إعلان

اقتحام القصر الجمهوري وحظر تجوال.. ماذا يحدث في العراق؟

06:56 م الإثنين 29 أغسطس 2022

احتجاجات العراق

كتب - محمد عطايا:

تغيرت الأمور سريعا في العراق، بالدرجة التي أصبح فيها القصر الجمهوري بالعاصمة بغداد، بمثابة منتزه يعبث فيه العراقيون لهوا، تزامنا مع اعتزال أحد أقطاب العراق الحياة السياسية، وانطلاق تظاهرات غاضبة.

تتابعت الأحداث بإعلان الحكومة العراقية حظر التجول في البلاد اعتبارا من اليوم، الساعة 8 بالتوقيت المحلي، ردا على الاحتجاجات الواسعة التي انطلقت في عدة مدن.

وانطلقت الاحتجاجات في أعقاب إعلان زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، اعتزال العمل السياسي بشكل نهائي.

ولكن كيف وصل العراقيون إلى القصر الجمهوري؟

#Iraqi security forces fire over protesters inside #Baghdad's Green Zone after they stormed government buildings and the Presidential Palace.#Breaking #Iraq #Baghdad #AlSadr #العراق pic.twitter.com/0GawZsN99C

أقطاب العراق

"صالح كل للسيد ..كل أحنا جنوده"، هكذا يهتف أنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر اعتزازا لانتمائهم للتيار الذي يحظى بشعبية كبرى في العراق.

وانطلقت تظاهرات صباح اليوم في العاصمة العراقية بغداد، واقتحمت المنطقة الخضراء، احتجاجا على تردي الأوضاع السياسية في البلاد.

واقتحم المتظاهرون القصر الجمهوري في العاصمة بغداد، وسط اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين ينتمون للتيار الصدري.

ولدى الصدر قدرة كبيرة على حشد المتظاهرين، لكونه أحد أبرز الأقطاب السياسية في العراق، ويحظى بتأييد كبير.

وينقسم العراق بين عدة أقطاب، أبرزها التيار الصدري، والإطار التنسيقي، الذي ينضوي تحت لواءه الحشد الشعبي، بالإضافة إلى الأكراد.

ويمتلك كل قطب عراقي، ميليشيات على استعداد للقتال تحت لواءه (سرايا السلام)، إذا لزم الأمر، بعضها لا انتماء له سوى لفريقه، وآخر اندمج بالفعل مع القوات المسلحة العراقية.

عودة للوراء

حذرت جميع التيارات في العراق من الأزمة الحالية قبل عدة أشهر بعد انتخاب برلمان للبلاد، حصل على أغلب مقاعده التيار الصدري، إذا لم يتم تشكيل حكومة جديدة.

وفاز التيار الصدري بأكبر كتلة في الانتخابات في أكتوبر الماضي، وشكل تحالفا مثيرا للجدل مع ائتلاف سني والحزب الديمقراطي الكردستاني.

لكنه لم يتمكن من تشكيل حكومة لأن الأسماء التي اقترحها لمنصب الرئيس واجهت اعتراضات من قبل ائتلاف "الإطار التنسيقي" الشيعي المنافس، الذي يضم في عضويته رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وبعد فشل التيار الصدري في تشكيل الحكومة العراقية، طالب زعيم التيار مقتدى الصدر جميع النواب، البالغ عددهم 73 عضواً، بتقديم استقالتهم لرئيس البرلمان، الذي قبلها بدوره.

ودعا الصدر خصومه السياسيين في "الإطار التنسيقي" الذي يضمّ كتلاً شيعية أبرزها "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وكتلة "الفتح" الممثلة لفصائل الحشد الشعبي، إلى تشكّيل الحكومة، وهو ما لم يحدث أيضاً.

حظر تجول

أعلنت السلطات العراقية في الساعات الأولى من توافد المحتجين حظر التجول في العاصمة بغداد، اعتبارا من اليوم، بدءا من الساعة 3 والنصف عصرا بالتوقيت المحلي.

ولكن حظر التجول لم يلق أي التزام من قبل المتظاهرين الذين واصلوا في الاحتجاج بمحيط المنطقة الخضراء، النقطة الأهم في بغداد.

توافد المحتجون بشكل أكبر في الساعات اللاحقة، وتمكنت مجموعة منهم من اقتحام القصر الرئاسي في بغداد، ولكن رجال الأمن أخلوا القصر الجمهوري.

شهدت شوارع بغداد حالة من الفوضى في الساعات اللاحقة، في ظل إطلاق كثيف للرصاص الحي من قبل قوات الأمن، ما أدى إلى سقوط إصابات وسط أنباء عن قتلى من المتظاهرين.

أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، حظر التجول في عموم العراق، اعتبارا من الساعة 8 مساء اليوم.

لم تشهد شوارع بغداد استقرارا، رغم مناشدة الرئيس برهم صالح للعراقيين بإخلاء المؤسسات الحكومية، والابتعاد عن العنف واللجوء إلى السلمية، بل على العكس تم تداول عدد من الفيديوهات لـ"سرايا السلام"، الميليشيات المسلحة التابعة للتيار الصدري، تنطلق في التظاهرات وسط المحتجين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان