وجه آخر للحرب الأوكرانية.. رضع تجارة الأرحام ومصيرهم المجهول
كييف- (دويتشه فيله):
من وجهة نظر انسانية لا أحد يفوز في الحرب، بل إن الإنسان هو الخاسر الأكبر.. خسارة كلما اشتدت المدافع تشتد تجلياتها. ومن إحداها المصير المعلق لرضع تجارة الأرحام في أوكرانيا.
تحولت أوكرانيا في السنوات العشر الأخيرة إلى مركز تجارة الأرحام، بل حتى أن البعض بات يتحدث عن "صناعة" تجارة الأرحام في ذلك البلد، بحكم وجود بنية تحتية ومؤسسات متخصصة في هذا المجال، في ظل قانون يجيز هذا النشاط المثير للجدل على خلاف دول كنيبال والهند وتايلاند.
وهكذا أضحت أوكرانيا وجهة العديد من الأزواج ممن تعذّر عليهم إنجاب أطفال بطريقة طبيعية. والأسباب متعددة: فمن جهة، نظرا للمستوى المهني وسلاسة التعامل الإداري هناك، ومن جهة أخرى للأتعاب المنخفضة نسبيا والتي تتراوح ما بين 40 و60 ألف يورو، مقارنة بالسعر المتداول في بلد كالولايات المتحدة التي تجيز تجارة الأرحام، وفقا لبيانات وكالة BioTexCom وهي واحدة من اهم الوكالات العاملة في تجارة الأرحام في أوكرانيا.
وتشير التوقعات إلى وجود ما بين ألفين وثلاثة آلاف طفل تضعهن نساء أوكرانيات سنويا، بينما أكثر من 90 بالمائة من هؤلاء الأطفال ينحدرون من عائلات أجنبية.
اليوم ومع بداية الغزو الروسي منذ أقل من شهر، بات مصير هؤلاء الرضع معلقا مثله مثل مصير آلاف، بل ملايين المدنيين المختبئين داخل أقبية مباني كييف وخاركييف وماريبول وغيرها من المدن الأوكرانية هربا من القصف الروسي الذي دخل أسبوعه الرابع.
رضع تجارة الأرحام بدورهم محاصرون في المراكز التي تعمل قبل اندلاع الحرب، كمركز لرعاية النساء الحوامل، وهي المراكز المسؤولة أيضا عن تسليم الطفل لأبويه الأصلين.
في قبو مركز تابع لوكالة BioTexCom ، يقع على مشارف العاصمة كييف، يوجد 18 من حديثي الولادة ينتظرون قدوم عائلاتهم، والعدد يزداد يوما بعد يوم، بينما تقول الوكالة إن عدد الرضع في مراكزها في عموم البلاد يزيد عن 38 رضيعا، فيما هناك المئات من النساء الحوامل ينتظرن موعد الوضع.
مديرة المركز ماريا هولومبوفسكا، المسؤولة في وكالة BioTexCom عن الزبائن القادمين من ألمانيا وسويسرا، تحصنت هي الأخرى بقبو المركز القريب من كييف، وقد تحدثت للإعلام الألماني عن الوضع هناك والأيام العصيبة التي يقضونها داخل القبو. وفي حوار لموقع "شبيغل أولاين" أوضحت هولومبوفسكا أنه ومع اشتداد الحرب بات من شبه المستحيل بالنسبة للعائلات القدوم إلى كييف. وتابعت أنه ورغم ذلك يريد الكثيرون المجيء إلى كييف وخمس عائلات ألمانية نجحت في ذلك بالفعل في الأسابيع الثلاثة الأخيرة وأخذت أطفالها. غير أن ما يحذر منه الكثيرون أن السفر إلى كييف، وإن تمّ بنجاح فمن الصعب جدا، الخروج منها في ظل اشتداد وتيرة الحرب.
وفي سويسرا اشتهرت قصة عائلة استطاعت إخراج طفلها من العاصمة الأوكرانية في الأيام الأولى من الحرب عبر طائرة خاصة عادت بها إلى بلدها. وسيلة حتما ليست متاحة للجميع، ولا يبقى أمام المحاصرين سوى الانتظار وأمام العائلات الأجنبية سوى الصبر والترقب.
فيديو قد يعجبك: