من فيضانات آسيا لحرائق أوروبا وحر أمريكا.. الأرض في قبضة النينو
مصراوي
حر غير مسبوق في أوروبا وأمريكا وحرائق لا تهدأ هنا وهناك، وفيضانات كاسحة في آسيا لا تبقي ولا تذر.. وقتلى ومشردون في كل الأنحاء ومعاناة ممتدة في أغلب دول العالم بسبب موجة الحر غير المسبوقة التي أرجعها علماء لظاهرة النينو.
والنينو ظاهرة طبيعية تؤدي لرفع درجة حرارة سطح البحر في الوسط والشرق الاستوائي للمحيط الهادي بشكل غير طبيعي، وتحدث مرة كل 2-7 سنوات، لكنها من الممكن أحياناً أن تتكرر كل 18 شهراً بحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو.
وتعتبر حرائق الغابات أحد أبرز تداعيات ارتفاع درجات الحرارة، حيث شهدت العديد من بلدان العالم خلال السنوات الأخيرة حرائق قضت على مساحات شاسعة من الغابات، وخلفت مستويات عالية من تلوث الهواء، ويخشى خبراء المناخ من تكرارها بشكل أكبر خلال موسم الصيف الحالي.
الموجة الحارة في أوروبا
وفي تقرير نشرته رويترز أمس الأربعاء، ذكرت أنّ القارة العجوز تحارب الحرارة والحرائق خاصة وأنّ موجة الحر ضربت أوروبا خلال ذروة موسم السياحة الصيفي لتحطم الأرقام القياسية، ففي إيطاليا تحديدًا تم وضع 23 مدينة في حالة تأهب قصوى بسبب درجات الحرارة الحارقة حسب وصفها، مع عدم وجود ما يشير إلى التخفيف من موجة الحر الشديد وحرائق الغابات والفيضانات التي تسببت في الفوضى بل وهناك تحذيرات عدة بشأن سقوط عدد كبير من الوفيات.
فيما أعلنت السلطات الإيطالية، اليوم الأربعاء، أن 5 أشخاص قُتلوا فيما أجلي الآلاف من منازلهم مع اجتياح فيضانات مدمرة لإقليم إيميليا رومانيا في البلاد، محذرة من أن الأمور قد تزداد سوءاً.
بينما يسابق رجال الإطفاء في اليونان لإبعاد النيران عن مصافي التكرير الساحلية. وقالت رويترز إن ارتفاع درجات الحرارة تسبب في اشتعال مئات الحرائق، التي اجتاحت عددا من المدن اليونانية وتسببت في تدمير عشرات المنازل وأجبرت مئات الأشخاص على الفرار بسبب الدخان الكثيف، والخوف من النيران.
فرنسا.. وفيات الحر
وفي فرنسا ووفقًا لتقرير نشرته فرانس 24، فإنّ باريس هي العاصمة الأكثر ضعفًا في أوروبا عندما يتعلق الأمر بموجات الحر، حيث يواجه سكانها أعلى خطر للوفيات المرتبطة بموجات الحر ، حسبما نُشر مؤخرًا في مجلة The Lancet Journal.
ودرس باحثون من بلدان مختلفة في أوروبا مخاطر الوفيات بسبب الحرارة والبرودة في 854 مدينة من عام 2000 إلى عام 2019. وكانت النتائج واضحة لا لبس فيها. تصدرت باريس قائمة المخاطر المرتبطة بالحرارة في جميع الفئات العمرية، مع احتمال حدوث وفيات زائدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة 1.6 مرة أعلى من المدن الأوروبية الأخرى. تبعتها أمستردام وزغرب عن كثب.
بينما ذكرت سي إن إن، في تقرير لها أن دراسة جديدة توصلت إلى أن ما يقرب من 62 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة العام الماضي خلال الصيف الأكثر حرارة في أوروبا على الإطلاق.
ووجدت الدراسة ، التي نُشرت يوم الإثنين في مجلة Nature Medicine ، أن 61،672 ماتوا في أوروبا بسبب أمراض مرتبطة بالحرارة بين 30 مايو و4 سبتمبر من العام الماضي. وكانت إيطاليا الدولة الأكثر تضرراً، حيث سجلت حوالي 18000 حالة وفاة، تليها إسبانيا بما يزيد قليلاً عن 11000 وألمانيا بحوالي 8000.
وجد الباحثون أيضًا أن الحرارة الشديدة أضرت بشكل غير متناسب بالمسنين والنساء. من بين ما يقرب من 62000 حالة وفاة تم تحليلها، كان معدل الوفيات المرتبطة بالحرارة أعلى بنسبة 63٪ لدى النساء منه بين الرجال. كان العمر أيضًا عاملاً مهمًا، حيث ارتفع عدد القتلى بشكل كبير للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا وأكثر.
ونشرت صحيفة لو موند الفرنسية، تقريرًا عن ارتفاع حالات الوفاة بسبب درجات الحرارة في منطقة البلقان والتي ضربتها عاصفة قوية مع رياح وأمطار غزيرة ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل في كرواتيا والبوسنة وسلوفينيا وإصابة العشرات. كانت العاصفة هي الثانية خلال يومين التي تجتاح المنطقة بعد سلسلة من الأيام شديدة الحرارة والجافة. في أماكن أخرى من أوروبا، بينما لقيا رجلين حتفهما في العاصمة الكرواتية زغرب بعد سقوط أشجار عليهما.
الطقس يهدد حياة الأمريكيين
ويعطل الطقس القاسي أيضًا حياة ملايين الأمريكيين. فكانت هناك موجة حر خطيرة تحتجز منطقة تمتد من جنوب كاليفورنيا إلى الجنوب العميق في قبضتها، ما جعل مدينة فينيكس تعاني من ارتفاع درجة الحرارة التي وصلت إلى 110 درجة فهرنهايت أو أعلى لليوم العشرين على التوالي.
ووفقا لتقرير سي إن إن، فإنّ ارتفاع درجات الحرارة الشديد في الولايات المتحدة الأمريكية، كان سببا في وفاة عدد أكبر من الأمريكيين أكثر من أي كارثة أخرى متعلقة بالطقس، حيث تجاوزت الوفيات الناجمة عن الحرارة الوفيات الناجمة عن الأعاصير في البلاد بأكثر من 8 إلى 1 خلال العقد الماضي ، وفقًا للبيانات التي تتبعها خدمة الطقس الوطنية.
ومع ذلك، تشير أرقام الوفيات الناجمة عن الحر في الولايات المتحدة إلى أن عدد الوفيات بسبب الحر أقل بكثير مما هو عليه في أوروبا. وفقًا لبيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يموت حوالي 700 شخص بسبب الحرارة كل عام.
الحرارة والفيضانات في آسيا
عانت دول آسيا من الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة، ففي كوريا الجنوبية، ضربت الأمطار الغزيرة المناطق الوسطى والجنوبية منذ الأسبوع الماضي. ووقع 14 قتيلا في نفق في مدينة تشونغجو، حيث غمرت المياه أكثر من 12 مركبة يوم السبت، عندما انهار أحد سدود النهر.
وفي مقاطعة شمال كيونغ سانغ الجنوبية الشرقية، لقي 22 شخصًا حتفهم، بسبب الانهيارات الأرضية والسيول.
بينما في شمال الهند، تسببت الفيضانات والانهيارات الأرضية والحوادث المرتبطة بالأمطار الغزيرة في مقتل أكثر من 100 شخص منذ بداية موسم الرياح الموسمية في الأول من يونيو، حيث ارتفع معدل هطول الأمطار بنسبة 41٪ عن المتوسط.
ووصل نهر يامونا إلى أسوار مجمع تاج محل في أجرا لأول مرة منذ 45 عامًا، حيث غمر العديد من المعالم التاريخية الأخرى، وأغرق أجزاء من العاصمة الهندية.
فيديو قد يعجبك: