إطلاق نار وتصاعد الدخان من سجن سيء السمعة بطهران

(دويتشه فيله)

بعد إطلاق نار واندلاع حريق في سجن يحتجز فيه سجناء سياسيون في طهران إثر مواجهات بين السجناء والحراس، أكدت طهران انتهاء الـ"اضطرابات"، مشددة على أن "الوضع تحت السيطرة". وتؤكد تقارير أن محتجين ضد وفاة أميني يقبعون في السجن.

شهد سجن إيفين "إوين" في طهران "اضطرابات" ليل السبت تخللتها مواجهات بين السجناء وعناصره، واندلاع حريق في أحد أقسامه، قبل أن يعود الوضع "تحت السيطرة"، وفق ما أفاد الاعلام الرسمي الإيراني.

ونقلت وكالة "إرنا" عن مصدر أمني قوله إن "اضطرابات ومواجهات وقعت ليل السبت في قسم احتجاز المجرمين في سجن إوين"، تطورت الى "إشكال بينهم وبين عناصر السجن"، وقام السجناء "بإضرام النيران" في أحد الأقسام. وأضاف المصدر: "حاليًا، الوضع هو تحت السيطرة بشكل كامل والهدوء يسود في السجن، وعناصر الاطفاء يعملون على إخماد النيران"، موضحًا: "تم فصل مثيري الشغب عن الآخرين، والمحتجزون الآخرون عادوا إلى زنزاناتهم".

وقال المسؤول الذي لم يذكر اسمه إن الاضطرابات وقعت في قطاع من السجن يحتجز فيه "بلطجية"، مشيرًا، على ما يبدو، إلى "عدم مشاركة سجناء سياسيين" في الأحداث، رغم أن السجن يضم الكثير منهم. وأظهرت مقاطع فيديو إيرانية على الإنترنت اليوم السبت ما يبدو أنه دخان يتصاعد من السجن الذي يحتجز فيه سجناء سياسيون، مع سماع دوي إطلاق نار وصفارات الإنذار في الخلفية.

وأبلغت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" ومقرها أوسلو عن اندلاع حريق وإطلاق رصاص في السجن سيئ السمعة في ظلّ احتجاجات على وفاة مهسا أميني. وتظهر في مقطع فيديو نشرته المنظمة عبر تويتر ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد ليلًا من السجن فيما تُسمع فرقعات صغيرة تبدو أصوات أعيرة رصاص.

وقال موقع (تصوير1500) في تعليق على المقاطع: "يمكن سماع دوي طلقات نارية من سجن إيفين ورؤية دخان". كما نشر الموقع لقطات لما قال إنها قوات خاصة تتوجه إلى السجن على متن دراجات نارية. وتسمع في خلفية فيديو نشره الحساب هتافات: "الموت للديكتاتور" - أحد الشعارات الرئيسية للحركة الاحتجاجية المستمرة منذ شهر والتي اندلعت بسبب وفاة أميني.

وقال شاهد اتصلت به رويترز "أسر السجناء تجمعوا أمام الباب الرئيسي لسجن إيفين... أستطيع أن أرى نيرانًا ودخانًا، وكذلك الكثير من القوات الخاصة. سيارات الإسعاف هنا أيضًا".

وكان سيامك نمازي، وهو أمريكي إيراني مسجون في إيران منذ ما يقرب من سبع سنوات بتهم تتعلق بالتجسس، قد عاد إلى السجن يوم الأربعاء بعد أن غادره لفترة وجيزة، حسبما قال محاميه. كما يتم احتجاز مزدوجي الجنسية الآخرين في ذلك السجن. ولطالما انتقدت جماعات حقوقية غربية هذا السجن الذي يضم في الأغلب معتقلين يواجهون تهمًا أمنية، كما أدرجته الحكومة الأمريكية على قائمتها السوداء في 2018 بسبب ما يشهده من "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان".

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش سلطات السجن باستخدام التهديد بالتعذيب والسجن إلى أجل غير مسمى لإخضاع النزلاء وكذلك إجراء استجوابات طويلة معهم وحرمانهم من الرعاية الطبية.

وأوردت تقارير أنه تم إرسال مئات من المعتقلين خلال الاحتجاجات على وفاة أميني الشهر الماضي إلى السجن. وسمعة السجن سيئة لسوء معاملة السجناء السياسيين فيه. وقد نشرت مجموعة قراصنة اسمها "عدالة علي" مقاطع فيديو في أغسطس من العام الماضي سجلتها كاميرات مراقبة في السجن تظهر حراسًا يضربون مساجين ويسيئون معاملتهم.