إعلان

الشهيد الثالث في عائلته.. ياسر مرتجي صحفي دفع حياته ثمنًا مقابل صورة

04:00 م الثلاثاء 24 مايو 2022

ياسر مرتجي

كتبت- سارة أبو شادي

بالقرب من السياج الأمني الحدودي شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تجمع الآلاف من الفلسطينيين ينددون بجرائم وانتهاكات الاحتلال تحت مسمى "مسيرات العودة"، ومن بينهم وقف المصور ياسر مرتجي مرتديا سترته المدون أعلاها "صحافة" محاولًا نقل ما يحدث للعالم، كان ياسر منهمكًا في التقاط الصور، لحظات وشعر بألم في بطنه وضع يده عليها فإذا بها ملطخة بالدماء وفجأة سقط على الأرض، وبعد ساعات فاضت روحه إلى بارئها، ليلحق بركب الشهداء ممن سبقوه في عائلته.

ياسر مرتجي، مصور فلسطيني من مدينة غزة استشهد في أبريل عام 2018، أثناء تغطيته مسيرات العودة، برصاص قناص إسرائيلي، تحدّث مصراوي مع شقيق ياسر والذي يعمل صحفيّا هو الآخر وكان شاهدًا على لحظات وفاة شقيقه، متطرقًا إلى اللحظات التي عاشتها الأسرة بعد نبأ استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة.

ياسر صورة 1

"ياسر كان صانع أفلام وكان بيحب ينقل الوضع بغزة للعالم" تنقل ياسر بين مدن القطاع يوثق حياة أهله، كان يرصد انتهاكات المحتل ضد أبناء الشعب، يسرد معاناتهم في الحصار وفرحتهم بعد انتهائه، يخرج من منزله تحت القصف لتوثيق ما دمرته صواريخه، حتى أنّه ساهم في إنقاذ طفلة فقدت أسرتها في القصف على غزة عام 2014، لكنّ ياسر أنقذها من أسفل الأنقاض بعد نحو 12 ساعة، فكتبت لها الحياة على يديه.

في طفولته كان الشاب العشريني كغيره من أطفال غزة، محروم من الأشياء البسيطة نتيجة حصار الاحتلال، في رحلته منذ الطفولة حتى الكبر فقد العديد من الأهل والأصدقاء الذين راحوا ضحايا لصواريخ المحتل، لكنّ ياسر كان حيويّا ونشيطًا يمتلك طاقة لا مثيل لها أحب الحركة كثيرًا ، كان يتسلل إلى العديد من الأماكن الصعبة وكأنّه كان يرسم طريق مستقبله منذ الصغر.

ياسر صوره2

تخرج الشاب من الجامعة ودرس تخصص المحاسبة، لكن عيناه كانت على الصحافة فتحدى كافة الظروف وسار في طريق تحقيق حلمه، ودخل رفقة شقيقه للعمل بها، رغم مرارة الفقد التي عاشها الشاب وعائلته من قبل، بسبب تلك المهنة، فسبق و استشهد اثنان من أسرته ممن عملا في تلك المهنة، وهما المذيع في إذاعة ألوان المحلية علاء مرتجى في عدوان عام 2008، ومراسل قناة الأقصى عبد الله مرتجى في عدوان عام 2014.

وفي يوم الجمعة السادس من أبريل 2018، تناول ياسر طعام الغداء مع أسرته، مودعًا والدته وزوجته واضعًا قبلة على جبين صغيره، وغادر رفقة شقيقه نحو الحدود، تلاحقهم دعوات والدتهم الدائمة "ترجعوا بالسلامة ديروا بالكم على حالكم".

دخان أسود كثيف وإطارات مشتعلة في كل مكان، وأصوات قنابل الغاز والرصاص الحي كانت تدوي في الأرجاء، ورغم ذلك كان ياسر يتسلل بكاميرته وسط الحشود محاولًا الوصول إلى مسافة قريبة من السياج الحدودي لالتقاط مزيد من الصور التي توثق جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء غزة، نجح الشاب في الوصول إلى هدفه ورفع كاميرته للتوثيق، لكنّ جنود المحتل خافوا من فضح أمرهم أمام العالم، ورغم ارتداء ياسر الخوذة والسترة، ظنًا منه أنّها ستحميه ولو بنسبة بسيطة من رصاصهم، لكنّ لم يفلح الأمر مع هؤلاء.

ياسر صورة3

"قناص استهدف أخويا وسقط شهيد بجواري" تفاجأ شقيق ياسر بسقوطه بالقرب منه على الأرض مصابًا بطلق ناري في بطنه، نتيجة إصابة مباشرة من جنود الاحتلال ، وفي اليوم التالي، تحديدًا في السابع من أبريل 2018، فاضت روح الشاب الثلاثيني من داخل المستشفى، في رسالته الأخيرة كتب ياسر أنّه يحلم بالسفر ومشاهدة فلسطين من أعلى، شاء القدر أن يُحقق حلم الشاب ويُسافر سريعًا إلى السماء لكن بلا عودة.

بينما أعاد نبأ استشهاد شيرين أبو عاقلة إلى عائلة الشهيد ياسر مرتجي، وتحديدًا شقيقه تفاصيل يوم استشهاد أخيه رغم مرور نحو 4 أعوام على الرحيل"الجُرج كان واحدًا" ، لكنّ الأمر كان بمثابة دافعًا قويّا أيضًا لاستكمال طريقهما، شيرين وياسر وغيرهم ممن ذهبوا فداءً لكشف الحقيقة مهدوا الطريق أمامهم للسير على خطاهم، حاملين على كتفهم عهدًا "فإمّا اللحاق بهم أو تحقيق رسالتهم".

564645645645645644131313215566

قصص الملف

"أزهر شبابي حين زرعت روحي في ترابك".. عندما تنبأت "يارا عباس" برحيلها في عيد ميلادها فأصبحت سيرتها دائمة

11

عندما اخترقت 29 رصاصة جسد الصحفي "أحمد عبدالصمد"

صورة2 (2)

قبل يوم من خطبته.. "فرقة الموت" تغتال المصور "صفاء غالي" وذكراه تعود مع شيرين أبو عاقلة

صورة3

الكاميرا في مواجهة الصواريخ.. قصة استشهاد الصحفي اليمني أحمد الشيباني

صورة4

"محمد نبوس".. التاجر الذي اختار "الصحافة" فاستُشهد وهو يوثق جرائم الحرب الليبية

محمد نبوس

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان