التي تكسر قوائم الخيام.

وقالت عدة مصادر أمنية واستخباراتية في المنطقة لـ"بي بي سي"، إن ارتفاع وتيرة العنف العرقي بإقليم تيجراي -لا سيما في منطقة حمرا وما حولها- ينذر بمعركة كبيرة وشيكة.

وبعد إحراز انتصارات جنوبًا وشرقا، يُتوقع أن تتجه قوات جبهة تحرير تيجراي غربًا قبل أن تجعل الأمطار الأمر أكثر صعوبة.

ولطالما ادّعت عرقية الأمهرة لنفسها أحقية في منطقة حمرا، وقد بسطت سيطرتها عليها بمجرد اندلاع الصراع في تيجراي.

ويخشى مراقبون أن يؤدي ارتفاع وتيرة العنف العرقي في المنطقة إلى توسيع نطاق الصراعات العرقية في عموم إثيوبيا وما حولها في السودان وإريتريا.

وتقول امرأة كانت موظفة في بنك، طلبت إخفاء هويتها، وهي أم لطفلين وقد وصلت مؤخرا لمركز حمدية: "الحرب قادمة. لا شك في ذلك. الأمهرة والتيجرانيون طالما كانوا إخوة. لكننا لن ننتخلى عن أرضنا. ومن ثم لا مناص عن الدماء".

ويقول تيودروس تيفيرا، وهو جرّاح نزح إلى السودان أواخر العام الماضي: "لا مفر من الحرب. ثمة موجة جديدة من الاعتقالات الجماعية على أيدي ميليشيا الأمهرة. إنها عملية تطهير عرقي. ما يجري الآن هو تهجير قسري للتيجرانيين من غربي الإقليم".

ويدير تيودروس عيادة صغيرة في منطقة حمدية تخدم آلاف اللاجئين والمحليين. ويؤمن تيودروس، شأن الكثير من أبناء تيجراي، بفكرة الانفصال التام عن إثيوبيا وبحصول الإقليم على الاستقلال.

يقول تيودروس: "فكرة أن أكون إثيوبيًا انتهت. لا أرغب في أن أكون مع نفس الفئة من الناس الذين اغتصبوا أخواتي وقتلوا إخواني. ومن ثمّ فإن فكرة حيازة نفس جواز السفر انتهت".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان