إسرائيل تقابل الدعوات الأمريكية للتهدئة بمواصلة عمليات هدم المنازل وبعدوان غير مسبوق
فلسطين - (أ ش أ)
قابلت إسرائيل الجهود الأمريكية الحثيثة للتهدئة ونزع فتيل انفجار متوقع في شهر رمضان المقبل، بتحويل الضفة الغربية إلى جحيم لا يطاق للفلسطينيين، بمواصلة عمليات هدم المنازل، وبعدوان غير مسبوق على البلدة القديمة في "نابلس" أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين على الأقل، بينهما رجلان مُسنان لا ناقة لهما ولا جمل ولا يمكن أن يُكال الاتهام لهما بحمل سلاح.
وكانت مصادر إسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية توصلتا - بوساطة أمريكية - إلى تفاهم يسمح بخفض حالة التوتر والتصعيد القائم في الضفة الغربية.
ولم تمر أيام قليلة، حتى استيقط الفلسطينيون صباحًا على نبأ اجتياح قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال للمدينة القديمة في "نابلس". وجرى استهداف القوات الخاصة بعبوات ناسفة، واندلعت اشتباكات شديدة، ليدفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية ضخمة (ما لا يقل عن 50 آلية عسكرية).
وخلال المجزرة التي استمرت ساعات، استشهد 10 فلسطينيون، وأصيب عشرات آخرون بجروح بعضها خطيرة. واستخدمت القوات طائرات "هليكوبتر" وطائرات مسيرة (درون) مزودة بقذائف.
وجرى استهداف صحفيين، وأصيب ثلاثة منهم بجروح متفاوتة، فيما ذكرت طواقم صحفية أنها مُنعت من الوصول إلى البلدة القديمة لتغطية العدوان الإسرائيلي.
وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينية، في بيان صحفي، إن الاستهداف المُتعمد للصحفيين، يأتي في سياق الحرب المفتوحة ضد حرية العمل الصحفي، ومحاولة إسكات صوت الحقيقة، ومنع نقل الصورة الصادقة إلى أعين العالم، الأمر الذي يستوجب تدخلا دوليا عاجلا، للجم الاحتلال وقادته المنفلتين.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية العدوان الإسرائيلي وطالبت الإدارة الأمريكية بالتحرك الفوري والضغط الفاعل على الحكومة الاسرائيلية لوقف جرائمها وعدوانها محملة حكومة "نتنياهو" المسؤولية عن هذا التصعيد الخطير الذي قالت إنه يدفع بالمنطقة نحو التوتر وتفجر الأوضاع.
والاشتباكات لم تقتصر على "نابلس" فحسب، فقد أصيب أربعة فلسطينيون آخرون حتى وقت إعداد التقرير، بالرصاص الحي، خلال اشتباكات مع الاحتلال في شمال رام الله وفي شمال مُحافظة "الخليل" الجنوبية. وأصيب آخرون بشظايا رصاص خلال اشتباكات في بلدة (بيت فجار) جنوب بيت لحم.
واستمرت كذلك عمليات هدم المنازل الفلسطينية، وصباح اليوم هدمت جرافات الاحتلال أربعة منازل فلسطينية في مدينة "بيت لحم" الواقعة إلى الجنوب من "القدس" المُحتلة، وفي مدينة "أريحا"، بحجة البناء بدون ترخيص.
وأمام هذا العدوان المُتصاعد، قررت القيادة الفلسطينية، التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وإدانة المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة "نابلس"، وباقي المجازر .
ومن جانبها قررت القوى الوطنية والإسلامية في القدس، إعلان الإضراب الشامل والنفير العام في جميع مناطق وبلدات العاصمة المُحتلة، غدًا، ردًا على جرائم الاحتلال اليومية، ومجزرة "نابلس".
والباعث على الاندهاش، أن حكومة "نتنياهو" ضربت بعرض الحائط تعهدا كانت قد تعهدت به للإدارة الأمريكية، قبل أيام، بوقف الاستيطان لمدة أشهر في الضفة الغربية المُحتلة، في إطار اتفاقات للتهدئة، إذ صادق ما يُسمى المجلس الأعلى للتخطيط الإسرائيلي، مساء اليوم، على بناء 1000 وحدة استيطانية في تجمع مستوطنات "جوش عتصيون" جنوب بيت لحم.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: