ابن بايدن وماسك.. كيف تورط "تويتر" في صراع جديد بين الديمقراطيين والجمهوريين؟
كتب - محمد عطايا:
تنقسم أكبر دولة في العالم، إلى حزبين رئيسيين وصلت حدة الصراع السياسي بينهما إلى ذروته بتولي دونالد ترامب، رئاسة الولايات المتحدة.
نقل ترامب ذلك الصراع إلى مستوى مختلف - ربما- بعدما انتهج سياسة جديدة، قائمة على اتهام الخصوم بحياكة "المؤامرات"، والتلاعب بالمعلومات، فضلا عن مهاجمة وسائل الإعلام في بلاده، ووصم موقع "تويتر"، بأنه منصة "تخنق حرية التعبير".
في المقابل، عمل "تويتر"، على تحجيم تغريدات الرئيس الأمريكي حينها، خاصة قبل الانتخابات الرئاسية، قبل أن يعطل حساب ترامب كليا في أعقاب أحداث الكابيتول. وصنف موقع "تويتر"، عدة تغريدات لترامب بأنها "تفتقر للمصداقية ودقة المعلومات"، ليرد الأخير بأن الموقع يتواطأ مع الديمقراطيين لمساندة جو بايدن في الانتخابات.
وبعد عامان على رحيل ترامب من سدة الحكم في الولايات المتحدة، يصبح موقع "تويتر"، مجددا وسيطا مهما للعداء السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين، ولكن هذه المرة بوجود لاعب جديد إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم.
هل ماسك جمهوري؟
نشر موقع "أكسيوس" الأمريكي، تقريرا حول تحول اتجاهات إيلون ماسك، رئيس شركة "تسلا"، ومالك موقع "تويتر" الجديد، إلى الحزب الجمهوري.
وقال الموقع الأمريكي، إن تصريحات ماسك خلال الأشهر الستة الماضية، أثارت واقعًا جديدًا لا لبس فيه، بأن أغنى رجل في العالم، يميل أكثر إلى الجمهوريين.
يصف "أكسيوس" تصريحات ماسك، بأنه تحول سياسي كبير، نظرا لأن ماسك كان داعما لسنوات للديمقراطيين.
وكشف ماسك الأسبوع الماضي، أنه سيصوت لحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، إذا ترشح للرئاسة في عام 2024، واصفا النجم الصاعد بالحزب الجمهوري بأنه خيار "معقول ووسطي".
ورغم عدم إعلان ماسك علانية، أنه يؤيد الحزب الجمهوري، إلا أنه هاجم الديمقراطيين في أكثر من مناسبة، وقال إنهم يمثلون "تهديدا للحربة".
وزاد من خيبة أمل ماسك من الحزب الديمقراطي، وفقا لأكسيوس، منذ استحواذه على موقع تويتر.
وأكد موقع "أكسيوس"، أن الجمهوريين، في الوقت الحالي، سعداء بالتشبث بماسك واستخدام حملته "حرية التعبير" لضرب منافسيهم الديمقراطيين والتقنيين الكبار.
ويؤكد طلب زعيم الأقلية في مجلس النواب، الجمهوري، كيفين مكارثي، من إدارة بايدن "بالتوقف عن انتقاد إيلون ماسك"، ترحيب الجمهوريين بتحركات الملياردير الأمريكي.
هانتر بايدن
ويبدو أن تغريدات ماسك الأخيرة، بشأن المعلومات "الخطيرة والمهمة"، عن إدارة تويتر السابقة التي حجمت من نشر تقرير عن هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي في 2020، أثارت حدة الصراع مجددا، الذي كان "تويتر"، ركنا أساسيا فيها.
وعلى مدار أيام، تحدث إيلون ماسك، المالك الجديد لموقع تويتر، عن تفجير قنبلة والكشف عن معلومات خطيرة تستند إلى وثائق داخلية خاصة بالشركة، زعم أنها تكشف ما حدث داخل تويتر عندما قرر منع نشر قصة لصحيفة نيويورك بوست في عام ٢٠٢٠، تحتوي على معلومات عن فساد هانتر بايدن نجل الرئيس الأمريكي، وجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به.
ونشر ماسك، مالك ومؤسس شركتي تسلا وسبيس إكس، سلسلة من التغريدات، أمس الجمعة، التي يزعم أنها تكشف كيف استجابت الشركة التي استحوذ عليها قبل فترة، لطلب من حملة الانتخابات الرئاسية للمرشح الديمقراطي، وقتذاك، لاخفاء بعض المعلومات المتعلقة بنجله هانتر، وتعهد بنشر "الحلقة الثانية من ملفات تويتر" والكشف عن المزيد اليوم السبت.
أعاد ماسك، مالك ومؤسس شركات تسلا وسبيس إكس، عدة تغريدات للصحفي المستقل والمؤلف الأمريكي مات تايبي، وأطلق عليها اسم "ملفات تويتر".
ووفقًا لتايبي، فإن التغريدات التي كتبها تستند إلى الآلاف من الملفات والوثائق التي حصل عليها مصدر يعمل في موقع التدوين المصغر "تويتر".
كتب تايبي سلسلة من التغريدات تحدث فيها عن الساعات الأولى بعد نشر قصة نيويورك بوست، وكيف أصيب موظفو تويتر بالهلع خوفًا من أنها قد تكون نتيجة لعملية قرصنة روسية.
ووفقًا لتايبي، فإن الموظفين في تويتر لجأوا إلى القرصنة، فأصبحت حجتهم لحجب وإزالة بعض التغريدات، ولكن في غضون ساعات أردك الجميع تقريبًا إن الأمر لم يكن كذلك، ولكن لم يكن لديهم الشجاعة للتراجع.
ونشر تايبي صورة لرسالة متبادلة بين أحد المديرين السابقين في تويتر والمتحدث باسم الشركة ترينتون كيندي، الذي كتب فيها:"أعاني لفهم السياسات لتصنيف هذه التغريدات باعتبارها غير آمنة".
ووفقًا لتغريدات الصحفي الأمريكي، فإن مسؤولين من كلا الحزبين كانوا يطالبون تويتر بحذف التغريدات، وأرفق الصحفي الأمريكي في واحدة من تغريداته صورة لرسالة بريد إلكتروني أرسلها "فريق بايدن" لإدارة الشركة يطالبون فيها بمسح بعض التغريدات.
حسب سي إن إن، فإن تايبي لفت إلى أن أغلب الطلبات بحذف التغريدات كانت تأتي من الديمقراطيين، ولكنه لم يقدم أي وثائق تؤكد صحة ما يقول. وذكرت الشبكة الإخبارية أن الصحفي الأمريكي لم يقل إن الديمقراطيين طلبوا من تويتر حجب قصة نيويورك بوست، ولم يشر إلى أن حكومة الولايات المتحدة ضغطت على موقع التدوين المصغر لمنع نشرها.
وفي إحدى تغريداته، كتب تايبي :"لم أعثر على دليل يقول إن الحكومة الفيدرالية لعبت دورًا لمنع نشر قصة نيويورك بوست عن جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن"، ولفت إلى أن القرار جرى اتخاذه على أعلى مستويات في الشركة، ولكن دون علم الرئيس التنفيذي السابق جاك دورسي.
فيديو قد يعجبك: