وساطة سلطنة عُمان... هل تعيد العلاقات بين مصر وإيران؟
القاهرة - (د ب أ):
تقوم سلطنة عُمان بدور لافت هذه الأيام ضمن المتغيرات والمقاربات بين عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يعد امتدادا للسياسة التي تنتهجها السلطنة منذ سنوات.
وركز موقع المونيتور الإخباري على هذا الموضوع، مستشهدا بانخراط مسقط على مدار العقد الماضي في تسوية قضايا عالقة منذ فترة بين إيران وعدد من الدول. وأشار الموقع الإخباري، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، إلى الدور الأبرز لمسقط في هذا الصدد وهو لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة في عام 2013، والتمهيد للمحادثات الماراثونية التي تمخضت عن الاتفاق النووي عام 2015 .
وفي هذا الإطار أيضا جاءت زيارة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان لطهران عقب زيارة نادرة لمصر التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي وسط حديث عن رغبة مشتركة في التقارب بين البلدين، وهو ما استند فيه المونيتور لترحيب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال لقاء جمعه مع سلطان عمان بـ"دفء" العلاقات مع مصر والمملكة العربية السعودية، وتأكيده أن بلاده "ليست لديها مشكلة" في استئناف العلاقات الدبلوماسية مع مصر، بحسب ما ورد في بيان صادر عن مكتبه.
كما اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني عباس كلرو خلال لقاء جمعه برئيس مكتب رعاية مصالح مصر في طهران هيثم جلال أن التطور الشامل للتعاون بين إيران ومصر كدولتين إسلاميتين مهمتين يصب في مصلحة المنطقة، وفقا لما ذكرته وكالة مهر الإيرانية للأنباء .
وقال المسؤول الإيراني إن بلاده تبحث دائما عن التقارب بين المسلمين والدول العربية والإقليمية ودول الجوار، وإنها تسعى جاهدة لتحسين مستوى العلاقات وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
ونوه المونيتور في هذا السياق إلى تحول نهج التيار المتشدد في إيران فيما يخص علاقات الجمهورية الإسلامية مع الدول العربية، بحثا عن إعادة تموضع لطهران على ساحة القوى الإقليمية ، وتفاديا لـ"انهيار اقتصادي وعزلة دولية".
وأشار الموقع إلى أن العلاقات الإيرانية المصرية ظلت مقطوعة معظم العقود الأربعة الماضية عقب قيام الجمهورية الإسلامية في عام 1979 ، وأن الوساطة العمانية ربما تفضي إلى تطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران.
واستطرد موقع المونيتور في إلقاء الدور الذي تقوم به السلطنة ، لا سيما في قضايا من هذا النوع تكون إيران طرفا فيها ، مشيرا إلى دور عُمان في مساعدة بلجيكا وإيران على إتمام صفقة لتبادل سجينين الأسبوع الماضي تم بموجبها إطلاق سراح دبلوماسي إيراني كان يقضي عقوبة السجن لمدة 20 عاما في بلجيكا بتهم الإرهاب ، مقابل عامل مساعدات بلجيكي أدين في إيران بالتجسس وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 40 عاما.
ونقل المونيتور عن موقع خامنئي إعراب سلطان عُمان عن إعجابه بتطبيع إيران علاقاتها مع السعودية، مشيرا إلى الاتفاق الذي تم في هذا الصدد بوساطة صينية في آذار/مارس الماضي وهو الاتفاق الذي ثمن خامنئي دور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي فيه و"سياسته الجيدة في توسيع العلاقات مع الجيران والدول الإقليمية" ، بحسب المونيتور.
وذكر الموقع أن هذه السياسة تُتبع بقوة خلال الأشهر الأخيرة في ظل "منعطف حاسم" بالنسبة للجمهورية الإسلامية، في ظل "ضغوطات داخلية وخارجية". واعتبر أن القيادة الإيرانية تواجه "مسألة شرعية ملحة" وسط احتجاجات شعبية فجرتها وفاة الفتاة مهسا أميني لدى احتجازها من جانب ما تعرف بشرطة الأخلاق في أيلول/سبتمبر الماضي.
وأضاف أن هذه الاضطرابات تزامنت مع تدهور حاد في الوضع الاقتصادي ووصوله إلى "حافة الانهيار" ، فضلا عن "ضغوط دولية بسبب دور إيران في الحرب ضد أوكرانيا من خلال تزويدها روسيا بالطائرات المسيرة".
ورأى المونيتور أنه في ظل تجميد أصولها الحيوية بالخارج بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها وعجز ميزانيتها في ضوء تراجعت عائدات إيران من صادرات النفط التي وصفها بأنها تمثل "شريان حياة" لها، فإيران "بحاجة ماسة لاستئناف المفاوضات النووية المتعثرة وتغيير المسار".
وقال الموقع المختص بشؤون الشرق الأوسط إنه على الرغم من عدم تطرق مخرجات لقاء خامنئي مع سلطان عُمان لمصير المحادثات النووية، أثيرت تكهنات بشأن إمكانية توسط مسقط "لإعادة إحياء الاتفاق (النووي) المحتضر".
وأشار الموقع إلى تصريحات للمرشد الأعلى الإيراني في وقت سابق من الشهر الجاري مع أعضاء بارزين من وزارة الخارجية الإيرانية ، تحدث فيها عن "المرونة البطولية" ، وهي "المفهوم الذي أدخله في 2013 وكان بمثابة إذن رئيسي للدبلوماسيين الإيرانيين للانخراط (في محادثات) مع نظرائهم الأمريكيين" ، ما مهد لتوقيع الاتفاق النووي.
فيديو قد يعجبك: