كييف: الجيش الروسي غادر تشرنوبيل
كييف- (بي بي سي):
قال العاملون في مفاعل تشرنوبيل النووي إن القوات الروسية قد غادرت الموقع، بينما أفادت شركة إنيرجوأتوم أن العاملين قد أكدوا أنه لا يوجد بالفعل أي غرباء في الموقع حاليا.
وكانت الشركة ذاتها قد قالت في وقت سابق إن القوات الروسية غادرت باتجاه الحدود مع يبلاروسيا، وتركت مجموعة صغيرة في الموقع.
وفي هذا تأكيد لما كانت تقارير مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الأمريكية قد ذكرته يوم الأربعاء الماضي.
وكانت القوات الروسية قد استولت على تشيرنوبيل في بداية غزو أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.
وجاء في البيان الصادر عن شركة إنيرجوأتوم "أعلن الغزاة هذا الصباح نيتهم مغادرة مفاعل تشيرنوبيل النووي".
واتهمت الشركة في وقت لاحق الجيش الروسي باختطاف أعضاء من الحرس الوطني الأوكراني الذين احتجزوا منذ بداية الحرب، ونسبت الشركة معلوماتها إلى عمال في مقر المفاعل، ولم تحدد عدد المخطوفين.
وأكدت تقارير أن الجيش الروسي حفر خنادق في المنطقة الأكثر تلوثا، مما تسبب بتلوثهم بالإشعاعات. وهناك تقارير غير مؤكدة أن بعضهم يعالجون في بيلاروسيا.
ونسبت وكالة رويترز لعمال في المركز قولهم إن بعض الجنود لم يعرفوا أنهم في منطقة ملوثة إشعاعيا، لكن الجيش الروسي قال إن مستويات الإشعاع في المركز بقيت ضمن المقبول بعد الاستيلاء عليه.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان صادر عنها إنها لا تستطيع تأكيد هذه التقارير.
وقال مدير الوكالة الأوكرانية المسؤولة، يفهين كرامارينكو، إن مستويات الإشعاع تبدو عادية، وليست هناك مؤشرات على حدوث ضرر كبير.لكن بما أن مجسات قياس الإشعاع لا تعمل احتاج الموطفون لفحص الأقسام.
وقال مدير الوكالة الدولة للطاقة الذرية إن الوكالة تجري مشاورات مع السلطات الأوكرانية حول إرسال بعثة إلى مفاعل تشيرنوبيل في الأيام القليلة القادمة.
تحليل
فيكتوريا جيل
بالرغم من أن كلمة "تشيرنوبيل" تثير الرعب، فإن الخبراء النوويين أكدوا خلال المحنة الحالية أنه لا يوجد خطر "تشيرنوبيل آخر".
ليس هناك مفاعل نووي عامل في الموقع. وكما أخبرتني البروفيسورة، كلير كوركيل، من جامعة شيفيلد، أنه حتى لو أصيبت بناية تحوي مواد ملوثة فلن يكون هناك دخان مشع.
وحين هاجمت القوات الروسية مبنى في منشأة زابوريشجيا العاملة في الرابع من مارس كان ذلك حدثا مقلقا، إذ جعل المدير العام لوكالة الطاقة الذرية يخطط القيام برحلة إلى أوكرانيا، من أجل أن يطلب من القوات الروسية أن تبقى المنشآت النووية خارج مرمى النيران.
وتقول البروفيسورة كوركيل إن مصدر الخطر هو عدم وجود اتصالات منتظمة بين الموقع والوكالة، التي تحتفظ بمعلومات أمنية عن مكان وجود مواد خطرة . وترى أنه يجب الذهاب إلى الموقع والتأكد من أنه لم تفقد أي من المواد الخطيرة.
وينتاب علماء آخرين القلق بسبب الضرر الذي قد يكون أصاب مكانا أصبح ملاذا للحياة البرية وموقعا للتعاون الدولي.
ويقول البروفيسور، نك بيريسفورد، الذي يدرس مواقع المناطق المحمية إن زملاءه في أوكرانيا لا يعرفون إن كانت قد بقيت مختبرات يعودون إليها.
وأضاف "أصبحت المنطقة على مدار الأربعين سنة الأخيرة موقعا للحياة البرية. حين رحل البشر من هناك أصبح المكان موطنا لكثير من الأنواع النادرة . لا نعرف كيف أثر الوضع على الحياة البرية".
وقالت روسيا في الفترة الأخيرة إنها ستخفض مستوى عملياتها شمالي أوكرانيا حول العاصمة كييف وتركز قواتها في منطقة دونباس في الشرق. ويقع تشرنوبيل شمالي كييف.
لكن السكرتير العام لحلف الناتو جينس ستولتنبرغ قال، الخميس، إن موسكو تعيد انتشار قواتها عوضا عن سحبها، وذلك من أجل تعزيز عمليتها العسكرية في دونباس.
وفي الوقت نفسه، تضغط القوات الروسية على كييف ومدن أخرى، لذلك فيمكن توقع هجمات إضافية.
وأضاف أنه لا تغيير في نية موسكو المتمثلة في السعي لتحقيق هدف عسكري.
وكان احتلال موقع تشيرنوبيل منذ الرابع والعشرين من فبراير قد أثار القلق لاحتمال انقطاع الكهرباء والتسبب بمشاكل للموظفين، الذين علق كثير منهم في الموقع لأسابيع ولم يستطيعوا العودة لمنازلهم.
ومع أن تشيرنوبيل لم يعد عاملا كمحطة توليد كهرباء فإنه لم يهجر تماما وما زال يحتاج لإدارة دائمة.
وهو الموقع الذي وقعت فيه أسوأ حادثة نووية عام 1986.
فيديو قد يعجبك: