خبراء أمريكيون: بوتين هو من أمر بالانسحاب من ليمان
(دويتشه فيله)
قال خبراء عسكريون أمريكيون إن الانسحاب الروسي من مدينة ليمان شرقي أوكرانيا أتى بناء على قرار للرئيس الروسي بوتين. جاء ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه الاستخبارات العسكرية البريطانية أن روسيا تكبدت خسائر فادحة في العملية.
كشف خبراء عسكريون من معهد دراسات الحرب بالولايات المتحدة أن انسحاب القوات الروسية من مدينة ليمان ذات الأهمية الاستراتيجية في شرق أوكرانيا أتى بناء على قرار واعٍ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضح الخبراء في تحليل أولي نُشر السبت أن القيادة العسكرية الروسية ليس هي من قرر عدم تعزيز الخطوط الأمامية بالقرب من مدينتي كوبيانسك وليمان، وإنما الرئيس الروسي نفسه.
وبحسب التحليل فإن بوتين كان يريد من القرار تأمين مناطق استراتيجية في خيرسون وزابوريجيا. وتقع ليمان في إقليم دونيتسك وقد استخدمتها روسيا كمركز لوجستي ونقل لعملياتها في شمال الإقليم.
وتعد السيطرة علي ليمان أكبر مكسب لأوكرانيا في ساحة المعركة منذ الهجوم المضاد الخاطف في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية الشهر الماضي.
وبعد استفتاءات مخالفة غير معترف بها دولياً قامت روسيا الجمعة بضم أربع مناطق اوكرانية.
وأمام فقدان روسيا سيطرتها على ليمان، دفعت موسكو بتعزيزات عسكرية كبيرة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن خبراء المعهد الأمريكي.
كما كشف الخبراء عن "هجوم بري فاشل" قامت به القوات الروسية في مدينة كوساتشا لوبان الواقعة شمال خاركيف. وبحسب مصادر عسكرية أوكرانية فقد صدت القوات الأوكرانية الهجوم قرب الحدود الأوكرانية.
وتشير هذه الهجمات إلى أن بوتين سيواصل من المرجح السعي لتحقيق أهدافه باستعادة السيطرة على مناطق خارج تلك التي ضمها بشكل غير قانوني، بدلا من تحريك قوات لمواجهة الهجوم الأوكراني في دونباس.
بدوره كتب المؤرخ العسكري فيليبس ب. أوبرين في تغريدة على تويتر أن انتصار القوات الأوكرانية في ليمان "مثير للإعجاب" أكثر من مثيله في خاركيف.
زيلينسكي يعلن تطهير ليمان
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن اليوم الأحد (الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2022) أنه تم "بالكامل تطهير" بلدة ليمان من قوات موسكو وهي بلدة رئيسية واقعة في منطقة في شرق أوكرانيا أعلنت روسيا ضمّها.
وقال زيلينسكي في تسجيل مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: "منذ الساعة 12,30 (09,30 ت غ)، تم تطهير ليمان بالكامل. شكراً لجيشنا!".
وتعهد زيلينسكي بمزيد من النجاحات السريعة في منطقة دونباس، التي تشمل منطقتي دونيتسك ولوجانسك الخاضعتين للسيطرة الروسية إلى حد كبير.
وقال في خطاب عبر رابط فيديو مساء أمس: "خلال الأسبوع الماضي، زاد عدد الأعلام الأوكرانية التي ترفرف في دونباس. وسيكون هناك المزيد منها في غضون أسبوع".
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية في بيان صباح اليوم الأحد إن طائراتها نفذت 29 ضربة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ودمرت أسلحة وأنظمة صاروخية مضادة للطائرات، كما استهدفت القوات البرية مواقع قيادة ومستودعات تضم ذخيرة وتجهيزات صواريخ مضادة للطائرات.
وأعلن جنود أوكرانيون استعادة ليمان في مقطع فيديو تم تسجيله أمام مبنى مجلس البلدية وسط ليمان ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال أحد الجنود: "أعزائي الأوكرانيين.. تمكنت القوات المسلحة الأوكرانية اليوم... من تحرير منطقة ليمان في دونيتسك والسيطرة عليها". وفي نهاية الفيديو، قام جنود بالهتاف وإلقاء الأعلام الروسية من على سطح المبنى ورفعوا علما أوكرانيا مكانها.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية قبل ذلك بساعات أنها ستسحب القوات من المنطقة نظراً لوجود "تهديد بالمحاصرة".
خسائر فادحة
من جانبها، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية اليوم إن روسيا تكبدت على الأرجح خسائر فادحة عند انسحاب قواتها من مدينة ليمان.
وذكر بيان وزارة الدفاع البريطانية اليومي أن المدينة الواقعة في منطقة دونيتسك كان "يدافع عنها على الأرجح قوات غير مكتملة من المناطق العسكرية الغربية والوسطى في روسيا، بالإضافة إلى مجموعات من جنود الاحتياط الذين تم حشدهم طواعية".
وتابع البيان: "تعرضت القوات على الأرجح لخسائر فادحة في الأرواح مع الانسحاب على طول الطريق الوحيد المؤدي إلى خارج المدينة التي لا تزال تحت سيطرة الروس".
وقال البريطانيون إن الانسحاب أثار موجة من الانتقاد العلني للقيادة العسكرية الروسية في الأوساط الحكومية الروسية. ويضيف التقرير: "من شبه المؤكد أن المزيد من الخسائر في الأراضي بالمناطق المحتلة بشكل غير قانوني، سيؤدي إلى تكثيف هذا النقد العلني وزيادة الضغط على كبار القادة".
حلفاء روسيا يدعون لاستخدام "النووي"
كانت قوات أوكرانية قد أعلنت أنها استعادت معقل ليمان الرئيسي في المناطق المحتلة بشرق أوكرانيا، ما يمثل هزيمة قاسية دفعت حليفاً وثيقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الدعوة لاستخدام محتمل لأسلحة نووية محدودة القوة.
وكتب رمضان قديروف زعيم منطقة الشيشان في جنوب روسيا على تيليغرام، قبل كلمة زيلينسكي، "في رأيي الشخصي، ينبغي اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، مثل إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية منخفضة القوة".
ويقول مسؤولون روس آخرون، من بينهم الرئيس السابق دميتري ميدفيديف، إن روسيا قد تضطر إلى اللجوء إلى الأسلحة النووية، إلا أن دعوة قديروف كانت الأكثر وضوحاً.
فيديو قد يعجبك: