رفضت إدانة التظاهر ضد إسرائيل.. استقالة أول رئيسة سمراء لجامعة هارفارد
كتب- محمد صفوت:
أعلنت رئيسة جامعة هارفارد الأمريكية كلودين جاي، استقالتها من منصبها بعد تعرضها لضغوط وانتقادات بمزاعم "معاداة السامية" لاعتبارها المظاهرات ضد إسرائيل داخل الحرم الجامعي ضمن نطاق "حرية التعبير".
وتنحت جاي، عن منصبها، بعد رفضها الإجابة خلال الإدلاء بشهادتها في الكونجرس، عما إذا كانت الدعوة إلى إبادة اليهود تنتهك قواعد السلوك في جامعة هارفارد.
في نص استقالتها كتبت جاي التي دخلت التاريخ كأول شخص أسود يتبوأ منصب رئيس جامعة هارفارد: "أنها تعرضت لتهديدات شخصية وعداء عنصري".
وتتعرض جاي لانتقادات منذ أسابيع بسبب الطريقة التي تعاملت بها مع الجدل في جامعة هارفارد حول الحرب في غزة، فضلا عن اتهامات بالسرقة الأدبية، وسط مزاعم بأنها لم تستشهد بمصادر علمية بشكل صحيح في أوراقها الأكاديمية.
وزعم موقع إلكتروني محلي، بأن شكوى جديدة تم تقديمها إلى جامعة هارفارد زعمت وجود سرقات أدبية ضد رئيسة الجامعة المستقيلة.
واستدعت لجنة التعليم والقوى العاملة بالكونجرس استدعت، في 5 ديسمبر، كلا من جاي، ورئيسة جامعة بنسلفانيا إليزابيث ماجيل، ورئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "إم آي تي" (MIT) سالي كورنبلوث، إلى جلسة "محاسبة رؤساء الجامعات ومكافحة معاداة السامية".
وتعرضت جاي وماجيل وكورنبلوث لضغوط وانتقادات من أجل تقديم الاستقالة لأنهن رفضن اعتبار الاحتجاجات ضد إسرائيل معادية للسامية.
وخصصت الجلسة وقتها لمعاداة السامية في الحرم الجامعي، وأعلنت لجنة التعليم في الكونجرس الأمريكي خلال الجلسة أن الهدف منها "محاسبتهم، بعد تظاهرات لا تعد ولا تحصى معادية للسامية في مؤسساتهم".
وشبهت النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك دعوات بعض الطلاب إلى "الانتفاضة"، وهو مصطلح يشير إلى الاحتجاجات الفلسطينية الأولى عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي، بالحض على "إبادة جماعية ضد اليهود عام 1987 في إسرائيل والعالم".
ووجهت النائبة الجمهورية سؤالاً لرئيسة جامعة هارفارد، عما إذا كان هذا النوع من الشعارات يتعارض مع قواعد السلوك في جامعة هارفارد.
وردت وقتها رئيس الجامعة بالقول: "نؤيد حرية التعبير، حتى لو كان ذلك يتعلق بآراء مرفوضة ومهينة وبغيضة" مضيفة: "عندما يتحول الخطاب لسلوك ينتهك سياساتنا، بما في ذلك السياسات المرتبطة بالتحرش أو التنمر. نتخذ تدابير".
وطالب أكثر من 70 نائبًا من بينهم اثنان ديمقراطيان باستقالتها، فيما دعا عدد من متخرجي جامعة هارفارد البارزين والمانحين إلى مغادرتها المنصب.
ونشرت صحيفة "هارفارد كريمسون" التي يديرها طلبة، وصحيفة "بوسطن جلوب"، بينًا لجاي أعلنت خلاله استقالتها قائلة: "بحزن كبير لكن بحب عميق لهارفارد، أكتب لأعلن أنني سأتنحى عن منصبي كرئيسة".
وأضافت جاي في رسالتها إلى مجتمع هارفارد: "أصبح من الواضح أنه من مصلحة جامعة هارفارد أن أستقيل حتى يتمكن مجتمعنا من اجتياز هذه اللحظة المليئة بالتحدي الاستثنائي مع التركيز على المؤسسة بدلًا من التركيز على أي فرد".
وعلقت الهيئة الإدارية لجامعة هارفارد، على استقالة رئيس الجامعة قائلة: إن جاي أظهرت صمودا كبيرا في وجه الهجمات الشخصية والمتواصلة".
وأضافت: "تعرضت لانتقادات لاذعة بغيضة، وفي بعض الحالات عنصرية، عبر رسائل إلكترونية ومكالمات هاتفية معيبة. نحن ندين هذه الهجمات".
يشار إلى أن الهيئة الإدارية لجامعة هارفارد، دعمت رئيستها قبل استقالتها حيث وقع 500 من أعضاء هيئة التدريس في هارفارد عريضة لدعم جاي.
فيديو قد يعجبك: