صحيفة: انقسام داخل الكونجرس حول أزمة أوكرانيا.. وبايدن "مُهدد بالعزل"
كتبت- رنا أسامة:
تساءل بعض المُقرّبين من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الحزب الجمهوري عن سبب انحياز الولايات المتحدة إلى كييف ضد موسكو بهذا القدر، مُشكّكين في دوافع التورط في الصراع من خلال ضخ الأموال والموارد الأمريكية.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، السبت، إن ثمّة انقسام داخل الكونجرس حول أزمة أوكرانيا.
وأوضحت أن بعض قادة الحزب الجمهور المُتبنين وجهات النظر التقليدية للحزب، حثّوا الرئيس جو بايدن على فرض عقوبات وتعزيز القدرة العسكرية الأوكرانية لمواجهة الحشد الروسي على طول حدودهم المشتركة في الأسابيع الأخيرة بعد غزو موسكو سابقًا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
في المقابل، جادل الجمهوريون الأكثر ارتباطًا بترامب –الذي أبدى في بعض الأحيان خلال فترة رئاسته تأييدًا لروسيا- بأن أمريكا يجب أن تظل بعيدة عن ذلك، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن النائب الأمريكي مات روزينديل، وهو جمهوري من مونت، قوله إن "الدولة التي لا تستطيع تأمين حدودها بشكل فعّال، وحماية وحدة أراضيها لا يمكن أن تضع المسؤولية على دول أوروبا للقيام بذلك، ورُغم ادعاءات طرفي الحرب، فليس من مصلحتنا الوطنية إراقة الدماء الأمريكية والأموال في أوكرانيا".
أما النائب بول جوسار، وهو جمهوري من أريزونا، فرأى أن "غزو روسيا لأوكرانيا لا يُمثّل تهديدًا مباشرًا لأمن الشعب الأمريكي والوطن وطريقة الحياة الأمريكية"، مُعتبرًا أن "تدفق المخدرات الخطيرة والجريمة والمجرمين عبر حدودنا السيادية أكثر خطرًا"- على حد قوله.
وفي الوقت نفسه، يقترح آخرون -دون دليل- أن تصرفات بايدن إلى جانب أوكرانيا من شأنها أن تصب في صالح المصالح التجارية لابنه هانتر، الذي عمل سابقًا في مجلس إدارة شركة طاقة أوكرانية. وأكدت النائبة الجمهورية من ولاية جورجيا، مارجوري تايلور جرين، أن بايدن "مُهدّد بالعزل" إن صحّت تلك المعلومات.
ومع ذلك، قال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، وهو جمهوري من كنتاكي، هذا الأسبوع إنه يعتقد أن بايدن "يتحرك في الاتجاه الصحيح" لردع العدوان الروسي.
كان البنتاجون أعلن الاثنين الماضي وضع 8500 جندي أمريكي في حالة "تأهب قصوى"، وسط احتمالات بانتشارهم في أوروبا الشرقية لتعزيز قوات دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، رغم تأكيد بايدن عدم إرسال قوات عسكرية أمريكية لأوكرانيا.
وقال بايدن يوم الجمعة إنه سينقل القوات الأمريكية إلى أوروبا الشرقية "قريبًا".
في غضون ذلك، يحاول قادة الحزب الجمهوري بمجلس النواب الأمريكي الوصول إلى أرضية مُشتركة ومواقف موحّدة عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا.
ويُجري المُشرّعون من كلا الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) مناقشات حول تشريع لفرض عقوبات على روسيا، بعضها ستُسنّ على الفور والبعض الآخر إذا اجتاحت أوكرانيا بالفعل.
وقدّم كبار الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين تشريعات عقوبات، لكنهم يتطلعون أيضًا إلى إحداث تغييرات حقيقة تحظى بقبول ودعم الجمهوريين.
وأمس الجمعة، نصح الديمقراطي وزعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيني هوير، المشرعين بضرورة "مواصلة مراقبة التطورات في أوكرانيا والعمل عن كثب مع إدارة بايدن لردع العدوان الروسي بأي طريقة"، لكنه لم يذكر على وجه التحديد ما إذا كان سيتم النظر في قانون العقوبات خلال الأسابيع المقبلة.
بدوره، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب بعدم إثارة الذعر وسط استمرار حشد قوات روسية على الحدود مع بلاده. وتحذير الولايات المتحدة من أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون "كارثيا".
وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحفي مساء أمس الجمعة في كييف، إن الحديث عن غزو روسي وشيك لبلاده يعرض اقتصاد أوكرانيا للخطر.
في المقابل، نفت موسكو أن تكون لديها خطة لغزو جارتها عندما أكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده لا تريد حربا.
وحال غزو روسيا لأوكرانيا ستكون هذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
وقامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم في 2014. كما تدعم موسكو المتمردين الذين سيطروا على أجزاء من منطقة دونباس شرقي أوكرانيا بعد ذلك مباشرة. وراح ضحية الصراع في دونباس حوالي 14 ألفًا حتى الآن.
فيديو قد يعجبك: