أسقف القدس يستنكر اقتحام الشرطة الإسرائيلية جنازة شيرين أبو عاقلة
القدس (أ ف ب)
انتقد بطريرك الكاثوليك في الأراضي المقدسة الاثنين بشدة اقتحام الشرطة الإسرائيلية مستشفا مسيحيا قبيل مراسم جنازة مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة الأسبوع الماضي.
وقتلت الصحافية (51 عاما) الأربعاء برصاصة في الرأس خلال تغطيتها عملية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. وبينما تقول إسرائيل أن مصدر الرصاصة غير معروف، يؤكد الفلسطينيون أن مصدرها جنود إسرائيليون.
وتصاعد الغضب إزاء مقتلها الجمعة عندما قام عناصر من الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة والذين كانوا يحملون هراوات، بضرب حاملي نعش أبو عاقلة الذي كان مغطى بالعلم الفلسطيني.
وكاد النعش يسقط أرضا من أيدي المشيعين بعد أن تعرضوا للضرب بالهراوات من قبل عناصر الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت بعضهم.
ودان بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا الإثنين، متحدثا باسم أساقفة الأراضي المقدسة "الاقتحام العنيف للشرطة الإسرائيلية واستخدامها غير المتكافئ للقوة" في مستشفى القديس يوسف حيث كان جثمانها.
وفي مؤتمر صحافي في المستشفى انتقد الشرطة الإسرائيلية ل"مهاجمة المشيعين وضربهم بالهراوات، واستخدامها القنابل الدخانية (و) إطلاق أعيرة مطاطية".
وقال إن الشرطة اقتحمت المستشفى و"لم تحترم الكنيسة أو المنشأة الصحية أو الموتى".
تدير المستشفى راهبات القديس يوسف، وهي أخوية أسستها جمعية فرنسية وتتواجد في الاراضي الفلسطينية وإسرائيل منذ نحو 200 عام.
- مشاهد فوضى -
تعهدت الشرطة الإسرائيلية التحقيق في الحادثة التي أثارت إدانة واسعة ولا سيما من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وسجلت دعوات على مستوى العالم تطالب بتحقيق حيادي في مقتل أبو عاقلة، الصحافية الفلسطينية الأميركية التي قالت الجزيرة إن إسرائيل قتلتها "عمدا" وب"دم بارد".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يتضح بعد ما إذا قُتلت برصاصة فلسطينية طائشة أو بنيران قناص إسرائيلي كان يستهدف مسلحين في مكان قريب في منطقة جنين بالضفة الغربية.
وقدمت الشرطة الإسرائيلية عددا من التفسيرات لأعمال العنف يوم الجنازة. وفي تسجيل فيديو للشرطة، يُشاهد جندي وهو يقول للحشد إن الجنازة لن تبدأ ما لم يوقف الحشد الهتافات "الوطنية" أو الفلسطينية.
وكثيرا ما تهاجم الشرطة الإسرائيلية أشخاصا يعبرون علنا عن هويتهم الفلسطينية ومن بين ذلك رفع العلم الفلسطيني.
وقالوا ايضا إنهم كانوا مجبرين على الحفاظ على خطط الجنازة المتفق عليها مع العائلة، والتي كانت تعرقلها "مجموعة مشاغبين" تضم "300 من مثيري الشغب".
ونفت عائلة أبو عاقلة بشدة رواية الشرطة للأحداث.
وقال شقيق الصحافية الراحلة أنطون أبو عاقلة إن الشرطة اتصلت به في الليلة السابقة للجنازة لتبلغه رفض الأعلام الفلسطينية والهتاف بشعارات وطنية.
ولدى وصول العائلة إلى المستشفى الجمعة كانت الشرطة على ما يبدو مستعدة لاضطرابات، كما قال، مضيفا "الطرق كانت مقطوعة و(الجنود) بكامل العتاد مستعدين لأعمال شغب".
ودعا إلى محاسبة مرتكبي العمل الإسرائيلي "الوحشي".
- "غير مبرر" -
قالت لينا أبو عاقلة، ابنة شقيق الصحافية الراحلة، إن شرطيا "هددني بالضرب إذا لم أبتعد عن الطريق" وإنها اختبأت في المستشفى عندما بدأت الشرطة بإلقاء القنابل الصوتية باتجاه المشيعين.
وقال مدير مستشفى مار يوسف جميل كوسا لوكالة فرانس برس إنه تحدث إلى عناصر الشرطة الذين كانوا خارج البوابة الرئيسية للمستشفى وناشدهم السماح بخروج الجنازة بشكل "سلمي"، لكن العناصر قالوا إنهم سيمنعون الجنازة إذا أصر المشيعون على ترداد "الهتافات الوطنية" الفلسطينية.
وقال الأب لوك باريت مستشار الشؤون الدينية في القنصلية الفرنسية في القدس والذي حضر المؤتمر الصحافي لوكالة فرانس برس إنه تأثر ب"هدوء ونبل" المشاركين في الجنازة قبل هجوم الشرطة.
ورفعت صلاة عفوية مشتركة بين المسيحيين والمسلمين في باحة المستشفى قبل الهجوم، على ما قال.
وشدد على أن الرد الإسرائيلي "لم يكن مبررا بتاتا وغير متكافئ".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: