"نظام الحكم وبناء الجيش".. قيادي بارز في طالبان يكشف تطلعات الحركة في أفغانستان
كتب - محمد صفوت:
بسطت طالبان سيطرتها على معظم أراضي أفغانستان؛ فيما استولت على العاصمة كابول، ودخل مقاتليها القصر الرئاسي بعد هروب الرئيس أشرف غني إلى خارج البلاد.
وتتزامن هذه التطورات المتلاحقة، مع انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي.
وفي أول مؤتمر صحفي للحركة من كابول، أعطت طالبان تطمينات وتعهدات باحترام حرية الصحافة والسماح للنساء بمواصلة عملهن شرط وضعهن الحجاب، والعمل مع دول العالم وضمان عدم انطلاق هجمات إرهابية من الأراضي الأفغانية.
وخلال المؤتمر أعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، عن عفو عام لكل معارضي الحركة وقال إن طالبان ستشكل حكومة قريبًا دون أن يُعطي مزيدًا من التفاصيل.
ولدى سؤاله عن أوجه الاختلاف بين حكومة طالبان التي أطاحها الغزو العسكري الغربي بقيادة واشنطن قبل 20 عامًا والحركة اليوم، قال: "إذا كان السؤال يستند إلى العقيدة والمعتقدات ليس هناك اختلاف لكن إذا كان يستند إلى الخبرة والنضج والبصيرة، فمن دون أدنى شك هناك أوجه اختلاف كثيرة".
واليوم، أجرت وكالة "رويترز" للأنباء، حوارًا مع أحد قادة طالبان الذي وصفته بـ"المقرب من هيئة صنع القرار في الحركة" كشف خلاله عن تطلعات طالبان في الفترة المقبلة وشكل الحكم في البلاد.
ورجح وحيد الله هاشمي، في حواره مع "رويترز" تشكيل "مجلس حكم" في أفغانستان، على أن يبقى رئيس طالبان هيبة الله أخوند زاده "زعيمًا أعلى" للحركة.
وتقول رويترز إن هيكل السلطة الذي حدده الهاشمي سيكون مشابهًا للطريقة التي أديرت بها أفغانستان في المرة الأولى لحكم طالبان، آبان فترة الملا عمر، مشيرًا إلى أنه سيشارك في اجتماع مع قادة طالبان لمناقشة قضايا الحكم في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وأوضح الهاشمي، أن الدور المتوقع للملا هيبة الله زاده، سيكون أعلى من رئيس المجلس الذي سيكون بمثابة رئيس للبلاد، لافتًا إلى احتمالية أن يتولى رئاسة المجلس أحد نواب زاده.
يشار إلى أن الملا هبة الله زاده زعيم طالبان، لديه 3 نواب، هم الملا مولوي يعقوب نجل الملا عمر، والملا سراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني المتشددة، والملا عبد الغني برادار الذي يرأس المكتب السياسي لطالبان في الدوحة وهو أحد الأعضاء المؤسسين للجماعة، ويمثل الوجه المعتدل لحركة طالبان ووصل مؤخرًا إلى كابول.
وعن كيفية إدارة البلاد، ذكر الهاشمي، أن العديد من القضايا لا تزال معلقة خاصة في ملفات إدارة الحركة للبلاد، لكنه شدد على أنها لن تكن دولة ديمقراطية، وأنها ستحكم وفقًا للشريعة، مضيفًا بالقول: "لن نناقش نوع النظام السياسي الذي سيطبق، لأنه واضح إنه الشريعة وهذا ما سيطبق في أفغانستان.
وهناك مخاوف من تطبيق طالبان للشريعة في البلاد، إذ طبقت الحركة رؤيتها المتشددة في فترة حكمها الأولى للبلاد، ومنعت تعليم الفتيات حتى سن العاشرة، وأجبرت السيدات على ارتداء البرقع، لكن المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، أعلن أمس في أول مؤتمر صحفي من كابول، أن السيدات سيكن لهن حقوقهن وفقًا للشريعة، وأن الحركة لن تجبرهن على ارتداء البرقع أو تغطية الوجه، لكن ستلزمهن بالحجاب.
وفيما يتعلق بالاستعانة بجنود وطيارين من الجيش الأفغاني وحاربوا في صفوف الحكومة الأفغانية، أكد الهاشمي أن الحركة تعتزم تشكيل قوة وطنية جديدة (جيش وطني) تضم إلى جانب أفرادها الجنود الحكوميين المستعدين للانضمام إليها، لافتًا إلى أن الحركة لديها اتصالات مع العديد من الطيارين. وقال إن معظم الطيارين تلقوا تدريبات في تركيا وألمانيا وإنجلترا، لذلك سنتحدث معهم للعودة إلى مواقعهم مرة أخرى.
يشار إلى أن الحركة قتلت آلاف الجنود الأفغان خلال الـ20 عامًا السابقة، لا سيما الطيارون الذين دربتهم الولايات المتحدة لما لهم من دور محوري في الصراع خلال العقدين الماضيين.
وتعهد متحدث طالبان ذبيح الله مجاهد، أمس الثلاثاء، بعفو عام يسري أيضًا على من عارضوا طالبان، وعلى من عملوا في دعم القوات الأجنبية في البلاد، ومن حاربوا معهم.
وأكد أن طالبان ستدخل تغييرات على الجيش وتجري إصلاحات لكنها بحاجة إلى طيارين مدربين، وستدعوهم للانضمام، خاصة أن الحركة استولت على طائرات هليكوبتر خلال زحفها نحو العاصمة كابول من القواعد العسكرية والمطارات التي نجحت في السيطرة عليها.
ورجح العضو البارز في طالبان، أن تعيد الدول المجاورة الطائرات التي هبطت في أراضيها، ما تُعد إشارة واضحة إلى الـ46 طائرة عسكرية وهليكوبتر التي هبطت في أوزبكستان، وفقًا لما أعلنه الجيش الأوزباكستاني.
فيديو قد يعجبك: