من داخل الملاجئ لحرب الشوارع.. أوكرانيون يتحدثون لمصراوي
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت- سلمى سمير:
حرب كلمة يمكن أن تترجم مكنوناتها لمعان أخرى لكنها رفضت، إلا أن تكون بهذا الحال في أوكرانيا، حيث جاء القصف الروسي في ساعات الصباح الباكر للجارة الشرقية لأوروبا، بعد أشهر من التكهنات حول نوايا روسيا في الغزو لجارتها التي طالما طمحت بضم أراضيها إليها.
فرضت الحرب متغيرات عديدة على المستوى الدولي والمحلي، بما في ذلك الناس العادية، التي طالتهم شرور الحرب ومتغيراتها، منهم إيليا ميلنكوف، مواطن أوكراني يعيش في كييف العاصمة الأوكرانية التي يتم قصفها يوميا.
يقضي إيليا 31 عاما، نصف يومه في الملاجئ تحت الأرض احتماء من القصف المستمر، يحكي ميلنكوف لمصراوي عن وضعه، "لقد كنت قلقا للغاية مساء الأربعاء، على الرغم من توقعي للحرب طوال فبراير لكني كنت غاضب للغاية عندما استيقظت على صوت الانفجار في كييف".
حالة الملاجئ حيث يحتمي إيليا، غير مناسبة غير الإطلاق فمعظم الطوابق السفلية مغلقة بلا تهوية أو مياه أو أماكن للجلوس، لذا يختبئ هو وجيرانه في غرف للتخزين في إحدى الممرات، مع صوت صافرات الإنذار عند كل ساعة تقريبا، "يختبئ الناس في مترو الأنفاق وأقبية المنازل ومواقف السيارات، برفقة الأطفال والحيوانات الاليفة الأماكن مزدحمة وغير مريحة لكن علينا البقاء معا وعدم الذعر".
انضم العديد من الأوكران منهم أصدقاء وأقارب إيليا إلى قوات الدفاع طواعية لحماية أراضيهم، حيث يمكن فقط للحاصلين على مؤهلات عسكرية الانضمام للجيش، بينما الآخرين يمكنهم الدفاع حيث يعيشون بموجب عقد مع قوات الدفاع، "جميعهم مقربين إلي لا أريد خسارة أحد من أحبائي"، يتحدث إيليا.
في تلك الأحيان تبلغ صعوبة عمل إيليا الذروة وسط عمله كمهندس شبكات للأمن السيبراني، حيث تتعرض المنشآت الأوكرانية لهجمات إلكترونية عدة من الجانب الروسي، "أعمل أنا وفريقي الآن على حماية الخدمات والبنية التحتية الحيوية من هجمات المتسللين الروس، فيوجد هجمات كثيفة تلك الفترة"، كانت مؤسسات أوكرانية منها عدة وزارات تشمل الخارجية بالإضافة لسفارات أوكرانيا في عدة دول تعرضت لهجمات إلكترونية في يناير مع رسالة مفادها "انتظروا الأسوأ"، مع عدم تحديد مصدر الهجوم.
يعيش ميلنكوف وقتا عصيبا حاليا، حيث تعيش عائلته وابنه حاليا في خاركيف، وسط معركة عنيفة تشهدها المدينة، كما انقطع اتصالهم به، "لا يوجد اتصال أو كهرباء حاليا حيث يقيمون أنا قلق للغاية عليهم آخر شيء أخبروني به أن المعارك قريبة للغاية منهم، والتقطوا صورة حيث يختبئون ثم انقطعت أخبارهم".
يستعد إيليا في الوقت الحالي للانضمام إلى الدفاع بموجب قرار التعبئة العامة، أما حاليا لديه مهمة خاصة كل صباح، "أستيقظ كل يوم لتفقد المناطق المحيطة، حيث يترك المخربون الروس علامات مشبوهة لتنسيق حركة القوات المهاجمة"، يحكي إيليا.
يشابهه إيفان تاتارتشوك، بمنطقة فيشهورود، حيث تدور المعارك، يقضي إيفان معظم يومه، بالدفاع عن مدينته بانضمامه لقوات الدفاع، مع تزايد القصف الروسي، "الأهم الآن هو مساعدة جيشي وقتل المزيد من القوات الروسية" يحكي إيفان لمصراوي.
استيقظ إيفان أول يوم عند الخامسة صباحاً على صوت انفجارات الصواريخ، تلاها أسراب طائرات الهليكوبتر في سماء المدينة حيث يعيش، "لم تكن الانفجارات كثيفة في البداية عندي لكن الآن أكثر أما صديقي يسمع الانفجارات ٢٤ ساعة باليوم".
الأجواء المحيطة بتاتارتشوك، مضطربة لم يكن منتظماً في حديثه مع مصراوي، ينقطع حينا ويعود متحدثاً عن وجود انفجارات ومعارك دائرة. في خضم ذلك الوضع، يقدم المساعدات من إسعافات أولية للمصابين، ومحاولة إيصال المساعدات لأقاربه القاطنين في منطقة بعيدة رفض الإفصاح عنها لسلامتهم، "هم الآن في ظروف صعبة، محاطين بالعدو بلا طعام أو كهرباء أو حتى وسيلة للخروج، لكن حالياً انقطع الاتصال كليا معهم".
حالة المتاجر والأسواق حيث يقيم إيفان جيدة على حد قوله حيث يستطيع شراء جميع الحاجات، لكن يوجد أحيانا مشكلة في سحب الأموال من ماكينات الصرف الآلي مع عدم توافر النقود بها ويواجه البعض مشكلة في الدفع عن طريق البطاقة، لكن تعمل البنوك بشكل عادي.
على جانب آخر فولودمير شابانينكو، قاد سيارته في أول يوم للغزو من كييف لغرب أوكرانيا، "كانت المعارك على مقربة من المدينة وبدأ نظام الدفاع بإطلاق الصواريخ، لذا أخذت صغيري ذو ال4 أشهر ونصف وقدت السيارة بعيداً إلى أوزغورد، ووصلت بعد يومين كان وقتا عصيبا للغاية".
ترك فولودمير كييف، ولم يتمكن من الوصول لباقي عائلته بعد أن كانت المعارك قريبة من منطقته. قاد في وضع خطر مع خبرة قيادة لأربعة أشهر فقط. ويحكي لمصراوي عن صعوبة الوضع بالنسبة لعائلته في بوتشا إحدى ضواحي كييف، "الأعمال القتالية نشطة عندهم أخبروني أنهم يختبئون في القبو من نيران المدفعية".
في بوتشا حيث تعيش عائلة شابانينكو تطلق المدرعات الروسية النيران على أعمدة الكهرباء ويحاولون قطع الاتصالات الخلوية وفق وصفه، "لا أستطيع الاطمئنان عليهم في كل الأوقات مع اضطراب الاتصال أعرف أخبارهم كل بضعة أيام لكن آخر مرة كانت الكهرباء مقطوعة لديهم، أنا قلق للغاية عليهم لا أعرف وضعهم الحالي".
لا تستطيع عائلة فولودمير الذهاب للخارج، وسط الانفجارات حولهم وسماع أصوات الطلقات النارية، "يجلسون في المنزل لا يستطيعون حتى الذهاب للملاجئ لخطورة الوضع، حتى لم يخرجوا منذ عدة أيام لشراء الطعام".
فيديو قد يعجبك: