رعب ويأس وغضب في رودوس بعد الحرائق
أثينا - (أ ف ب)
يجلس فاسيليس وحيدا على طاولة في مطعم خال من الروّاد في جزيرة رودوس اليونانية يراقب بأسى طائرات إطفاء الحرائق تغوص في بحر إيجه لتملأ خزاناتها بالماء، ويصف الوضع بـأنه أشبه "بنهاية العالم" على الجزيرة السياحية حيث تجتاح الحرائق جنوبها منذ أكثر من أسبوع.
بقبضة مشدودة ووجه حزين شاحب، يتساءل صاحب المطعم "كيف للحريق أن يبدأ في الجهة الأخرى من الجزيرة ويحرقنا هنا... كيف يمكن ذلك؟".
واندلع حريق الغابات الثلاثاء الماضي في وسط جزيرة دوديكانيز. ووصلت النيران السبت إلى منتجع كيوتاري الواقع على الساحل الشرقي لرودوس.
جراح مفتوحة
يحاول ساحل الجزيرة الخالي من سيّاحه الآن تضميد جراحه المفتوحة.
وقال فاسيليس الذي فضّل عدم الإفصاح عن اسمه الكامل فيما تسرح عيناه الدامعتان في الأفق، "ليس لدينا لا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات منذ أسبوع".
ويسيطر على ساحل الجزيرة جوا قاتم، فالشوارع خالية والأبواب مغلقة ويطغى عليه صوت سيارات الإطفاء ومركبات المتطوعين.
واعتبر كريستوس كيتسوس، أحد سكّان الجزيرة الذي يعمل في فندق فخم، أنّ "ليس هناك ما هو اسوأ من الذي نعيشه اليوم".
واتّهم السلطات بالفشل، قائلا "السلطات فشلت، رئيس البلدية والمحافظ والحكومة جميعهم!".
ولم يستطع أن يسيطر على غضبه، مضيفا "هناك افتقار تام للتنظيم، لم تعطَ أية معلومة، وهذا موسم الذروة فهناك أكثر من 20 ألف سائح على الجزيرة.... تعاملنا مع الأزمة وحدنا".
وتابع الرّجل البالغ من العمر 34 عاما "تخلّوا عنّا.. يا للعار!".
وأجلي نحو 30 ألف شخص، من بينهم العديد من السياح الذين يقضون عطلتهم في فنادق على الساحل الشرقي، خلال عطلة نهاية الأسبوع في رودوس، في أكبر عملية إجلاء تنفّذ في اليونان، بحسب عناصر الإطفاء.
وتحدّث رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن 20 ألف شخص تمّ إجلاؤهم في رودوس من بينهم سياح.
ويكتسح الدخان الرمادي الكثيف سماء الجزيرة فيما الشجيرات متفحّمة على الشاطئ المهجور.
وقال كيتسوس "الكارثة البيئية هائلة، وسوف يستغرق التعافي سنوات"، مشيرا إلى أنّ "العمل ليس أولوية على الإطلاق في الوقت الحالي".
ومن غير الممكن تحديد التداعيات على قطاع السياحة في الوقت الراهن في واحدة من أكثر الجزر ازدحامًا في اليونان والتي استقبلت 2,5 مليون زائر العام الماضي.
وقال القاضي ديونيسيس ساباتاكوس، نائب مدير مجمع فنادق دمرته النيران جزئيًا، "المستقبل القريب لجميع العاملين في قطاع السياحة والمجتمع المحلي مجهول".
وأضاف "لا نعرف بعد كيف سيتصرّف السيّاح ومنظمو الرحلات السياحية في الأسابيع المقبلة".
حركة المرور مشلولة
وأشار ساباتاكوس إلى أنّ عدد الأشخاص الذين يعملون في قطاع السياحة بشكل مباشر أو غير مباشر كبير في المنطقة، لافتا إلى أنّ حركة التنقّل مشلولة لأنّ كلّ شيء مدمّر.
وأعرب عن قلقله قائلا "لا نعرف متى وكيف سنتمكن من استئناف أي نشاط ولا كيف سيستجيب السوق".
وأضاف باكيًا "رؤية الطبيعة المتفحمة وكل هذه الحيوانات الميتة تحبطني".
على الطريق المتاخم للساحل الشرقي لرودوس، ينهمك رجال في قطع بقايا أعمدة كهرباء متفحمّة.
وفتح ديميتريس، صاحب أحد المحال التجارية، متجره "لفترة فقط تسمح للناس في المنطقة بشراء سجائرهم"، وقال "لست في حالة نفسية تسمح لي بالقيام بالمزيد".
وأضاف "بكينا بما فيه الكفاية والسؤال هو ماذا نفعل الآن؟".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: