مقتل 35 أفغانيًا في هجوم انتحاري على كلية خاصة في كابول
كابول - (بي بي سي)
قالت الأمم المتحدة إن هجوما انتحاريا استهدف مركزا دراسيا خاصا في العاصمة الأفغانية كابُل أسفر عن مقتل 35 شخصا على الأقل معظمهم من الطالبات.
كما أصيب أكثر من 80 آخرين في الهجوم الذي استهدف، يوم الجمعة، مركز كاج التعليمي في منطقة دشت بارشي غربي العاصمة.
وقد فجر الانتحاري نفسه بينما كان الطلبة يؤدون امتحانا جامعيا تطبيقيا. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.
وأغلب سكان المنطقة التي شهدت الانفجار هم من أقلية الهزارة، الذين غالبا ما يتم استهدافهم من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن العشرات من نساء الهزارة تحدين الحظر المفروض على التجمعات، من قبل مسؤولي حركة طالبان الحاكمة في البلاد، وخرجن للاحتجاج على العنف يوم السبت.
ورددت نحو 50 امرأة هتافات أثناء مسيرة في الشارع شعارات مطالبات بإنهاء "إبادة الهزارة".
وفي أعقاب هجوم يوم الجمعة، انتشرت لقطات على القنوات التلفزيونية المحلية وتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت على ما يبدو مشاهد من مستشفى قريب، وضعت فيه صفوف من الجثث المغطاة على الأرض.
وأظهرت تقارير إعلامية أخرى من موقع الكلية الخاصة مشاهد لأنقاض ما بعد الانفجار بدت فيها الطاولات مقلوبة في الفصول الدراسية المتضررة.
وقالت امرأة كانت تبحث عن شقيقتها في إحدى المستشفيات لوكالة فرانس برس "لم نجدها هنا. كانت تبلغ من العمر 19 عاما".
وبحسب ما ورد، فقد أطلق المهاجم النار على الحراس خارج المركز، ودخل فصلا دراسيا وفجر قنبلة.
وقال شهود عيان لبي بي سي إن معظم الضحايا كانوا من الفتيات - اللاتي كن يجلسن في الصف الأمامي بالقرب من الانفجار. وقال طالب اصيب لوكالة فرانس برس إن حوالي 600 شخص كانوا في الغرفة عندما وقع الهجوم.
ومركز كاج التعليمي هو كلية خاصة تدرس كل من الطلاب والطالبات. وقد أغلقت معظم مدارس الفتيات في البلاد منذ عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس/ آب من العام الماضي، لكن بعض المدارس الخاصة لا تزال مفتوحة.
وتعد أقلية الهزارة، ومعظمهم من المسلمين الشيعة، ثالث أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان. وقد تعرضوا ولفترة طويلة للكثير من الاضطهاد على يد الفرع الإقليمي لتنظيم داعش.
وكانت حصيلة القتلى الذين أعلنت عنها الأمم المتحدة أعلى من تلك المعترف بها حتى الآن من قبل مسؤولي طالبان في البلاد.
وندد المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، عبد النافع تاكور، يوم الجمعة، بالهجوم وقال إن الطواقم الأمنية موجودة في الموقع.
وأضاف أن مهاجمة أهداف مدنية "دليل على قسوة العدو اللا إنسانية وعدم التزامه بالمعايير الأخلاقية".
التعليق على الصورة،
يبحث الأصدقاء والأقارب عن أحبائهم في مستشفيات العاصمة
كما أدانت الولايات المتحدة الهجوم بشدة.
وقالت كارين ديكر، القائمة بالأعمال في البعثة الأمريكية في أفغانستان، في تغريدة على تويتر "إن استهداف غرفة مليئة بالطلاب الذين يؤدون الامتحانات أمر مخزٍ، يجب أن يكون جميع الطلاب قادرين على متابعة تعليمهم بسلام ودون خوف".
وشهد الوضع الأمني في أفغانستان، الذي كان قد تحسن في أعقاب سيطرة طالبان على مقاليد الحكم، تدهورا في الأشهر الأخيرة، مع وقوع عدد من الهجمات على المدنيين وكذلك على أنصار طالبان. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية، وهو خصم لدود لطالبان، مسؤوليته عن بعضها.
واستُهدفت المدارس والمستشفيات في منطقة دشت برشي في سلسلة من الهجمات، ويُعتقد أن معظمها كان من عمل تنظيم داعش.
ففي العام الماضي - قبل عودة طالبان إلى السلطة - أسفر هجوم بالقنابل على مدرسة للبنات في دشت برشي عن مقتل ما لا يقل عن 85 شخصا، معظمهم من الطلاب، وإصابة مئات آخرين.
فيديو قد يعجبك: