قصف إسرائيلي لغزة.. هل تهرب حكومة نتنياهو من الأزمات الداخلية بعملية أمنية؟
وكالات
استشهد 13 فلسطينيًا بينهم ثلاثة من أبرز القادة العسكريين في حركة الجهاد الإسلامي وأطفال ونساء فجر الثلاثاء في غارات إسرائيلية على أهداف في قطاع غزة، وأعلن جيش الاحتلال تنفيذ 40 مقاتلة حربية للغارات الجوية على القطاع واستهداف القادة الثلاثة في حركة الجهاد.
ويأتي هذا التصعيد العسكري بعد وفاة القيادي في حركة الجهاد خضر عدنان عن عمر ناهز الـ 45عامًا نتيجة إضراب عن الطعام استمر بعد 87 يومًا في سجن الرملة.
وتوعدت حركتا حماس والجهاد الإسلاميتين، اليوم الثلاثاء، بالرد على الهجمات الإسرائيلية، التي أدانتها الرئاسة الفلسطينية وقالت في بيان: "نحذر الإدارة الأمريكية من السماح لسلطات الاحتلال الاسرائيلي بالتمادي في جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، خاصة أنها تطال الأطفال والنساء والمقدسات".
وزارة الخارجية الفلسطينية رأت في التصعيد العسكري الذي بدأته قوات الاحتلال اليوم محاولة لتصدير الأزمة الداخلية التي تعاني منها حكومة التطرف في إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إن الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية على غزة، فجر اليوم الثلاثاء، واصفا إياه بأنه "إرهاب دولة منظم وامتداد لنكبة عام 48" يعد ترجمة عملية لعقيدة القتل، والحرق، والإبادة الجماعية؛ التي طالما جاهر بها من يتولون الحكم في إسرائيل.
عملية عسكرية للهروب من الأزمات الداخلية
يرى مراقبون أن شن إسرائيل لعمليات عسكرية وأمنية منذ عدة أشهر بمثابة هروب من الأزمات الداخلية التي تشهدها البلاد من احتجاجات للأسبوع الـ18 على التوالي ضد الإصلاحات القضائية والخلافات الداخلية في حكومة الاحتلال، التي تتشكل من أحزاب من اليمين المتطرف والقومي الإسرائيلي تتبنى سياسات معادية للفلسطينيين.
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، علق على العملية العسكرية عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "حان الوقت الآن". ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عنه قوله: "أهنئ رئيس الوزراء على النشاط الاستباقي في غزة، هذه بداية جيدة، آن الأوان لتغيير السياسة تجاه غزة".
بدوره قال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش: "بالوقت والزمان المناسبين.. شكرًا للجيش وقوات الأمن على التنفيذ ولرئيس الوزراء وقوات الأمن على الصدارة"، وفق تعبيره.
وأعلن حزب "عوتسما يهوديت" برئاسة بن غفير أنه سيعود للتصويت لصالح مشاريع القوانين التي يطرحها الائتلاف الحكومة الذي يشارك به في الكنيست، بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي صباح اليوم اغتيالات لقادة في حركة "الجهاد الإسلامي" بقطاع غزة.
وقال الحزب في بيانه: "بعد قبول موقفنا والانتقال من الاحتواء إلى الهجوم عبر اغتيال مسؤولي الجهاد الإسلامي، سنعود للتصويت مع الحكومة. نأمل في استمرار الهجمات لفترة طويلة"
وكان بن غفير أعلن الأحد الماضي عدم مشاركة حزبه "عوتسما يهوديت" في الاجتماع الأسبوعي للحكومة، معللا ذلك بأن سياستها "غير مقبولة"، وذلك بعد 3 أيام من امتناعه ونواب حزبه عن التصويت في الكنيست لصالح القرارات الحكومية، احتجاجًا على الرد الذي وصفه بـ "الضعيف" للجيش الإسرائيلي على إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة الأسبوع الماضي والذي أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة 5 آخرين.
إدانات عربية ودعوات للتهدئة وعدم التصعيد
لاقى العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والذي أدى إلى مقتل العشرات وجرح المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، استنكار البرلمان العربي، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته، والعمل على وقف الاعتداءات المتكررة "بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يطالب بحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة".
وأكد البرلمان العربي "ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجرائم على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأن أساس عملية السلام يجب أن يرتكز على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية".
وأدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الثلاثاء، التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ممثلاً فى قيام القوات الإسرائيلية بقصف قطاع غزة مما أسفر عن 13 ضحية و20 مصاباً حتى الآن، من ضمنهم مدنيين من النساء والأطفال، واقتحام مجموعة من المستوطنين للمسجد الأقصى صباح اليوم تحت حماية القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى استمرار الاقتحامات للمدن الفلسطينية وآخرها نابلس.
فيديو قد يعجبك: