طالبان تعلن "نهاية الحرب" وتؤكد تقديرها لحقوق المرأة واحترام حرية الصحافة
كابول - (ا ف ب)
أعطى الثلاثاء المتحدث باسم طالبان في أفغانستان، ذبيح الله مجاهد، في أول مؤتمر صحفي تعقده الحركة في العاصمة الأفغانية كابول بعد سقوط كامل البلاد في أيدي مقاتليها، تطمينات وتعهدات باحترام حرية الصحافة وبعدم اضطهاد الصحافيين في البلاد، كما أكد أن النساء سيسمح لهن بمواصلة عملهن شرط وضعهن الحجاب أو غطاء للشعر، وأعلن مجاهد "نهاية الحرب" في البلاد والعفو عن جميع الخصوم. كما قال المتحدث باسم المكتب السياسي للجماعة في الدوحة سهيل شاهين إن ارتداء المرأة للبرقع بات اختياريا لكن على المرأة أن ترتدي الحجاب على الأقل. يأتي ذلك في إطار محاولة الحركة التقرب من المجتمع الدولي والحصول على اعتراف بشرعيتها في الحكم.
في أول مؤتمر صحفي لذبيح الله مجاهد المتحدث باسمها بعد سيطرتها على البلاد، أكدت حركة طالبان الثلاثاء أن الحرب انتهت في أفغانستان وقد عفت عن جميع خصومها. وقال مجاهد "الحرب انتهت (زعيم طالبان) عفا عن الجميع"، مضيفا "نتعهد السماح للنساء بالعمل في إطار احترام مبادئ الإسلام".
وكان نائب زعيم حركة طالبان الملا عبد الغني برادر قد وصل إلى قندهار بطائرة أقلته من الدوحة قبيل المؤتمر الصحفي.
وقال مجاهد إن طالبان ستشكل حكومة قريبا من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل حول أعضائها، مكتفيا بالقول إن الحركة "ستقيم روابط مع كل الأطراف". وشدد المتحدث على أن "كل الذين هم في المعسكر المعارض تم العفو عنهم من الألف إلى الياء"، مضيفا "نحن لا نريد الثأر".
ولدى سؤاله عن أوجه الاختلاف بين حكومة طالبان التي أطاحها تدخّل عسكري غربي بقيادة الولايات المتحدة قبل عشرين عاما والحركة اليوم، قال "إذا كان السؤال يستند إلى العقيدة والمعتقدات ليس هناك اختلاف… لكن إذا كان يستند إلى الخبرة والنضج والبصيرة، فمن دون أدنى شك هناك أوجه اختلاف كثيرة". وشدد على أن "الخطوات اليوم ستكون مختلفة بشكل إيجابي عن الخطوات الماضية".
احترام حرية الصحافة وعمل النساء
وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود"، المنظمة الناشطة في الدفاع عن حرية الصحافة ومقرها باريس، قد أوردت الثلاثاء في بيان تطمينات وتعهّد المتحدّث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد بألا تضطهد الحركة الصحافيين في أفغانستان والسماح للنساء بمواصلة عملهن في وسائل الإعلام.
وقالت "مراسلون بلا حدود" إن هذه التطمينات أعطاها مجاهد خلال حوار أجرته معه الأحد بالتزامن مع بسط الحركة سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابول. ونقلت المنظمة عن مجاهد قوله "سنحترم حرية الصحافة لأن التقارير الإعلامية ستكون مفيدة للمجتمع وستسهم في تصحيح أخطاء القادة". وتابع مجاهد "من خلال هذا البيان لمنظمة ’مراسلون بلا حدود‘ نعلن للعالم أجمع أننا نعترف بأهمية دور الإعلام".
وقال المتحدث باسم طالبان إن "الصحافيين العاملين لصالح الدولة أو لصالح مؤسسات إعلامية خاصة ليسوا مجرمين ولن تتم محاكمة أي منهم. برأينا، هؤلاء الصحافيون هم مدنيون، وعلاوة على ذلك هم شبان موهوبون يشكّلون مصدر غنى لنا".
وإبان حكم طالبان لأفغانستان بين عامي 1996 و2001 تم حظر كل وسائل الإعلام باستثناء محطة "صوت الشريعة" الإذاعية "التي اقتصر بثها على الدعاية السياسية والبرامج الدينية" وفق ما استذكرت "مراسلون بلا حدود" في بيانها. واعتبرت المنظمة أن "الوقت وحده كفيل بتبيان" مدى جدية تصريحات المتحدث باسم طالبان، مشيرة إلى توقف نحو مئة وسيلة إعلامية عن العمل منذ الحملة الخاطفة التي شنّتها طالبان في البلاد.
ولدى سؤاله عن مصير الصحافيات، أكد مجاهد أنه سيُسمح لهنّ بمواصلة العمل شرط وضعهن الحجاب أو غطاء للشعر. وقال إنه بانتظار وضع "إطار قانوني" لهذا الأمر يتعيّن عليهن "ملازمة منازلهن من دون توتر أو خوف". وتابع "أؤكد لهن أنّهن سيعدن إلى عملهن".
ويحض محلّلون كثر على عدم اعتبار الالتزامات التي تعلنها طالبان أمرا محسوما نظرا لتاريخ الحركة الحافل بالتراجع عن التعهّدات ولعدائيتها لأي شخص تعتبر أنه يعمل ضد مصالحها. ويعتبر مراقبون أن طالبان تسعى إلى إظهار صورة أكثر اعتدالا للحركة من أجل كسب اعتراف دولي بها.
وفي أفغانستان ثماني وكالات أنباء على الأقل و52 محطة تلفزيونية و165 محطة إذاعية و190 دار نشر، وفق ما أوردت "مراسلون بلا حدود" نقلا عن بيانات الاتحاد الأفغاني للإعلام والصحافيين. وهناك بحسب المصدر نفسه ما مجموعه 12 ألف صحافي.
ارتداء البرقع اختياري
فيما أكّد المتحدث باسم المكتب السياسي للجماعة في الدوحة سهيل شاهين لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية الثلاثاء أنّ ارتداء البرقع لن يكون إلزاميا كما كان الحال حين حكمت الحركة المتطرفة أفغانستان قبل أكثر من عقدين، لكن على المرأة وضع حجاب. وقال "البرقع ليس الحجاب الوحيد الذي (يمكن) الالتزام به، فهناك أنواع مختلفة من الحجاب". ولم يحدّد شاهين نوع الحجاب الذي سيتوجّب على المرأة الالتزام به.
وكانت حركة طالبان تفرض نظاما إسلاميا متطرفا عندما حكمت أفغانستان بين عامي 1996 و2001 ، فمنعت النساء من الخروج من المنازل وحظرت الترفيه ونفّذت إعدامات علنية.
ودقّت العديد من الدول والجماعات الحقوقية ناقوس الخطر بشأن مصير تعليم المرأة في أفغانستان بعدما أصبحت في أيدي المسلحين الذين دخلوا العاصمة كابول الأحد. لكنّ شاهين سعى أيضا إلى طمأنة الأفغان حول هذا الموضوع.
وأوضح أنّ النساء "يمكنهن التعلم من المرحلة الابتدائية إلى التعليم العالي، وهذا يعني الجامعة. لقد أعلنا هذه السياسة في المؤتمرات الدولية ومؤتمر موسكو وهنا في مؤتمر الدوحة" التي استضافت محادثات سياسية. وأضاف أن آلاف المدارس في المناطق التي استولت عليها طالبان ما زالت تعمل.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: