هل يتعمد بوتين تدمير أوكرانيا قبل إعلان عضويتها بالاتحاد الأوروبي؟

كتبت- سارة أبو شادي

قبل أيام من إجراء الاتحاد الأوروبي لمحادثات ستفضي إلى قرار بشأن طلب انضمام أوكرانيا إلى التكتّل، خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ليرجح أنّ روسيا ستكثف من هجماتها على المدن الأوكرانية خاصة وأنّ موسكو تعمل حاليا على إعادة تجميع لقواتها.

زيلينسكي قال في مقطع فيديو مصور، أنّ الأسبوع الجاري سيكون تاريخيا بالنسبة لأوكرانيا، كونهم يترقبون قرار الاتحاد الأوروبي بشأن وضع ترشيح بلاده، وفي نفس الوقت يتوقعون رد فعل عنيف من الجانب الروسي، خاصة وأنّ موسكو تقوم بإعادة تجميع لقواتها في اتجاه بعض المدن الأوكرانية، وعلى رأسهم مدينة خاركيف.

ضرب كييف

وفي هذا الشأن، قال رئيس اتحاد الأطباء العرب في أوكرانيا، الدكتور رامي أبو شمسية والمقيم في العاصمة الأوكرانية كييف، إنهم يتوقعون قصفا صاروخيا عنيفاً على العاصمة خلال الساعات القليلة القادمة قبل الإعلان عن انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، موضحًا أن روسيا تحضر منذ أيام لضرب كييف بقوة.

وأشار أبو شمسية، في تصريح خاص لمصراوي، أنّ الجميع في أوكرانيا لا يتوقعون الموافقة النهائية على الانضمام للحلف، لأسباب أهمها أن هذا التحالف لن يستقبل دولة هي حاليا تخوض حربا شرسة، ومن أساسيات الانضمام إليه عدم وجود مشاكل بالدولة، مؤكدا أنّ الشعب الأوكراني حاليا لم يعد ينظر إلى الانضمام لهذا الحلف كالسابق، فهو في الأساس يحتاج إلى دعمهم وعلى الأرض فدعم الحلف وأسلحته في جميع المدن الأوكرانية.

وأكد رئيس اتحاد الأطباء العرب في أوكرانيا، أنّ الصراع مستمر والأمور تتطور للأسوأ، ويوميا تزداد أعداد القتلى والمصابين نتيجة الهجمات الشرسة التي تشنها روسيا على المدنيين والأماكن الحيوية.

تشديد الهجمات

من جانبه، قال محمد فرج الله، المحلل السياسي، ورئيس تحرير وكالة أوكرانيا بالعربي، إن روسيا ستعمل في الأيام القادمة على تشديد هجماتها، خاصة بعد هزيمة القوات الروسية في عدة أقاليم وأيضًا عدم سيطرتها بنسبة كبيرة على العاصمة، لذا بوتين يسعى لانتزاع انتصارًا ولو محدودًا وهذا الأمر يمكن أن يتم في إقليم دونباس في الشرق.

وتابع فرج الله، في تصريح خاص لمصراوي، أنّه وبعد توصية المفوضية الأوروبية الجمعة بمنح أوكرانيا وضع مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وانتظار اجتماع الدول الأعضاء في التكتل الخميس والجمعة، لإصدار قرار ما إذا كانت ستمنح كييف رسميًا وضع المرشحة من عدمه، لذا فإنّ هذا الأمر يمكن أن يدفع ببوتين للانتقال إلى سيناريو التدمير الشامل، مؤكدًا على أنّ روسيا لا تريد احتلال المدن، بل تبحث وتسعى لتدمير تلك المدن، حتى لا تحظى أوكرانيا باهتمام أوروبي أو الحصول على عضوية التكتل.

"لا أحد يريد دولة ضعيفة أو مدمرة" ووفقا لفرج الله فإنّ الدول الأوروبية تدعم أوكرانيا في حربها بأشكال عدة، أبرزها إرسال السلاح والذي سيستمر سواء تمت الموافقة على انضمام أوكرانيا للتحالف من عدمه، فالدول الأوروبية أصبح لديها قناعة كاملة بأنّ بوتين يريد تغيير خريطة أوروبا ومساعيه الاستعمارية تزداد يومًا بعد يوم، لذا ستظل تدعم أوكرانيا حتى النهاية.

وتسعى كييف للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، خاصة وأنّ هذا الأمر سيرسخ قدم أوكرانيا بقوة كدولة أوروبية مستقلة تتمتع بسيادة، وليس مجرد جزء من العالم الروسي، لذا طلب زيلينسكي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد خمسة أيام من غزو روسيا لبلاده في فبراير 2022، وخلال ساعات سيتم إصدار القرار النهائي الخاص بقبول عضوية أوكرانيا من عدمها.