قوة الردع الروسية.. صدى أزمة الصواريخ الكوبية يتردد مجددًا في سماء أوروبا
موسكو - (بي بي سي)
يثير الإعلان الروسي بشأن وضع الأسلحة النووية الروسية فى حالة تأهب، أصداء مخيفة تعيد إلى الأذهان ذكريات أزمة الصواريخ الكوبية التي وقعت في عام 1962 .
ففي ذلك الوقت اقتربت واشنطن وموسكو كثيرا من المواجهة النووية.
لكن الدبلوماسية والخوف من العواقب، أديا إلى تراجع الجانبين عن تلك الحرب .
وللأسف الأحداث التاريخية عادة لا تتكرر بالضبط.
في الوقت الحالي، الظروف ليست كما كانت، فمستوى الأزمة مختلف وكذلك المخاطر.
إذن ما مدى خطورة الوضع الحالي؟
غالبا ما تكون المخاطر الحقيقة خلال الأزمات مرتبطة بحسابات خاطئة.
في أوكرانيا ربما أخطأ بوتين في تقدير الموقف.
وربما يكون قد قلل من أهمية المقاومة التي سيواجهها على الأرض من الأوكرانيين، وقد يكون أيضا قد قلل من دور الدول الغربية التى بدت بعد الأزمة أكثر اتحادا مما كان يعتقد.
لو أدرك كل هذا لكان ربما فضل خيارات أخرى.
لكن التصعيد الذي اختاره ونوع القوة التي استخدمها على الأرض وردود الفعل الخارجي التصعدية ربما ضاعفت الآن من التهديد.
إعلان بوتين عن حالة التأهب النووي القصوى فيه تحذير وفيه تلويح.
ومن المرجح أن يكون هدفه ليس الاستخدام الفعلي لترسانته النووية بل هو محاولة للحد من دعم الناتو لأوكرانيا من خلال إثارة المخاوف من الحد الذي يمكن أن تتجاوزه موسكو.
فبوتين يرغب في خلق حالة من الغموض حول ما يمكن أن يفعله، ومدى استعداده لتجاوز كل الحدود.
لكن هذا ليس معناه الرغبة الفعلية في استخدام الأسلحة النووية، فبوتين يدرك العواقب المترتبة عليه شخصيا وعلى بلاده، فالثمن سيكون مرعبا.
ولكن حتى لو كان هذا صحيحًا، فإنه سيتم التعامل مع التهديدات على محمل الجد.
وحتى الآن، الرد الغربي هو عدم التصعيد.
لكن الخوف الحقيقي يكمن في المزيد من الحسابات الخاطئة التى قد تؤدي إلى تصعيد هذه الأزمة. وأخذها إلى عالم مجنون يتجاوز ماحدث في كوبا.
فيديو قد يعجبك: