"عبد العزيز الأسود".. ماذا نعرف عن القاصر الذي أعدمته الحوثي وآخر كلماته؟
كتب - محمد عطايا:
في خطوة أثارت غضبا شعبيا، أقدمت ميلشيات الحوثي اليمنية، على إعدام قاصر يبلغ من العمر 17 عاما، بعد اتهامه بالخيانة، والمساعدة في الكشف عن موقع القيادي الحوثي السابق صالح الصماد، الذي قتل في غارة جوية، في 2018.
يقف الطفل عبد العزيز علي الأسود، مثقلا بخوف ورهبة جعلت قدميه لا تقوى على حمل باقي جسده، في صورة تم تداولها مؤخرا بشكل موسع على مواقع التواصل الاجتماعي، من مشاهد بثتها الجماعة المصنفة إرهابية في السعودية، للحظات إعدام 9 مدانين -الأسود بينهم- بالمشاركة في قتل ما يسمى بـ"رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من ميلشيا الحوثي"، صالح الصماد.
وأعلنت ميلشيات الحوثي، اليوم السبت، إعدام 9 متهمين بالاشتراك في قتل الصماد، الذي لاقى حفته بغارة جوية للتحالف العربي استهدفت موكبه في مدينة الحديدة عام 2018.
وقالت "وكالة الأنباء اليمنية- سبأ"، التابعة لميلشيا الحوثي، إن "تنفيذ حكم الإعدام جرى في ميدان التحرير رميا بالرصاص، بحق كل من: علي علي إبراهيم القوزي، عبدالملك أحمد محمد حميد، محمد خالد علي هيج ، محمد إبراهيم علي القوزي، محمد يحيى محمد نوح، إبراهيم محمد عبدالله عاقل، محمد محمد علي المشخري، معاذ عبدالرحمن عبدالله عباس، والطفل عبدالعزيز علي محمد الأسود".
"والله بريء"
وأظهرت اللقطات التي بثتها ميلشيات الحوثي، صورة الفتى عبد العزيز الأسود بزي أزرق منهارًا وهويشاهد رفاقه الثمانية، يلفظون أنفاسهم الأخيرة.
وكان الحوثيون ألقوا القبض على عبد العزيز قبل أربع سنوات وهو لا يزال طفلا قاصرا، واتهموه بالتورط في مقتل الصماد، ليعدم اليوم السبت. وأظهرت مقاطع مصورة مسلحين حوثيين يفرغون الرصاص في رأس الموقوفين، وهم ملقون على الأرض مكبلي الأيدي.
وذكرت قناة الحدث السعودية، أن آخر كلمات قالها الطفل اليمني قبل إعدامهم "والله بريء والله بريء"، عندما وضع على الأرض ليعدم مع 8 مواطنين يمنيين وسط العاصمة صنعاء.
إدانة عربية
وصف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الجمعة، إعدام الحوثيين لـ 9 مدنيين بعد محاكمة صورية بالجريمة المروعة.
وقال في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه على تويتر، إن قيام مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بإعدام 9 مدنيين من محافظة الحديدة بينهم طفل، بعد سنوات من إخفائهم قسريا وتعذيبهم بشكل وحشي ما أدى لوفاة أحدهم، وإخضاعهم لمحاكمة صورية حرموا فيها من أبسط حقوقهم، جريمة إرهابية تكشف بشاعتها ودمويتها وإجرامها واستهتارها بأرواح اليمنيين.
كما أضاف "نؤكد أن الجرائم والانتهاكات المروعة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وآخرها جريمة قتل 9 مدنيين بدم بارد، لن تسقط بالتقادم ولن تمر دون عقاب، وأن كافة المتورطين فيها من قيادات وعناصر المليشيا سيقدمون للمحاسبة في القريب العاجل".
من جانبه، دعا البرلمان اليمني المجتمع الدولي إلى إدانة إعدام الحوثيين لمواطنين ومحاسبة مرتكبيه، وقال إن إعدام 9 مواطنين فاجعة ودليل على تسييس القضاء من قبل الحوثيين.
دعا البرلمان العربي كافة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذا العمل الإرهابي، واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية لضمان محاكمة مرتكبي هذه الجريمة ضد الإنسانية، التي تضاف إلى السجل الإرهابي لميليشيا الحوثي.
بدوره، أكدت صباح حميد رئيسة رابطة أمهات المختطفين فرع مأرب، أن ما حدث جريمة كبيرة لا تغتفر.
وأضافت في تصريح خاص لـ "العربية/الحدث"، أن لا بد للعالم من أن يتدخل لمنع جرائم الحوثيين، مؤكدة أنه ما من قانون يقبل بتنفيذ إعدامات دون محاكمات.
وشددت على أن جريمة الإعدام هذه تعد واحدة من أبشع الجرائم التي يمكن أن يتخيلها عقل بشري، مطالبة المنظمات الحقوقية للتدخل بشكل عاجل.
فيديو قد يعجبك: