قبل يوم من خطبته.. "فرقة الموت" تغتال المصور "صفاء غالي" وذكراه تعود مع شيرين أبو عاقلة
كتبت- سارة أبو شادي
الجمعة العاشر من يناير، 2020 اندلعت مظاهرات في مدينة البصرة العراقية، حينها قررّ الشاب صفاء غالي المصور بقناة دجلة العراقية، الذهاب لأداء عمله في تغطية المظاهرات، لكنّ صفاء لم يعلم أن رصاص غادرة ستنال منه ليلفظ أنفاسه الآخيرة على أرض الميدان.
بهاء غالي شقيق الشهيد صفاء، سرد لنا -في حوار لـ مصراوي- تفاصيل يوم استشهاد شقيقه قبل عامين، وكيف استقبلت الأسرة بالعراق نبأ استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة والتي تشابهت إلى حد كبير ظروف استشهاد نجلهم.
سعى صفاء للعمل بمهنة الإعلام، بالرغم من تخرجه من كلية الإدارة والاقتصاد، لكنّه قرر العمل كمصور من أجل نقل الصورة الحقيقية لما يحدث على أرض وطنه، عمل الشاب في العديد من وكالات الأخبار لتنتهي رحلته داخل قناة دجلة الإخبارية، قبل استشهاده بيوم واحد رافق المتظاهرين في ساحة الميدان يصورهم من ناحية ويدعمهم من ناحية أخرى حتى وقت متأخر من الليل.
وفي يوم الجمعة تناول الغداء رفقة شقيقه والذي يعمل هو الآخر مصورًا في ذات القناة، حينها تحدّث صفاء عن أنّه لا يرغب في الذهاب للعمل اليوم حتى أنّه أبلغ صديقه بعدم قدرته على الخروج فهو يشعر ببعض التعب،ليخبره شقيقه أن يحصل على إجازة وهو سيقوم بعمله، إلّا أنّ الشاب قررّ الخروج لنقل ما يحدث بالتظاهرات ويمكن أن يحصل على إجازة يومًا آخر.
"صفاء استشهد يوم الجمعة والأحد مقررين نخطب إله" كان الشاب يتعامل مع الجميع كأخوة له، هو شاب ينتمي للتيار الشيعي وأحب فتاة سنية وكان من المفترض أن يتقدم لخطبتها بعد يوم واحد من استشهاده، لكنّ القدر حال دون تحقيق ذلك، فأثناء قيام صفاء بتصوير الاعتداءات على المتظاهرين، استهدف برصاص في منطقة الرأس والجسد ليرحل على الفور في الميدان الذي لطالما أحب التواجد به.
انتشر خبر استشهاد المصور العراقي في أنحاء بلدته، بكاه القريب والبعيد، حتى أنّ أهله اكتشفوا العديد من الصفات التي تميز به نجلهم، فبعد رحيله علموا بأنّ الشاب كان يقطع جزء من راتبه لمساعدة العوائل الفقيرة في مدينته،
"البيت كله اتلم وبكى يوم استشهاد شيرين" مع انتشار نبأ استشهاد صحفية فلسطينية حينها اجتمع أشقاء صفاء أمام شاشة التلفزيون، تذكروا لحظات استشهاد شقيقهم الشاب، وكأنّ شيرين قد أعادت إليهم أوجاعًا لم ينسوها لكنّهم حاولوا تضميدها، رحل صفاء لكنّ ذكراه قائمة وسط أحبائه في وطنه العراق.
قصص الملف
عندما اخترقت 29 رصاصة جسد الصحفي "أحمد عبدالصمد"
الكاميرا في مواجهة الصواريخ.. قصة استشهاد الصحفي اليمني أحمد الشيباني
الشهيد الثالث في عائلته.. ياسر مرتجي صحفي دفع حياته ثمنًا مقابل صورة
"محمد نبوس".. التاجر الذي اختار "الصحافة" فاستُشهد وهو يوثق جرائم الحرب الليبية
فيديو قد يعجبك: