مسؤولون غربيون: مخاوف حيال محدودية نفوذ واشنطن في منع التصعيد بالشرق الأوسط
لندن – (أ ش أ)
رصدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" مخاوف العديد من المسؤولين الغربيين حيال محدودية نفوذ واشنطن في الحيلولة دون تصعيد الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران.
واستهلت الصحيفة مقالًا لها في هذا الشأن برصد محاولات الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين للحد من رد إسرائيل على هجوم الصواريخ الباليستية الإيرانية على أمل منع اتساع الصراع الإقليمي من الخروج عن نطاق السيطرة.
وأوضحت واشنطن أنها تدعم حق إسرائيل في الرد عسكريًا على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران ضدها أمس الأول، وأعلنت أنها تجري مكالمات متكررة مع المسؤولين الإسرائيليين وهم يخططون لخطوتهم التالية.
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأربعاء مع زعماء مجموعة الدول السبع الآخرين لتنسيق العقوبات على طهران بسبب الهجوم وتقديم المشورة لإسرائيل بشأن ردها.
وقال بايدن للصحفيين بعد المكالمة: "سنناقش مع الإسرائيليين ما سيفعلونه، نتفق جميعا على أن لهم الحق في الرد، لكن يجب أن يردوا بشكل متناسب".
مع ذلك، اعترف عدد من المسؤولين الأمريكيين، في تصريحات خاصة للصحيفة، بأن نفوذهم على إسرائيل قد يكون محدودًا بينما أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تدرس بالفعل عدة خيارات للرد على إيران، بما في ذلك شن هجمات على منصات إطلاق الصواريخ أو البنية التحتية للنفط، في حين دعا بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى توجيه ضربات ضد منشآتها النووية، رغم أن شخصًا مطلعًا على الأمر قال للفاينانشيال تايمز إن هذا الأمر غير مطروح وأكد بايدن أنه سيعارض مثل هذا الهجوم.
وأضاف أشخاص مطلعون على الأمر تحدثوا للصحيفة بشرط عدم ذكر اسمائهم أن الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين يحثون إسرائيل بدلاً من ذلك على التركيز على الأهداف العسكرية.
وقال كيرت كامبل، نائب وزير الخارجية الأمريكي أمس الأربعاء إن واشنطن أدركت أن "ردًا من نوع ما سيكون مهمًا" ويجب أن تكون هناك "رسالة رد" إلى إيران.
لكنه أضاف - في حدث افتراضي في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، وهي مؤسسة فكرية: "أن المنطقة أصبحت حقًا على حافة الهاوية وهناك مخاوف حقيقية بشأن تصعيد أوسع نطاقًا أو استمراره، ما قد يعرض للخطر ليس فقط إسرائيل، بل ومصالحنا الاستراتيجية أيضًا".
ومع ذلك، يعترف المسؤولون الغربيون بأن إسرائيل أصبحت أكثر ثقة في نفسها وجرأة بعد نجاحها الأخير في اغتيال الكثير من قادة حزب الله المدعوم من إيران، بمن فيهم زعيمه حسن نصر الله، وقالوا إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد تكون مستعدة لتحمل خسائر عسكرية وسياسية أكبر إذا كان ذلك يعني تحقيق نصر استراتيجي على إيران.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميلر: "إسرائيل دولة ذات سيادة وتتخذ قراراتها بنفسها ونحن نتحدث معهم على عدد من المستويات المختلفة حول ما نعتقد أنه في مصلحتهم، وما نعتقد أنه في مصلحة المنطقة وسنستمر في القيام بذلك، ولكن الأمر متروك لهم في النهاية".
وأكدت "فاينانشيال تايمز" أن الضربات التي شنتها إيران أمس الأول؛ ردًا على اغتيال نصر الله الأسبوع الماضي، أكبر بكثير من الهجوم الإيراني السابق في أبريل الماضي، حيث تضمنت ضعف عدد الصواريخ الباليستية على الرغم من أن القليل منها فقط نجح في اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وحذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، من أن إيران ستواجه "عواقب وخيمة" بسبب الضربات التي وصفها بأنها "مهزومة وغير فعالة"، مضيفًا أن الولايات المتحدة "ستعمل مع إسرائيل لإثبات ذلك".
لكن المحللين قالوا- حسبما نقلت الصحيفة البريطانية- إن الضوء الأخضر للمضي قدمًا في الرد لا يعني شيكًا مفتوحًا، والهدف بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها هو ألا يؤدي رد إسرائيل بدوره إلى مزيد من التصعيد من جانب إيران.
وأضاف دانا سترول، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لشئون الشرق الأوسط في إدارة بايدن ويعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "تواصل الإدارة الأمريكية التمسك بالخط الذي يريدون من خلاله رؤية خفض التصعيد ومنع نشوب الحرب الإقليمية الشاملة التي يمكن أن تؤدي إلى أضرار جانبية هائلة وخسائر في صفوف المدنيين في أنحاء أكبر بكثير من المنطقة مما رأيناه حتى الآن".
واعتبر جوناثان بانيكوف، وهو مسؤول استخباراتي كبير سابق، إنه في حين يجادل البعض في إسرائيل لصالح استهداف حقول النفط الإيرانية، يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن القرار الإسرائيلي باستهداف حقول النفط قد يؤدي إلى رد إيراني باستهداف حقول النفط التابعة للشركات الأمريكية وحلفائها في الخليج".
وقد يؤثر مثل هذا الهجوم أيضاً على أسعار البنزين قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية الشهر المقبل.
وأضاف بانيكوف أن الاستهداف المباشر للمواقع النووية الإيرانية سوف يُنظَر إليه في طهران باعتباره تهديدًا كبيرًا يتطلب الرد، ومن المرجح أن تنظر طهران إلى أي ضربة ضد برنامجها النووي باعتباره هجومًا أساسيًا ومباشرًا على استقرار النظام نفسه، وهو ما قد يثير ردًا يدفع جميع الأطراف إلى تصعيد الموقف.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: