"بي 2 سبيرت".. لماذا استخدمت أمريكا قاذفتها الاستراتيجية لضرب اليمن الآن؟
كتب- محمود الطوخي:
في إطار عمليتها العسكرية ضد جماعة أنصار الله الحوثيين اليمنية، نفذت الولايات المتحدة غارات جوية في وقت باكر من اليوم، على مناطق في اليمن، غير أن استخدام قاذفة استراتيجية لتنفيذ الهجوم الأخير أثار تساؤلات حول مغزى العملية التي تمثل تطورا في الصراع الممتد منذ أشهر.
وتعليقا على الغارات، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إن عمليات القصف مثّلت استعراضا فريدا لقدرة البنتاجون على استهداف المنشآت التي يسعى خصومه إلى إبقائها بعيدة عن متناوله، دون أن يشكّل مدى عمقها تحت الأرض أو صلابتها أو تحصينها أيّة عوائق.
كذلك، أوضح أوستن، أن استخدام القاذفة "بي 2 سبيرت" يبرز القدرات العالمية لأمريكا على اتخاذ إجراءات مضادة لهذه الأهداف عند الضرورة وفي أي وقت ومكان.
وهو ما أكدته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إذ أشارت إلى أن استخدام القاذفة الاستراتيجية الشبحية، كان لـ"استعراض القوة"؛ إذ يهدف الجيش الأمريكي إلى إظهار قدرته على الوصول إلى خصومه حتى بدون قواعد جوية قريبة.
وذكرت الصحيفة، أن "بي 2 سبيرت" تعتمد على التزود بالوقود خلال التحليق ما يتيح لها تنفيذ مهامها دون الاضطرار إلى الهبوط، مؤكدة في الوقت نفسه أن البنتاجون عادة ما يستخدم القاذفة بشكل محدود.
تحذير لإيران
في ظل الحديث عن رد إسرائيلي مرتقب على الهجوم الذي نفذه الحرس الثوري الإيراني مطلع أكتوبر الجاري، تتخوف الولايات المتحدة من رد إيراني انتقامي جديد من الممكن أن يشارك في تنفيذه الحوثيون وحزب الله.
وفي هذا السياق، تشير وكالة "أسوشيتد برس"، إلى أن الضربة الأمريكية الأخيرة جاءت كتحذير غير مباشر لإيران، بعد هجومين استهدفت بهما طهران الأراضي الإسرائيلية كان آخرهما مطلع الشهر الجاري بنحو 200 صاروخ باليستي.
وأوضحت أنه من المحتمل أن تُستخدم قاذفات "بي 2 سبيرت" الشبحية الاستراتيجية، في أي هجوم أمريكي يستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وخصوصا المحصنة مثل منشأتي "فوردو" و"نطنز"، معللة ذلك بأنها الطائرة الوحيدة التي يمكنها حمل وإسقاط القنبلة "جي بي يو 57" المضادة للتحصينات.
أسباب استخدام القاذفة
على الرغم من انتشار القواعد العسكرية الأمريكية في عدد من دول الشرق الأوسط، فإن البنتاجون لجأ إلى استخدام القاذفة الاستراتيجية بعيدة المدى لأسباب أخرى إلى جانب استعراض القوة.
ومن بين هذه الأسباب، رفض دول المنطقة استخدام مجالها الجوي لتنفيذ هجمات ضد دول أخرى، وكذلك رفض قطر استخدام قاعدة "العديّد" الجوية التي تستضيف قوات أمريكية لضرب أي دولة.
وقال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الأربعاء، إن بلاده لن تسمح بأن تنطلق هجمات من القاعدة الجوية الأمريكية الموجودة على أراضيها ضد أي دولة بالمنطقة أو خارجها، وفقا لتلفزيون قطر الحكومي.
وتعتبر قاعدة "العديد"، إحدى أهم مراكز قيادة العمليات الجوية التابعة للقيادة الوسطى الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا إيران وأفغانستان.
ما هي قدرات "بي 2 سبيرت"؟
تُعد هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة القاذفة الاستراتيجية لقصف أهداف تابعة للجماعة اليمنية الموالية لإيران.
وتعتبر القاذفة التي استُخدمت في تنفيذ الغارات على اليمن، واحدة من بين 3 قاذفات من ذات الطراز تخدم في الجيش الأمريكي، كما تتمتع بخصائص شبحية تجعلها إلى حد كبيرة غير مرئية لأجهزة الرادار.
وقد صُممت القاذفة الأمريكية، التي يبلغ سعرها أكثر من ملياري دولار، خلال فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، لحمل أسلحة نووية، غير أنها لم تحلق مطلقا داخل المجال الجوي الروسي بعد سقوط جدار برلين، لكنها استُخدمت عام 1999 خلال حرب كوسوفو، وفق شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
فيديو قد يعجبك: