استمرار الاشتباكات في السودان وأوضاع مأساوية في غرب دارفور
الخرطوم - (بي بي سي)
شهدت مناطق عديدة من العاصمة السودانية الخرطوم اشتباكات متقطعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما زالت مستمرة.
وقال شهود عيان لبي بي سي إن طائرات حربية تابعة للجيش، قصفت بعض مواقع قوات الدعم السريع في الخرطوم وبحري، خاصة في جنوب العاصمة حيث معسكرات قوات الدعم السريع، التي استهدفت بدورها الطائرات الحربية بمضادات الطائرات.
ويأتي ذلك بعد أن أعلنت جنوب السودان أن طرفي النزاع وافقا على هدنة جديدة مدتها سبعة أيام، من المقرر أن تبدأ غدا الخميس، على الرغم من الانتهاكات المتكررة للهدنات السابقة.
وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن خرق الهدنة.
وقال بيان صادر عن الجيش إن قوات الدعم السريع خرقت الهدنة في المناطق السكنية وحاولت مهاجمة مواقع عسكرية.
من جانبها، قالت قوات الدعم السريع إن طيران الجيش قصف مناطق سكنية عدة وإن الجيش يستخدم مستشفى عسكريا في أم درمان كمنصة لإطلاق الصواريخ.
من جهة أخرى، تتواصل عمليات الإجلاء من السودان؛ حيث أعلنت الحكومة البريطانية نقل أكثر من 2300 شخص إلى بر الأمان.
كما تستمر عمليات السلب والنهب المسلح في مناطق مختلفة من السودان، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية أن ملحقيتها الثقافية في الخرطوم تعرضت لعمليات سلب ونهب كبيرة من قبل قوة مسلحة.
واستنكر بيان صادر عن الخارجية السعودية مهاجمة مقارها وطالبت بتوقيف المتورطين وتقديمهم للعدالة.
مساعدات إنسانية
من ناحية أخرى، يزور منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة السودان لمناقشة تسليم المساعدات الضرورية، وسط استمرار القتال بين الفصيلين العسكريين المتناحرين.
وأعاد مارتن غريفيث تأكيد التزام الأمم المتحدة تجاه الشعب السوداني.
يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة لكينيا؛ لمناقشة كيفية إيصال المساعدات اللازمة إلى السودان، مؤكدا على الحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار بين الفصائل العسكرية المتحاربة في البلاد.
وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن قدرته على استئناف تسليم المساعدات في السودان تعتمد على استمرار وقف إطلاق النار.
وقال متحدث باسم البرنامج لبي بي سي إن الوكالة ستعطي الأولوية لتوزيع المواد الغذائية في حالات الطوارئ على اللاجئين الموجودين مسبقًا وكذلك للنازحين حديثًا بسبب العنف.
أوضاع مأساوية في غرب دارفور
وفي غرب دارفور، حذرت منظمات المجتمع المدني من تفاقم الأوضاع الإنسانية في مدينة الجنينة عاصمة الولاية، موجهة نداء استغاثة إلى المنظمات الدولية والإقليمية للتدخل بشكل عاجل لاحتواء الأزمة الإنسانية.
وقال والي غرب دارفور الجنرال عبد الله خميس أبكر لبي بي سي إنه "تم استهداف المؤسسات الخدمية ومنها الأسواق، وتدمير مراكز المنظمات العاملة بالولاية التي كانت تقدم المواد الغذائية للنازحين، ما أدى إلى توقف الخدمات الأساسية من صحة وكهرباء وماء".
"ولاية غرب دارفور الآن منكوبة تماما بطريقة لم أشهدها في المنطقة من قبل".
وقدر أبكر عدد القتلى بأكثر 300 ومثلهم من الجرحى معظمهم من النساء وكبار السن جراء استهداف مراكز الإيواء، وأن مستشفى الجنينة التخصصي قد دمر بالكامل، وهو المستشفى الرئيسي في المدينة لاستقبال الحالات الحرجة.
وناشد أبكر منظمات المجتمع المدني بالتدخل العاجل، قائلا إن الأطباء يعملون على مداواة الجرحى خارج المستشفى، في ظل نقص حاد في المستلزمات الطبية.
كما صرح مسؤول بمنظمة محلية لبي بي سي بأن المنطقة على شفا مجاعة بسبب نقص الغذاء وتوقف عمل المنظمات الدولية عن العمل.
وأضاف أن سكان مدينة الجنينة يعانون من نقص في الغذاء ومياه الشرب فضلا عن انعدام الأدوية وتوقف المستشفيات عن العمل.
وأوضح المسؤول أن السكان كانوا يعانون أصلا قبل بدء الاشتباكات المسلحة بين الجيش والدعم السريع، وأن معظمهم كانوا نازحين بسبب النزاعات القبلية سابقا.
فيديو قد يعجبك: