"اللحم على عظام مبادرة السلام 2002".. فريدمان: من رحم العنف تنبثق مبادرة السلام
كتب- محمد صفوت:
نشر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، مقالاً في صحيفة "نيويورك تايمز" يتناول خلاله فرص السلام للصراع الدائر في غزة بين حماس وإسرائيل، واختار الكاتب عنوانًا للمقال "مبادرة السلام تنبثق من رحم العنف المميت".
يرى الكاتب في مستهل مقاله، أن من السخرية أن الحرب التي شنتها حماس التي كرست نفسها للقضاء على الدولة اليهودية والانتقام من قادة حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة التي ألزمت نفسها هي الأخرى بمنع إقامة دولة فلسطينية، أدت عن غير قصد إلى واحدة من أكثر الجهود الدبلوماسية على الإطلاق.
يقول الكاتب إن الحرب التي اندلعت بين طرفين يسعى كل منهما للقضاء على الآخر، أطلقت أكبر حملة دبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية، لخلق طريق جديد لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة اليهودية.
يستشهد توماس فريدمان، في مقاله، بالتقرير الذي نشرته "واشنطن بوست" الأسبوع الماضي، الذي كشف عن خطة أمريكية عربية لإقامة دولة فلسطينية وإحلال السلام بالمنطقة.
وينقل الكاتب، عن دبلوماسي أمريكي قوله، إن الخطة لا تزال في مرحلة "الاقتراحات" لكن الاستراتيجية تهدف لأن تكون هناك جاهزية في حال التوصل لوقف إطلاق النار مع وجود خطة لإنهاء الحرب والبدء في تنفيذ الخطة الأمريكية العربية.
ويرى الكاتب أن المثير للاهتمام في المناقشات التي تجريها واشنطن والدول العربية، هي رغبة العرب في البناء على مبادرة السلام العربية 2002، التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز.
يقول الكاتب، إن الفكرة هي وضع "اللحم على عظام" تلك المبادرة، التي دعت في معظمها إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي التي احتلتها في 1967 مقابل علاقات طبيعية بين إسرائيل وكل الدولة العربية.
ويعتقد توماس فريدمان، أن الفكرة تتلخص في جعلها أكثر جاذبية في نظر الشعب الإسرائيلي الذي أصيب بصدمة نفسية بسبب هجمات حماس في السابع من أكتوبر، وليس في مزاج يسمح له بالتفكير في إقامة دولة فلسطينية مجاورة.
وينقل عن دبلوماسي أوروبي قوله، إن الدول العربية المعتدلة ملتزمة بوضع حزمة تطبيع كاملة وضمها إلى اقتراحتها تصوغها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لضمان أمن إقليمي متكامل سياسي اقتصادي، لكن كل هذا مرهون بقبول إسرائيل لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية.
ويرجح الكاتب،أن حماس ونتنياهو لن يكونا ضمن هذه الخطة، ويعتقد أن يستخدم نتنياهو معارضة مثل هذه الخطة كشعار لحملته الانتخابية من أجل الاحتفاظ بمنصبه في الانتخابات المقبلة، وسيتنافس رئيس الوزراء الإسرائيلي ضد الرئيس بايدن للبقاء في السلطة.
ويؤكد الكاتب الأمريكي أنه بعد مناقشات عقدها مع فريق بايدن، يعتقد أن الرئيس الأمريكي بحاجة إلى الاستجابة إلى النداءات التي أطلقها العرب الأمريكيون بعد سقوط آلاف الضحايا في غزة بسبب الأسلحة الأمريكية، بالإضافة إلى الضغط الذي تعاني منه الدول العربية بسبب شعوبها.
فيديو قد يعجبك: