وفاة مهاجرين وفقدان آخرين في غرق قاربين قبالة سواحل تونس
(دويتشه فيله)
أسفر حادثا غرق قاربين قبالة سواحل تونس عن وفاة عدة مهاجرين وفقدان نحو 20 آخرين، فيما تم إنقاذ العشرات. وتم اعتراض أو إنقاذ نحو 14 ألف مهاجر في الربع الأول من العام الجاري بزيادة 5 أضعاف مقارنة بالعام الماضي.
لقي أربعة مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء حتفهم وفقد ثلاثة آخرون بعد غرق قارب صباح السبت قبالة سواحل تونس، وفق ما أفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس.
وقال المتحدث باسم محاكم ولاية صفاقس (وسط شرق) فوزي المصمودي: "وقع حادث غرق جديد هذا الصباح وانتشلت أربع جثث من شاطئ في صفاقس وفقد ثلاثة أشخاص وأنقذ 36".
وكان المصمودي صرح في وقت سابق أن عشرين مهاجرًا من إفريقيا جنوب الصحراء لايزالون في عداد المفقودين بعد حادث غرق حصل الجمعة قبالة سواحل تونس، فيما تم إنقاذ 17 آخرين.
وهذا الحادث هو السابع منذ بداية مارس، وفق تعداد لفرانس برس. وأسفرت هذه الحوادث قبالة السواحل التونسية عن مصرع أو فقدان مئة شخص على الأقل. وأورد المتحدث أنه أبلغ بحادث الجمعة وقد فتح تحقيقًا حول ملابسات ما حصل.
والجمعة، أعلن الحرس الوطني التونسي أنه أنقذ أو اعترض "14 ألفًا و406 أشخاص بينهم 13 ألفًا و138 ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، والباقون تونسيون"، وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام. ويناهز هذا العدد خمسة أضعاف ما تم إحصاؤه خلال الفترة نفسها من العام 2022.
وكان المتحدث باسم الحرس الوطني حسام جبالي صرح لفرانس برس أن أرقام 2023 "مرتفعة بشكل كبير بسبب ازدياد عمليات المغادرة". والغالبية الكبرى من عمليات الاعتراض والإنقاذ هذا العام جرت في محيط صفاقس، ثاني مدن البلاد. وتسجل تونس التي تبعد بعض سواحلها أقل من 150 كلم من جزيرة لامبيدوزا الايطالية، محاولات هجرة سرية بانتظام. ومعظم المهاجرين ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء ويحاولون الوصول الى إيطاليا.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني أمس إن أوروبا ربما تواجه خطر وصول موجة ضخمة من المهاجرين إلى شواطئها من شمال إفريقيا إذا لم يتم ضمان الاستقرار المالي في تونس. ودعت ميلوني صندوق النقد الدولي والدول الأخرى إلى مساعدة تونس بسرعة لتجنب انهيارها.
وقال وزير الشؤون الخارجية التونسي نبيل عمار الأسبوع الماضي إن البلاد بحاجة إلى تمويل ومعدات لحماية حدودها بشكل أفضل. وتلقت تونس معدات من إيطاليا في السنوات الماضية، لكن عمار قال إنها قديمة وغير كافية.
وازدادت محاولات الهجرة بعد خطاب شديد اللهجة ألقاه الرئيس التونسي قيس سعيد في 21 فبراير، منددًا بوصول "جحافل من المهاجرين غير القانونيين" إلى البلاد من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ومعتبرًا أنهم مصدر "للعنف والجرائم".
وصارت تونس، بعد أن كانت ليبيا، نقطة انطلاق رئيسية للفارين من الفقر والصراعات في أفريقيا والشرق الأوسط على أمل العثور على حياة أفضل في أوروبا.
فيديو قد يعجبك: