صفقة تبادل.. من هم السجناء الذين ستتبادلهم طهران وواشنطن؟
طهران - (بي بي سي)
اقترب موعد تنفيذ صفقة تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة، والتي تتضمّن الإفراج عن أموال إيرانية محتجزة في الخارج، وفق ما أفادت وكالة رويترز.
ونقلت الوكالة عن مصادر إيرانية وأخرى مطّلعة على المفاوضات، أنه سيتم تحويل مبلغ ستة مليارات دولار وتبادل السجناء في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.
وبحسب مصادر بلومبيرغ، فإنه من المقرر أن تتم الصفقة في وقت مبكر من يوم غد الاثنين، قبل بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء.
ما هي تفاصيل الصفقة؟
أُعلن عن الصفقة في 10 أغسطس الماضي بعد مفاوضات سرية بوساطة قطرية، وهي تتضمن الإفراج عن خمسة سجناء أمريكيين معتقلين في الجمهورية الإسلامية.
وغادر هؤلاء السجن إلى الإقامة الجبرية الشهر الماضي، ومن المقرّر أن يرحّلوا من البلاد بعد نقل الأموال المجمّدة إلى الحساب في قطر.
واحتجز الأمريكيون الخمسة في إيران لمدة تصل إلى ثمانية أعوام تقريباً، وجميعهم من أصل إيراني، بيد أن طهران لا تعترف بحاملي الجنسية المزدوجة.
وهؤلاء الأمريكيون هم سياماك نمازي، مراد طهباز، عماد شرقي وآخران لا يرغبان في الإفصاح عن هويتيهما.
في المقابل ستطلق الولايات المتحدة سراح خمسة إيرانيين مسجونين لديها بتهم "ملفقة" وفق ما تقول طهران، وهم لطف الله كاوه أفراسيابي، مهرداد معين أنصاري، أمين حسن زاده، رضا سرهنك بور كفراني وكامبيز عطار كاشاني.
وتبلغ الأموال الإيرانية التي سيتم تحريرها ستة مليارات دولار، هي عبارة عن أصول جمعتها طهران من بيع نفطها، وسيتم تحويلها إلى حساب خاص في قطر.
وجمّدت كوريا الجنوبية هذه الأموال منذ انسحاب الولايات المتحدة بشكل أحادي عام 2018 من الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي، وإعادة فرض العقوبات عليها.
وتشدّد واشنطن على أن هذه الأموال ليست "فدية"، وأنها مخصّصة حصراّ لشراء إيران الأغذية والأدوية والسلع الإنسانية الأخرى التي لا تشملها العقوبات الأمريكية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: "إذا حاولت إيران تحويل الأموال (إلى غايات أخرى) سنتحرك وسنجمّدها مجدداً".
وأوضح أن الإفراج عن هذه الأموال لا يعني رفع العقوبات المفروضة على طهران.
ووقّع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تنازلاً يحمي المصارف المشاركة في عملية التحويل من العقوبات الأمريكية.
من جهتها ترى إيران أنها ستتمكّن من شراء "أيّ سلعة غير خاضعة لعقوبات" وليس فقط "أدوية ومواد غذائية".
ووقّعت إيران عام 2015، على صفقة طويلة الأمد بشأن برنامجها النووي مع مجموعة القوى العالمية الخمس، وهي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا.
لكن الاتفاق انهار بعد أن انسحبت إدارة الرئيس دونالد ترامب منه، وعاد التوتر ليخيّم على العلاقات بين الطرفين، وبلغ ذروته باغتيال الولايات المتحدة للقائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني في بغداد مطلع عام 2020، ورد إيران بتدمير قاعدة عين الأسد التي تحتوي قوات أمريكية في الأنبار غرب العراق.
ما دلالات الصفقة؟
عاد الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى التفاوض مع طهران بعد فوزه بالانتخابات، وأبدت الأخيرة استعداداً لذلك وهي التي ترزح تحت عقوبات مشدّدة أنهكت اقتصادها.
وبعد محادثات غير مباشرة استمرت حوالى السنة في مدينة فيينا السويسرية، تم الاتفاق على خطوط عريضة، جمّدت المفاوضات لأسباب عديدة، من أبرزها الخلاف بين الدولتين حول رفض إيران العودة إلى نسبة تخصيب اليورانيوم التي حدّدها الاتفاق النووي عام 2015 بـ 3.67%، ورفعها إلى 60%، علماً أن الولايات المتحدة هي التي أخلت بالاتفاق. وما كانت تخشاه واشنطن هو تقليص "فترة الاختراق" لصناعة سلاح نووي.
كما أن إيران طالبت بإزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بالإضافة إلى مطالبتها بضمانات بعدم الانسحاب مجدداً من الاتفاق.
ويعزى توقف المفاوضات أيضاً إلى الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي ألقى بظلاله على الموقف.
رغم ذلك، عادت الدولتان فيما بعد إلى التفاوض في سلطنة عمان، وهي التي احتضنت المفاوضات بينهما قبيل الاتفاق النووي عام 2015.
أما صفقة التبادل، فينظر إليها على أنها محاولة من كلا البلدين لتبريد التوتر بينهما، وقد تكون محطة في طريق العودة إلى اتفاق أوسع يضم دولاً أخرى.
كما اعتبره مراقبون مؤشراً جديداً على تغيّر سياسة إيران، التي تحولت إلى "تقديم الحوافز" بدليل "عقدها اتفاقاً مع السعودية بوساطة صينية، تحصد الرياض فيه المنافع أكثر من طهران"، وفق فورين بوليسي.
من هم السجناء الإيرانيون؟
لطف الله كاوه أفراسيابي
يعمل أفراسيابي، 63 عاماً، والذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والأمريكية، كأستاذ جامعي في الولايات المتحدة، وتم اعتقاله بتهمة توظيفه سراً من قبل طهران "للترويج للحكومة الإيرانية، وهي أنشطة غير قانونية" عام 2021.
وقال الادعاء الأمريكي إن أفراسيابي الذي أقام لفترة طويلة في ولاية ماساتشوستس، اتهم "بالتآمر لعمله كوكيل أجنبي غير مسجل نيابة عن إيران على مدى السنوات الـ 14 الماضية".
وتلقى أفراسيابي 265 ألف دولار على الأقل من الحكومة الإيرانية، كما تلقى تأمينًا صحيًا من طهران، حيث إنه يواجه بسبب هذه التهم عقوبة تصل إلى 10 سنوات في السجن، بحسب السلطات الأمريكية.
مهرداد معين أنصاري
حُكم على أنصاري، المقيم في الإمارات العربية المتحدة وألمانيا، بالسجن لمدة خمس سنوات في سبتمبر 2021، بتهمة انتهاك الحظر التجاري على إيران.
ووفق وثائق المحكمة، فإن القطع التي حصل عليها أنصاري، أو حاول الحصول عليها "كان من الممكن أن تستخدم في صنع أسلحة نووية، وتوجيه وتطوير الصواريخ، وأغراض عسكرية أخرى".
رضا سرهنك بور كفراني
مقيم في مونتريال بكندا، اتُهم في يوليو 2021 بتصدير معدات مختبرية بشكل "غير قانوني" إلى إيران عام 2015.
أمين حسن زاده
مهندس مقيم في ولاية ميشيغن الأمريكية، يبلغ من العمر 42 عاماً.
اتهم في ديسمبر 2020 بسرقة معلومات سرية من صاحب العمل وإرسالها إلى شقيقه في إيران، الذي كانت له علاقات مع الجيش هناك.
وتضمّنت هذه المعلومات بيانات خاصة بالصناعات الجو فضائية الأمريكية.
كامبيز عطار كاشاني
مواطن أمريكي من أصول إيرانية، حكم بالسجن 30 شهراً وغرامة قدرها 50 ألف دولار بتهمة التآمر لإرسال منتجات تقنية وخدمات أمريكية على نحو غير قانوني إلى إيران، بما في ذلك إلى البنك المركزي الخاضع للعقوبات الدولية، وذلك من خلال شركتين وهميتين في الإمارات.
من هم السجناء الأمريكيون؟
سياماك نمازي
اعتقل رجل الأعمال الإيراني الأمريكي الذي يبلغ من العمر 51 عاماً، عام 2015، بتهمة التجسس. كما اعتقل والده باقر نمازي، المسؤول السابق في منظمة اليونيسيف، وأدين بالتهمة عينها، قبل أن يعفى من قضاء عقوبته عام 2020 لأسباب صحية، ويغادر إيران بعد عامين.
وأعفي سياماك مؤقتاً من السجن لأسباب طبية العام الماضي، قبل أن يعاد سجنه بعد نحو أسبوعين من الإفراج المؤقت.
مراد طهباز
اعتقل طهباز عام 2018، وأدانته إيران بتهم تتعلق بالأمن القومي، بعدما قبضت عليه، وعلى زملاء له في مؤسسة "إرث الحياة البرية الفارسية"، بزعم استخدام المشروع البيئي كغطاء للتجسس.
وفي مارس 2022، أفرجت السلطات عن طهباز، لكنها اعتقلته مجدداً بعد يومين، ما دفعه إلى إضراب عن الطعام استمر أسبوعاً.
وأُفرج عن طهباز، البالغ من العمر 70 عاماً والمصاب بالسرطان، مؤقتا من سجن إيفين في إيران، وفق ابنته، مع إلزامه بوضع سوار إلكتروني للمراقبة في كاحله.
عماد شرقي
اعتقل رجل الأعمال في عام 2018، بعد عامين على قدومه إلى إيران بهدف الاستثمار، وحكم عليه بالسجن عشرة أعوام.
واتهمه الأمن الإيراني بالتجسس في المجال العسكري خاصة وجمع معلومات حول مجال المروحيات، بـ "هدف استهداف سلسلة توفير قطع الغيار لعمليات تصليح المروحيات".
فيديو قد يعجبك: