الانتخابات الأمريكية.. كيف تتوزع أصوات الناخبين بين ترامب وهاريس بالولايات؟
كتبت- أسماء البتاكوشي
من المزمع انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر الجاري، وهو الحدث الأبرز عالميًا نظرًا لتأثير واشنطن الواسع في السياسات الدولية والاقتصاد العالمي. يتسم نظام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة بتعقيد خاص، إذ يعتمد على "المجمع الانتخابي"، مما يؤثر بشكل كبير على طريقة التصويت وتوزيع الأصوات.
يبلغ عدد أصوات المجمع الانتخابي 538 صوتًا، وتحتاج أي حملة للفوز بالانتخابات الرئاسية إلى الحصول على 270 صوتًا على الأقل. يعتمد عدد أصوات كل ولاية على عدد سكانها، مما يمنح بعض الولايات ثقلًا أكبر في تحديد الفائز. يُعطى لكل ولاية عدد محدد من الأصوات الانتخابية يعادل عدد مقاعدها في مجلسي الشيوخ والنواب، مما يؤثر بشكل كبير على توزيع الأصوات في الانتخابات.
تعتبر الولايات ذات الكثافة السكانية الأكبر، مثل كاليفورنيا التي تمتلك 55 صوتًا، وتكساس بـ 38 صوتًا، وفلوريدا بـ29 صوتًا، حاسمة في نتائج الانتخابات. بينما الولايات ذات الكثافة السكانية المنخفضة، مثل وايومينغ وألاسكا ونورث داكوتا، بالإضافة إلى العاصمة واشنطن، تمتلك الحد الأدنى من الأصوات الانتخابية، وهو 3 أصوات فقط. هذا التفاوت في عدد الأصوات يؤثر بشكل كبير على ديناميكيات الانتخابات الرئاسية.
يميل سكان الولايات المتحدة إلى تفضيل حزب معين بناءً على عوامل عدة، ويمكن تقسيم الولايات إلى ثلاثة أنواع حسب الاتجاه الحزبي:
ولايات زرقاء (ديمقراطية): تدعم غالبًا المرشحين الديمقراطيين.
ولايات حمراء (جمهورية): تفضل عادةً المرشحين الجمهوريين.
ولايات متأرجحة: تتغير فيها النتائج بين دورة انتخابية وأخرى، مما يجعلها ساحات معارك انتخابية مهمة.
الولايات الزرقاء
تتميز الولايات "الزرقاء" بدعمها الثابت للحزب الديمقراطي في الدورات الانتخابية الأخيرة، حيث تلتزم بالقيم والسياسات التقدمية. تدافع هذه الولايات غالبًا عن قضايا مثل حماية البيئة، العدالة الاجتماعية، إصلاح الرعاية الصحية، وحماية التوجهات الاجتماعية غير التقليدية، مما يعكس انفتاحها على التغيير والتطوير.
يعكس التوافق المستمر مع الحزب الديمقراطي موقفًا أيديولوجيًا أوسع يعطي الأولوية للمبادئ الليبرالية، ويسعى لمعالجة القضايا المجتمعية عبر مبادرات السياسة التقدمية. ومن أبرز الولايات الزرقاء كاليفورنيا، نيويورك، ماساتشوستس، فيرمونت، وواشنطن، والتي تتميز بكثافتها السكانية، اقتصاداتها المتنوعة، ونفوذها السياسي الكبير على المستوى الوطني، مما جعلها معاقل رئيسية للحزب الديمقراطي.
الولايات الحمراء
تتميز الولايات "الحمراء" بالشعبية الواسعة والنجاح المستمر للحزب الجمهوري في الانتخابات، وغالبًا ما تقع في مناطق الجنوب والغرب الأوسط والسهول الكبرى. تتبنى هذه الولايات توجهًا سياسيًا محافظًا، وتؤكد على مبادئ مثل الحكومة الأصغر، الحرية الفردية، والضرائب المنخفضة في سياساتها، مما يجعلها تمثل قاعدة أساسية للسياسات الجمهورية في الولايات المتحدة.
وغالبًا ما يتشكل المشهد السياسي في الولايات "الحمراء" من قبل عدد كبير من سكان الريف، مما يؤثر على مواقفهم وأولوياتهم. تميل هذه الولايات إلى تقديم الدعم للسياسات المحافظة اجتماعيًا، بما في ذلك معارضة الإجهاض وزواج المثليين. ومن أبرز الولايات الراسخة بقوة في المعسكر الجمهوري ألاباما، ألاسكا، فلوريدا، وأوهايو، حيث تُعبر عن التوجهات التقليدية والمبادئ التي يتبناها الحزب الجمهوري.
الولايات الأرجوانية
في كل انتخابات رئاسية أمريكية، تتوجه الأنظار إلى عدد محدود من الولايات التي تقف على خط فاصل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والمعروفة بالولايات "المتأرجحة" أو "الأرجوانية". تتميز هذه الولايات بعدم إمكانية توقع نتائج التصويت فيها بسهولة، مما يمنحها القوة لتغيير مجرى السباق الانتخابي في اللحظات الحاسمة، حيث يمكن أن تؤثر أصواتها في تحديد الفائز النهائي بالانتخابات.
تعتبر الولايات الأرجوانية ساحة المعركة المحورية للمرشحين الرئاسيين، حيث يقضون وقتًا كبيرًا في الحملات الانتخابية وينفقون مئات الملايين من الدولارات على الإعلانات التلفزيونية والإذاعية. تتغير خريطة الولايات المتأرجحة في كل دورة انتخابية استجابةً للمرشحين وسياساتهم. من المتوقع أن تكون هناك 6 ولايات متأرجحة في انتخابات 2024، وهي أريزونا وميشيغان وجورجيا وبنسلفانيا ونيفادا وويسكونسن.
وفاز الديمقراطي جو بايدن بجميع الولايات الست المتأرجحة في انتخابات 2020، بينما حقق الجمهوري دونالد ترامب فوزًا في أريزونا وويسكونسن وجورجيا وبنسلفانيا خلال انتخابات 2016.
فيديو قد يعجبك: