غزو العراق.. بعد عقدين من الحرب 5 روايات تكشف حقيقة ما حدث
بغداد - (بي بي سي)
كانت القوى العسكرية في الغرب قد وصفت القنابل التي أضاءت سماء العراق ليلا أثناء الهجوم الأمريكي في مارس/آذار 2003 بأنها "صادمة ومروعة".
كان هذا الهجوم بمثابة بداية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق والإطاحة بحكم الرئيس صدام حسين.
قالت الحكومة البريطانية لمواطنيها أن العراق لديه أسلحة دمار شامل، وأنه يقوم بتطويرها، وأنها تشكل تهديدا وشيكا للمملكة المتحدة وحلفائها.
لكن بعد ثلاثة عشر عاما من الغزو، وجد تحقيق بريطاني ترأسه السير جون شيلكوت، عن الحرب أن المعلومات الاستخباراتية "لم تثبت بشكل قاطع أن صدام حسين كان مستمرا في إنتاج أسلحة كيماوية وبيولوجية أو أنه واصل تطوير أسلحة نووية".
الآن، بعد 20 عاما، يعيد بعض المتورطين في الحرب، أو من تأثروا بها بشكل مباشر، النظر في الصراع ويفكرون في إرثه الذي لا يزالون يعانون منه حاليا.
"الحرب كلفتني ابني"
في 24 يونيو/حزيران 2003، بعد ثلاثة أشهر من عملية الغزو الأولى، قُتل الجندي الأول توماس كيز، من قرية كلانويكلين، قرب مدينة غويند في ويلز، أثناء مشاركته في القتال قرب مدينة العمارة في جنوب شرقي العراق، عندما تعرضت الشرطة العسكرية البريطانية لهجوم من قبل حشد من المدنيين العراقيين بسبب خلاف حول مرور الدوريات البريطانية في المنطقة.
قال والد توم، ريغ كيز، إن ابنه وزملاءه الجنود أُرسلوا إلى "حفرة جحيم" "بدون أجهزة اتصال لاسلكية، أو هاتف يعمل بالأقمار الصناعية، ولا مشاعل إضاءة ، ولا علاج مورفين، ولا قنابل يدوية، فقط كل جندي كان معه 50 طلقة ذخيرة".
كان السيد كيز يعتقد أن بريطانيا دخلت الحرب بذريعة زائفة، وكان يأمل في قلبه "أن يكون رئيس الوزراء (توني بلير) يوما ما قادرا على الاعتذار وقول آسف".
مولود من عالمين مختلفين
ثبت لحسين سعيد، أن كونه مولود لأب عراقي ولأم من ويلز كان أمرا محيرا.
عندما كان في العاشرة من عمره، وجد حسين نفسه مستهدفا من جانب المتنمرين في المدرسة وقال إن العنصرية التي تعرض لها جعلته "يكره" ويلز لبعض الوقت.
وقال حسين سعيد: "كان من الصعب التوفيق بين الهوية العراقية/وهوية ويلز".
"ذهبنا للحرب بسبب كذبة"
كان اللورد بيتر هاين، عضوا في حكومة توني بلير أثناء الغزو، والآن يأسف وزير شؤون ويلز السابق على قراره بالتصويت لصالح الحرب.
وقال هاين، "لقد صدقت المعلومات الاستخباراتية، لأن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل، وعرفت أنه استخدمها (من قبل)".
وأضاف أن "الأمر المأساوي أن تلك المعلومات الاستخباراتية ثبت أنها خاطئة تماما. ولذا ذهبنا إلى الحرب بسبب كذبة".
"لم نتغير كثيرا"
تقدم لي ويست من سوانسي، للانضمام إلى مشاة البحرية الملكية في عام 2002 ووجد نفسه يخدم في العراق بعد ثلاث سنوات من انتهاء التدخل العسكري البريطاني.
يقول عن هذه الفترة، "كنا في مرحلة انتقالية بالعراق، حيث رحل بالفعل صدام حسين، لكن كيف تسير الأمور في البلاد الآن؟"
بعد عشرين عاما، لدى لي مشاعر مختلطة حول نتيجة ما حدث: "لقد كانت (الحرب) ناجحة، وقمنا بالعديد من الأشياء، وقمنا بتغيير الكثير من الأشياء ضمن ما طُلب منا، لكن بالنسبة للمخطط الأكبر في العراق لم نفعل الكثير من التغيير".
أرسل الجنود إلى الحرب
انضم ليام سبيلان، إلى الجيش عام 1999 وتم نشره للخدمة في العراق عام 2005، ورغم محاولته أن يكون "ذلك الجندي الودود" للعراقيين، إلا أن المخاطر على الأرض كانت في ذهنه.
وقال سبيلان، "أتذكر ذات ليلة ظننت حلمت بشيء. حلمت أنني كنت وحدي في دورية وكنت أصرخ (لا تتركوني، أنا وحيد) ".
"اتضح أنني استيقظت بالفعل وأنا أصرخ (لا تتركوني) وأشياء من هذا القبيل، كان الأمر مخيفا حقا".
عندما غادرت القوات البريطانية العراق في عام 2009، كان قد سقط أكثر من 200 قتيل بريطاني و150 ألف قتيل عراقي، كما نزح أكثر من مليون شخص.
يعتقد السيد كيز أن الحرب كانت خطأ: "لم نكن بحاجة لخوض حرب مع العراق. لقد كانت حرباً باختيارنا وليست ضرورة".
"يجب أن تكون (الحرب) هي الخيار الأخير والنهائي. عندما تفشل جميع السبل الأخرى. لكن مع العراق كانت الخيار الأول تقريبا".
فيديو قد يعجبك: