عقب تصاعد التوتر بينهما.. هل تتورط إسرائيل في حرب شاملة مع حزب الله؟
مصراوي
مع تصاعد حدة التوتر عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية؛ واحتدام الاشتباكات بين عناصر حزب الله اللبناني وقوات جيش الاحتلال، بدأ حديث المسؤولين الأمنيين في حكومة الاحتلال يدور حول احتمال شن عملية عسكرية على الحدود الشمالية، فما هي سيناريوهات التصريحات الإسرائيلية وإمكانية حدوثها؟.
في أعقاب الحرب التي شنها جيش الاحتلال على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، تعهد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في تصريحاته المختلفة، بدعم فصائل المقاومة الفلسطينية واستهداف القوات الإسرائيلية المتمركزة على الحدود مع لبنان، بل واستهداف المستوطنات برشقات صاروخية متتالية.
وهو أمر رد عليه جيش الاحتلال، بتنفيذ غارات جوية على القرى الحدودية في جنوب لبنان أسفرت عن اغتيال عدد من القادة البارزين في صفوف حزب الله وآخرين من حركة حماس مثل صالح العاروري.
وبالرغم من ذلك تخشى الدولة العبرية من الانجرار نحو فتح جبهة قتال ثانية مع لبنان إلى جانب حربها في قطاع غزة، وخصوصا في ظل توجيهات أمريكية بخفض التصعيد بالمنطقة، إلا أن وزراء حكومة الاحتلال وعلى رأسهم وزير الدفاع يوآف جالانت بدؤوا الحديث عنه علانية إذ قال: " مستعدون لاستخدام كافة الوسائل لإبعاد حزب الله عن الحدود".
ويرى المتخصص في حزب الله بجامعة بريستول البريطانية، فيليبو ديونيجي، أنه بالرغم من توتر الوضع بين جيش الاحتلال والحزب اللبناني بسبب سقوط ضحايا في الطرفين، فإن كلاهما يظهران قدرًا من ضبط النفس عبر اللجوء لعدم التصعيد، وفق تصريحات لـ "فرانس 24".
لكن تصريحات المسؤولين الأمنيين في إسرائيل بشأن إمكانية بدء عملية عسكرية على الحدود الشمالية، أثارت قلق واشنطن.
"إذا لم تشن إسرائيل هجوما بريا حتى الآن على مواقع حزب الله في لبنان؛ فإن هذا بفعل الضغط الأمريكي"، هكذا يقول مدير معهد دراسات الشرق الأوسط والإسلامية بجامعة دورهام البريطانية، كلايف جونز، للموقع الفرنسي.
في حين تشير مديرة إدارة الصراع في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، راندا سليم، في تصريحات لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن أغلب الخبراء الإقليميين المختصين يتفقون على أن تحويل الصراع الحالي إلى حرب مفتوحة يتوقف فقط على إسرائيل وحدها.
من جهته يوضح فيليبو ديونيجي، أن القوى الغربية الكبرى صاحبة المصالح بالشرق الأوسط مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي، لا يأملون أن يتوسع الصراع، لافتا إلى أن "إيران التي يدين حزب الله لها بالوفاء تفضل أن يقتصر الأمر على حرب استنزاف فقط".
فيما يشير أستاذ العلوم السياسية المتخصص في الشأن الفلسطيني، بمعهد "كينجز كوليدج" البريطاني، آهرون بريجمان، إلى أن إسرائيل أمام خيار من اثنين إما الانسحاب عبر التفاوض أو بالقوة، لكنه يشدد على أنه لا يزال هناك مُتسع للدبلوماسية.
بينما لفت ديونيجي إلى أنه من الصعب إبعاد عناصر حزب الله عن الحدود، خصوصا بعد مقتل العشرات منهم خلال الاشتباكات مع قوات الاحتلال، إلا في حال حصولهم على تعويضات، وفق المتخصص في حزب الله بجامعة بريستول البريطانية.
ووفقا لـ آهرون بريجمان، فإن إسرائيل تفضل خوض حرب على جبهتين مختلفتين حاليا، رغم ما ستتكبده من خسائر أمام الترسانة العسكرية لحزب الله والتي تتضمن 150 ألف صاروخ، بدلا من الانتظار وخوضها مع طرف مدعوم بقوة نووية، مثل إيران التي من المرجح امتلاكها لأسلحة نووية قريبا.
فيديو قد يعجبك: