الحشود تواصل التجمع لإلقاء نظرة الوداع على نعش ملكة بريطانيا
(بي بي سي):
يتوافد الآلاف من الناس على قاعة ويستمنستر لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش الملكة إليزابيث الثانية، منذ انتهاء مراسم نقل النعش الملكي من قصر باكنغهام في موكب مهيب حضره الملك تشارلز الثالث وأفراد العائلة الملكية وعدد كبير من المسؤولين.
وكان الناس قد اصطفوا في طوابير طوال الليل لإلقاء النظرة الأخيرة على النعش تعبيرا عن احترامهم للملكة، ومن المتوقع زيارة مئات الآلاف من الأشخاص النعش الملكي خلال الأيام المقبلة حتى يوم الاثنين 19 سبتمبر/أيلول، الموعد الرسمي المحدد لمراسم الجنازة.
ماذا تفعل العائلة الملكية اليوم؟
بعد أسبوع مزدحم بالواجبات منذ وفاة الملكة إليزابيث الثانية، يعد اليوم هو الأول من دون مراسم رسمية، فما هي الترتيبات التي تعتزم العائلة الملكية عملها؟
من المتوقع أن يقضي الملك تشارلز الثالث يوما خاصا للتأمل بعيدا عن الواجبات والمناسبات العامة، بعد عودته إلى منزله في هايغروف في جلوسيسترشاير مساء أمس.
ويذهب أمير وأميرة ويلز إلى ساندرينغهام في نورفولك، ويزور الأمير وليام وكاثرين باقات الزهور الموضوعة لتأبين الملكة.
ستزور الأميرة الملكية آن اسكتلندا للقاء ممثلي المنظمات التي كانت الملكة راعية لها في اسكتلندا، وسيكون في رفقتها زوجها السير تيم لورانس خلال زيارتها لغلاسكو سيتي تشامبرز.
ويزور إيرل وكونتيسة ويسيكس، الأمير إدوارد وزوجته صوفي، مانشستر للمشاركة في مراسم تأبين في المدينة.
ماذا يحدث يوم الخميس؟
بعد أيام حافلة بالأنشطة والمراسم الخاصة بوفاة الملكة إليزابيث الثانية، من المتوقع أن يكون اليوم أكثر هدوءا.
فاليوم هو أول أربعة أيام كاملة سيوضع فيها النعش الملكي في قاعة ويستمنستر، حتى صباح يوم الجنازة يوم الاثنين 19 سبتمبر/أيلول.
ويخضع النعش المغلق لحراسة مستمرة بواسطة جنود من وحدات تخدم الأسرة الملكية.
اليوم أيضا هو الموعد النهائي أمام المدعوين إلى مراسم الجنازة لتأكيد حضورهم، بغية تحديد قائمة الضيوف النهائية رسميا.
ما طول الطابور حاليا؟
يبلغ طول طابور الانتظار لرؤية النعش الملكي في قاعة ويستمنستر حاليا نحو ميلين، وفقا لبيان حكومي.
يمتد الطابور من قاعة ويسمنستر على طول الضفة الجنوبية لنهر التايمز تقريبا إلى جسر بلاكفراير، الذي يقع بين ووترلو وجسر ميلينيام.
وفي حالة الرغبة في الانضمام إلى طابور الانتظار، فثمة بعض الأشياء التي تحتاج إلى معرفتها قبل مغادرة المنزل.
كن مستعدا للانتظار فترة طويلة. تتيح الحكومة تحديثات مستمرة بشأن طول طابور الانتظار مع موجز على منصة يوتيوب يظهر الجزء الخلفي من الطابور، الذي يصل طوله حاليا 4.1 كيلومترات، ويمتد عبر جسر ساوثوارك باتجاه سوق بورو.
يمكنك ترك موقعك في الطابور للذهاب إلى دورة المياه. يوجد أكثر من 500 دورة مياه متنقلة في مواقع مختلفة على طول الطريق، كما تحرص العديد من الشركات على بقاء أبوابها مفتوحة لساعات طويلة حتى يتمكن الأشخاص من استخدام دورات المياه الخاصة بها.
أماكن مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة. يوجد في كل طابور انتظار وفي قاعة ويستمنستر أماكن منفصلة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة بدون قيود، كما يوجد طابور منفصل، ويُسمح بدخول الكلاب التي يستخدمها أصحابها في مساعدتهم إلى قاعة ويستمنستر، كما يوجد مترجمون للغة الإشارة.
قد تستغرق الرحلة وقتا أطول من المعتاد. يتعين على الشخص التحقق من أحدث المعلومات المتوفرة على موقع النقل في لندن قبل الانطلاق.
وكان طابور المعزين، الذين جاء بعضهم من خارج العاصمة لندن أملا في مشاهدة النعش، قد امتد لأكثر من ميلين من مبنى البرلمان في قصر وستمنستر عبر جسر لامبيث وعلى طول ضفاف نهر التايمز.
موكب مهيب
كان نعش الملكة إليزابيث الثانية قد وصل ظهر يوم الاربعاء إلى قاعة ويستمنستر، في موكب مهيب اصطف لرؤيته عشرات الآلاف من المواطنين تحية للملكة.
ومشى خلف النعش سيرا على الأقدام الملك تشارلز الثالث، ونجلاه الأميران ويليام وهاري، من قصر باكنغهام إلى القاعة الكبرى (قاعة ويستمنستر) وهي أقدم جزء من مبنى قصر ويستمنستر، الذي يضمّ البرلمان البريطاني حيث سيوضع النعش أربعة أيام تمهيدا لمراسم الجنازة في 19 سبتمبر/أيلول.
كما انضم إلى الملك، سيرا على الأقدام خلف النعش أشقاء الملك الثلاثة، الأميرة آن والأمير أندرو والأمير إدوارد.
بينما غادرت الملكة القرينة، كاميلا، وأميرة ويلز وكونتيسة ويسيكس ودوقة ساسكس إلى القاعة بالسيارة.
وسُمعت دقات أجراس ساعة بيغ بن، وتصفيق هاديء من الجمهور المشارك، فضلا عن طلقات المدفعية تحية للملكة.
وتحدد مسار الموكب في لندن على طول جادّة "المال"، مرورا بشارع خيالة الحرس الملكي، ثم عبر طريق "وايتهول" حتى يصل النعش إلى كنيسة ويستمنستر.
واصطف عشرات الآلاف من المواطنين لمتابعة موكب نعش الملكة من قصر باكنغهام إلى ويستمنستر في طوابير أغلقت جسري لامبث وويستمنستر، مما دفع المسؤولين إلى عدم السماح بانضمام المزيد من الأشخاص إلى القسم الأمامي من طابور الانتظار.
وشارك في المراسم نحو ألف من أفراد القوات المسلحة يرتدون الزي التشريفي.
وفي ويستمنستر، استمرت حشود المواطنين في النمو، مع عدم قدرة العديد من الأشخاص على العثور على مكان لمشاهدة الموكب، كما لوحظ تفاوت حقيقي في أعمار المشاركين، إذ حضر كثير من الأشخاص ومعهم أطفالهم.
وشوهد الكبار والصغار، الذين كانوا قبل لحظات يتذكرون بفخر الحياة الاستثنائية للملكة، وقد أحنوا رؤوسهم أثناء مرور النعش الملكي، فضلا عن بكاء البعض، ورسم آخرون علامة الصليب عند مرور النعش من أمامهم، بينما حيا قدامى المحاربين ملكتهم وقائدتهم.
وعند دخول نعش الملكة رتلت جوقة كنيسة ويستمنستر والجوقة الملكية المزمور 139، وأقيمت صلاة مدتها 20 دقيقة في القاعة بحضور أفراد العائلة الملكية، فضلا عن مسؤولين آخرين، من بينهم أعضاء مجلس العموم ومجلس اللوردات.
وترأس الصلاة رئيس أساقفة كانتربري، جوستين ويلبي، الذي تلى صلاة الافتتاح ومقتطفا من إنجيل يوحنا.
مع انتهاء مراسم الصلاة، بات بمقدور الجمهور، بدءا من الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش من يوم الأربعاء دخول قاعة ويستمنستر، لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش الملكة الراحلة.
- سوف يظل نعش الملكة في القاعة مدة أربعة أيام حتى الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش يوم الاثنين المقبل الموافق 19 سبتمبر، لبدء مراسم جنازتها، وهو يوم أُعلن عطلة رسمية في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
- سوف يستقر نعش الملكة المغلق على منصة مرتفعة، تُعرف باسم كاتافالك، أسفل سقف القاعة الخشبي الذي يعود إلى العصور الوسطى في القرن الحادي عشر، وسوف يخضع لحراسة مستمرة بواسطة جنود من الوحدات التي تخدم الأسرة الملكية.
- ويُغطى النعش بالراية الملكية، يعلوه تاج الإمبراطورية والكرة الملكية والصولجان.
وكانت هيئة الطيران المدني قد فرضت قيودا على المجال الجوي في وسط لندن، وحظرت الطائرات غير القياسية بما في ذلك الطائرات المسيّرة التي تحلق على ارتفاع أقل من 760 مترا خلال الفترة بين 9 و 19 سبتمبر.
وسوف يخضع الزوار لإجراءات أمنية وللتفتيش بمجرد وصولهم إلى مقدمة طابور الانتظار، مشابهة لتلك الموجودة في المطارات، قبل دخول البرلمان.
وكان نعش الملكة إليزابيث الثانية قد وصل إلى العاصمة لندن، قادما من اسكتلندا، مساء الثلاثاء، استعدادا لمراسم تشييع الجنازة.
واصطف آلاف المواطنين في الشوارع لتشييع الجثمان إبان نقله من المطار إلى ويستمنستر.
ونقل النعش إلى قصر باكنغهام، حيث كان في استقباله الملك تشارلز الثالث والملكة القرينة كاميلا، وأعضاء آخرون من العائلة الملكية.
وكان نعش الملكة قد غادر، الثلاثاء، مطار العاصمة الإسكتلندية إدنبرة، بينما اصطف المواطنون في شوارع المدينة، لوداعها.
وتابع المواطنون مغادرة النعش، محمولا على سيارة جنائزية، في طريقه إلى المطار.
ووضع النعش على متن الطائرة أمام أفراد حرس الشرف التابعين للفيلق الملكي في اسكتلندا في طريقه إلى لندن.
وودع المواطنون النعش بالتصفيق عند نقله من كاتدرائية القديس جايلز في إدنبرة منذ الاثنين.
واصطف المواطنون لساعات طويلة لكي يحظوا بفرصة توديع جثمان الملكة، حيث تقاطر الآلاف إلى الموقع منذ ساعات المساء.
وقالت الحكومة الاسكتلندية إن ما يزيد على 26 ألف شخص شاركوا في تشييع النعش إلى المطار.
وكانت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستيرجن بين جمع من المواطنين، الذين شاركوا في صلاة لتشييع الملكة في كاتدرائية سانت جيلز.
اصطف حرس الشرف ورامو السهام الملكيون، في الشارع المؤدي للكاتدرائية قبل إخراج النعش.
فيديو قد يعجبك: