إعلان

هل جربت السفر عبر الزمن؟ الإجابة في جزيرتين (صور)

11:28 م الإثنين 27 سبتمبر 2021

جزيرتي ديوميدي الكبرى وديوميدي الصغرى

كتب - محمد صفوت:

دائما ما يتمنى الإنسان العودة بالزمن أو السفر عبره وعلى مدار عقود سعى علماء لتحقيق حلم الإنسان بالسفر عبر الزمن، ربما تحقق ذلك نظريًّا إلا أنه لم يتمكن البشر من صنع آلة تحقق لهم ذلك الحلم.

وضع علماء فيزياء نظريات متعددة للسفر عبر الزمن ولم يتمكن أيًّا منهم أو غيرهم ممن استندوا لتلك النظريات من صنع وسيلة للتنقل عبر الزمن. ربما اكتفى البعض بتحقيق ذلك عبر أفلام الخيال العلمي أو القراءة التي تسافر بك لأزمنة وعصور مختلفة دون أن تبرح مكانك.

لكن هناك جزيرتين يوفران لك تجربة مختلفة، عبر مضيق بيرينج الفاصل بين جزيرتي ديوميدي الكبرى وديوميدي الصغرى، يمكنك العودة للوراء بالانتقال من أبعد نقطة في قارة آسيا إلى أقصاها في أمريكا الشمالية.

ثلاث كيلومترات ونصف فقط تفصل بين الجزيرتين إلا أن الفارق الزمني بينمها يقدر بنحو 21 ساعة أي ما يقرب من يوم كامل، ويعود هذا التفاوت إلى "خط التاريخ الدولي الوهمي" المار عبر المحيط الهادي، إذ يمر من القطب الشمالي حتى القطب الجنوبي.

يحدد هذا الخط الذي وضعه الجغرافيون ويعرف بخط الطول 180، الحدود الزمنية إذ يبدأ من عنده توقيت اليوم وعنده ينتهي، ليضبط الزمن في كافة أنحاء العالم، وتتقدم جزيرة "ديوميدي" الكبرى على نظيرتها الصغرى بنحو 21 ساعة.

إذا كنت يوم الجمعة في عطلة نهاية الأسبوع في ديوميدي الكبرى، فأنت على بعد 3.5 كيلومتر من إعادة هذا اليوم، بالانتقال إلى ديوميدي الصغرى وإعادة ضبط ساعتك من جديد. وتعرف جزيرة ديوميدي الكبرى، بجزيرة المستقبل تسبق نظيرتها الصغرى التي تعرف بجزيرة الماضي.

اكتشف الجزيرتين البحار الروسي الدنماركي فيتوس بيرينج عام 1782، ورغم مرور أكثر من 220 عامًا على اكتشافهما إلا أن جزيرة ديوميدي غير مأهولة بالسكان بعد، فيما يسكن في نظيرتها الصغرى العشرات فقط.

وصادف يوم اكتشافهما احتفال الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بذكرى القديس ديوميدين، وسميتا بهذا الاسم نسبة له.

من المفارقة أيضًا أن فصل الشتاء يسمح لك بالتنقل مشيًّا عبر الجزيرتين بسبب تجمد المياه نتيجة الطقس في المنطقة الشمالية.

لا تنتهي المفارقات والإثارة عند هذا الحد، بمجرد الانتقال بين الجزيرتين فأنت تنتقل من أقصى نقطة في غرب الكرة الأرضية إلى أقصى نقطة في شرقها، ومن قارة أمريكا الشمالية إلى آسيا والعكس، ومن روسيا إلى أمريكا.

في عام 1859، عرضت روسيا على الرئيس الأمريكي شراء ألاسكا، خوفًا من وقوعها في أيدي المملكة البريطانية دون مقابل، وعقدت صفقة بنحو 7.2 ملايين دولار وقتها، وأصبحت ألاسكا تابعة لأمريكا رسميًّا في 1867، بعد 8 سنوات من المفاوضات، وتلك الصفقة فصلت الجزيرتين.

وخلال الحرب الباردة شكلت الولاية فجوة بين الحدود الأمريكية والروسية (الاتحاد السوفيتي سابقًا) وعرفت وقتها باسم "الستار الجليدي".

في 8 أغسطس 1987، عنونت الصحف العالمية "انتهت الحرب الباردة" و"لين كوكس.. ذاب الجليد" و"الستار الحديدي"، بعد نجاح السباحة الأمريكية بالسباحة 4160 مترًا بين الجزيرتين، لتصبح أول شخص يعبر تلك النقطة أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

على مدار 11 عامًا حاولت السباحة الأمريكية الحصول على إذن من السلطات السوفيتية لدخول أراضيه، وقررت خوض التجربة دون أذن مسبق، وعلقت على تلك التجربة قائلة: "لقد كسرت ستائر الحديد". وأرسل السوفييت مجموعة للقاء السباحة ضمت ضباطًا في استخبارات "KGB" وطبيبًا. وأغلق السوفييت الحدود ونقلوا سكان الجزيرة الصغرى منذ الحرب الباردة، ولا يزال الانتقال بينهما غير مصرح به قانونيًا.



فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان