قوات الأمن اللبنانية تفرق متظاهرين يحتجون على تدهور الأوضاع المعيشية
بيروت - (ا ف ب)
فرقت قوات الأمن اللبنانية الأربعاء مظاهرة وسط بيروت شارك فيها المئات معظمهم عسكريون متقاعدون احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية. ويشهد لبنان منذ صيف 2019 أزمة اقتصادية صنفها البنك الدولي بين الأسوأ منذ العام 1850، وتُعتبر الأسوأ في تاريخ البلاد. ويتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وقيود مصرفية مشددة، لم يعد بإمكان المودعين معها الوصول إلى مدخراتهم العالقة.
خرج مئات اللبنانيين الأربعاء في مظاهرة وسط بيروت احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية.
وأعاد هذا التحرك إلى الأذهان المظاهرات غير المسبوقة التي شهدها لبنان في خريف 2019 احتجاجا على بدء تدهور الأوضاع الاقتصادية مطالبين برحيل الطبقة السياسية التي لا تزال تمسك حتى اليوم بزمام الأمور من دون أن تقدم أي حلول.
وتجمع المتظاهرون في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، مقابل السراي الحكومي. ورفع بعضهم الأعلام اللبنانية مرددين هتافات مناهضة للسلطة. وحمل أحد المتظاهرين بينما ارتدى زيا عسكريا لافتة كتب عليها "نناشد المجتمع العربي والدولي أن يخلصونا من الطبقة الحاكمة الفاسدة"، ممهورة بتوقيع "متقاعدي الجيش اللبناني".
وتخلل المظاهرة عمليات كر وفر بعد إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين من أجل تفريقهم، بعد تمكن مجموعة منهم من إزالة الأسلاك الشائكة والتقدم باتجاه حرم السراي الحكومي.
وقال العميد المتقاعد خالد نعوس (70 عاما) لوكالة الأنباء الفرنسية "كان راتبي حوالى أربعة آلاف دولار قبل الأزمة، وهو يعادل 150 دولارا اليوم".
وأضاف "نشعر بالذل بينما نحاول أن نعيش حياة كريمة لأننا غير قادرين على تأمين مستلزمات منزلنا. بلغنا مرحلة اليأس، إذ أخذت المصارف تعويضات تقاعدنا ولم تبق لنا رواتب، ولهذا ننزل اليوم إلى الشارع".
ويمر لبنان منذ صيف 2019 بأزمة اقتصادية صنفها البنك الدولي بين الأسوأ منذ العام 1850، وتُعتبر الأسوأ في تاريخ البلاد. ويتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وقيود مصرفية مشددة، لم يعد بإمكان المودعين معها الوصول إلى مدخراتهم العالقة.
انهيار الليرة
وسجلت الليرة الثلاثاء انهيارا تاريخيا مع تجاوز سعر الصرف عتبة 140 ألف مقابل الدولار، ما تسبب بارتفاع أسعار السلع كافة خصوصا المحروقات والسلع والمواد الغذائية التي باتت تسعر بالدولار بعد رفع الدعم عنها. وتوقفت محطات بنزين عدة عن بيع المحروقات.
وانخفض سعر الصرف الأربعاء إلى قرابة 110 آلاف مقابل الدولار، غداة إصدار مصرف لبنان تعميما للحد من انهيار الليرة التي خسرت قرابة 98 في المئة من قيمتها.
وقال متظاهر عرف عن نفسه باسم حاتم (73 عاما) وهو أستاذ متقاعد من التعليم الثانوي لوكالة الأنباء الفرنسية "أقبض راتبي بالليرة، وكل من ينالون رواتبهم بالليرة انهارت معيشتهم ولم يعد بإمكانهم توفير الحد الأدنى" من احتياجاتهم.
وأضاف "كيف أعيش؟ يعادل راتبي مئة دولار بينما فاتورة المولد مئة دولار"، في إشارة إلى المولدات الخاصة التي تغطي ساعات انقطاع الكهرباء طوال اليوم وتطلب من الزبائن الدفع بالدولار أو وفق سعر صرف السوق السوداء.
وتابع حاتم "بت مضطرا لأن أكون نباتيا باعتباري غير قادر على شراء اللحوم أو قارورة الغاز"، موضحا أنه يتنقل منذ أسابيع سيرا على الأقدام في بيروت لعجزه عن توفير الوقود لسيارته.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: