روسيا وأوكرانيا: الأمن الأوكراني يداهم أديرة دينية بحثا عن جواسيس روس
كييف- (بي بي سي):
داهم جهاز الأمن الأوكراني ديرا تاريخيا في العاصمة كييف في عملية قال إنها تهدف إلى منع العملاء الروس من استخدام الموقع للتخريب أو التجسس وجمع المعلومات وإخفاء الأسلحة.
ويعود تاريخ دير بيكيرسك لافرا أو (كييف بيكيرسكا لافرا)، المسيحي إلى القرن الحادي عشر وهو مقر الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.
وأعلنت الكنيسة الأوكرانية الانفصال عن بطريركية موسكو بعد الغزو الروسي للبلاد فبراير الماضي.
وكان الدافع وراء الانقسام هو دعم البطريرك الروسي للحرب على أوكرانيا.
ورغم قرار الانفصال، إلا أن السلطات الأوكرانية تتهم بعض كبار رجال الدين في الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، بأنهم لا يزالون يدعمون موسكو سرا، باستخدام مناصبهم للتأثير على رواد الكنيسة.
وعلق الكرملين على مداهمة الدير بأنه كان هجوما آخر شنته كييف على الأرثوذكسية الروسية.
وأعلن جهاز الأمن الأوكراني SBU في كييف يوم الثلاثاء، أنه يقوم "بإجراءات لمكافحة التجسس" لاستهداف "الأنشطة التخريبية" للخدمات الخاصة (المخابرات) الروسية.
وقال الجهاز إن هناك مخاطر متزايدة من الهجمات والتخريب واحتجاز الرهائن في الأماكن التي تجتذب مجموعات كبيرة من المواطنين.
كان الدير، وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، واحدا من عدد من الكنائس الأرثوذكسية التي تمت مداهمتها يوم الثلاثاء، حيث استجابت السلطات لشكاوى من أن رجال الدين كانوا يمجدون روسيا ويمكن أن يكونوا متحالفين مع الكرملين.
وتم فتح تحقيق جنائي قبل أسبوع بعد ظهور شريط فيديو لغناء دعاية تمجد روسيا.
وبعد أيام، اتُهم رئيس أبرشية في منطقة فينيتسا بوسط أوكرانيا بإعداد منشورات دعائية تدعم الغزو الروسي.
واتهم المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أوكرانيا بأنها "في حالة حرب" مع الكنيسة الأرثوذكسية منذ فترة طويلة. وندد البطريرك كيريل رئيس الكنيسة الروسية، بما تقوم بها السلطات الأوكرانية وقال إنه "عمل من أعمال الترهيب للمؤمنين".
ويعد البطريرك كيريل بصورة كبيرة حليفا للرئيس فلاديمير بوتين، وأعلن عن دعمه الكامل للحرب الروسية في أوكرانيا.
بعد وقت قصير من بدء الغزو، تحدث كيريل عن الحرب على أنها صراع ذو "أهمية ميتافيزيقية" ضد الخطيئة وضد الضغط الغربي للسماح "بمسيرات للمثليين".
كما قال مؤخرا إن أي روسي يجند للقتال في أوكرانيا فإنه يقوم بعمل "يرقى إلى مستوى التضحية".
وحظيت مداهمات الأديرة في أوكرانيا بترحيب واسع، لأن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية انفصلت عن موسكو قبل ستة أشهر فقط بعد قرون من الخضوع لسيطرتها، مما ترك شكوكا في أن الكرملين لا يزال يستخدمها للتأثير على الرأي العام في أوكرانيا.
ومنذ عام 2018، انضمت العديد من الأبرشيات الأرثوذكسية في أوكرانيا إلى الكنيسة الأرثوذكسية الجديدة في أوكرانيا، التي حصلت على الاستقلال من جانب الحركة الأرثوذكسية العالمية بعد عام.
ومع ذلك، فإن المحادثات التي تهدف إلى توحيد المجتمع الأرثوذكسي في البلاد لم تسفر عن أي نتائج ملموسة.
وقال المحلل السياسي الأوكراني فالنتين هلادكيخ، إن رجال الدين والمؤمنين في الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية عليهم في النهاية أن يقرروا من يخدمون: "الله أم جلاد الكرملين" في إشارة إلى بوتين.
فيديو قد يعجبك: