في أول خطاب له.. رئيس كوريا الجنوبية يغير لهجته تجاه الجارة الشمالية
كتبت- سلمى سمير:
تولى رئاسة كوريا الجنوبية يون سوك يول، الثلاثاء، الولاية الجديدة بعد فوز في معركة حاسمة خاضها حزب المعارضة ضد الحزب الديموقراطي، ليكون بذلك الرئيس العشرين لكوريا الجنوبية وأول مدعي عام يفوز بالمنصب.
يأتي ذلك في تصدر جديد للمحافظين في كوريا الجنوبية، بعد إقالة المحكمة الدستورية لبارك جوين هاي رئيسة كوريا الجنوبية عام 2017 من منصبها بتهم فساد وعلى الرغم أن يون سوك يول من نفس التيار إلا أنه قاد التحقيق وقتها والذي أفضى لإدانتها وحبسها لكنها خرجت بموجب العفو الرئاسي.
تأتي ولاية يون الذي يندرج من التيار المحافظ لحزب "سلطة الشعب" وسط مرحلة اضطراب تشهدها شبه الجزيرة الكورية، بعد سلسلة من التصريحات شديدة اللهجة بين كلا الجانبين سيول وجارتها الشمالية بيونج يانج، بسبب تصريحات يون عقب إعلان فوزه في مارس ووصفه لزعيم كوريا الشمالية "بالفتى الفظ" وأنه "سيقوم بتلقينه درسا في التهذيب" وتلويحه بتوجيه ضربة استباقية في حال هدد الشمال أمن الجنوب.
لم تمر تصريحات يون مرور الكرام على كيم جونج أون الزعيم الشمالي الذي قام بعدة اختبارات صاروخية آخرها السبت قبيل تسلم الأول المنصب بشكل رسمي بتجربة صاروخ باليستي من غواصة، متجاهل الإدانات الموجهة لبلاده والعقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة، التي لا زالت تطمح في عودة بيونج يانج للمفاوضات بشأن نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
ما هي خطط يون سوك فيما يخص كوريا الشمالية؟
رغم توقع الجميع أن الرئيس الجديد سيتحدث مجددا بلهجة شديدة عن كوريا الشمالية في خطابه لكنه خالف التوقعات بتجنب التصريحات المستفزة للشمال مع تخوفات من لجوء بيونج يانج لتجربة نووية جديدة، حيث دعى يون سوك في خطابه الرئاسي الأول والذي حضره 40 ألف شخص الشمال لنزع السلاح النووي بشكل فوري مؤكدا تهديد السلاح النووي للأمن الكوري والإقليمي والعالمي، مطالبا إياهم الانخراط في مفاوضات جدية لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية واعدا بيونج يانج بعمل سيول مع المجتمع الدولي وتقديم خطة وصفها بـ"الجريئة" للنهوض باقتصاد كوريا الشمالية المتعثر حال قبولها السلام.
تأتي تلك التصريحات مغايرة تماما لخطاب يون عقب فوزه بتعهده اعتبار بيونج يانج "العدو الرئيسي" وفق وكالة الصحافة الفرنسية، وانتقاده الإدارة السابقة لمون جاي إن باتباع سياسة الخنوع تجاه الشمال، والتي اتصفت بسياسة الحوار والسعي دائما لحل الأمور وتهدئة الوضع، يذكر إن إدارة الرئيس السابق عملت كدور الوسيط في المفاوضات السابقة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية وقت ولاية ترامب عام 2019 في حدث تم اعتباره تاريخي على الصعيد الدبلوماسي من ناحية استعداد كيم جونج أون وقتها لنزع السلاح مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على بلاده لكن تلك المفاوضات باءت بالفشل وانسحب كلا الطرفين.
موقف بيونج يانج من يون سوك
منذ فوز يون وصدور تصريحاته، أصبحت هناك حالة من الترقب لردود فعل بيونج يانج حيث زودت كوريا الشمالية وتيرة تجربة الأسلحة الصاروخية آخرها السبت قبيل تسلم يون بإطلاق صاروخ من غواصة قبالة الساحل الشرقي رجحت كلا من سيول وطوكيو أنه باليستي في تجربة هي ال15 منذ بداية هذا العام، كما كانت أطلقت صاروخ عابر للقارات في مارس عقب تصريحات يون في تجربة هي الأولى من نوعها منذ 2017، وكان كيم جونج أون قد لوح باستخدام الأسلحة النووية حال تعرض مصالح البلاد الأساسية للتهديد في عرض عسكري في ال25 من أبريل في الذكرى ال90 للجيش الشعبي الكوري، وعاد وأكد في ال30 من أبريل بأنه قد يلجأ لضربات استباقية في حال أي تهديد لبلاده
فيديو قد يعجبك: