العدو رقم 1.. من هو محمد الضيف الذي تطارده إسرائيل في مواصي خانيونس؟
وكالات
زعمت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، أن قائد كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس في غزة محمد الضيف، أصيب في المجزرة التي نفذتها طائرات الاحتلال على مخيمات النازحين في منطقة مواصي خانيونس.
وادعت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن "الضيف كان مختبئا في مكان فوق الأرض ضمن المنطقة الإنسانية غربي خان يونس".
ويُعد محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام العقل المدبر للهجوم المباغت الذي شنته حماس على إسرائيل السبت. وتسبب الهجوم في اندلاع حرب جديدة بين الحركة والاحتلال. كما أنه ألقى الضوء من جديد على الدور المحوري لهذا القيادي العسكري في حماس الذي أفلت من أيادي إسرائيل منذ أكثر من 30 عاما.
يعتبر محمد الضيف، "العدو رقم 1" بالنسبة لإسرائيل، فهذا الغزاوي البالغ 60 عامًا، هو من يتزعم كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلح للحركة الإسلامية. وبالتالي، من المؤكد أن تصفيته ستكون إحدى الأهداف الكبرى في الحرب الجارية بين الحركة والاحتلال.
بالنسبة إلى الفلسطينيين، يتمتع الضيف "بتقدير واسع خصوصًا بعد نجاح هجوم حماس الأخير الذي ترك من خلاله بصمته وسيبقى خالدًا في الذاكرة الجماعية الفلسطينية"، على حد قول عمري برينر المحلل الإسرائيلي المتخصص في الجغرافيا السياسية بالشرق الأوسط بمعهد فيرونا لدراسات الأمن، لوكالة الأنباء الفرنسية.
يشكل محمد الضيف، الذي تصنفه واشنطن منذ 2015 بـ "الإرهابي الدولي"، تهديدًا مباشرًا ومستمرًا للأمن الداخلي للاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 30 عامًا. و"فيما تكون حياة أي مسؤول فصيل عسكري قصيرة جدًا في غالب الأحيان، فإن بقاء محمد الضيف على قيد الحياة مثير للاهتمام ويمثل في حد ذاته تحديًا لدولة الاحتلال"، وفق جاكوب إريكسن المتخصص في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بجامعة نيويورك، في حديثه لوكالة الأنباء الفرنسية.
يعد قائد كتائب عز الدين القسام من بين "آخر الوجوه البارزة للمقاومة الفلسطينية على قيد الحياة، بعد نجاته من محاولات اغتيال كثيرة" وفق عمري برينر. وأفلت الضيف في مرات عدة من عملاء المخابرات الإسرائيلية الذين أطلقوا عليه اسم المقاتل ذي "تسعة أرواح". ولكنه أصيب بأضرار بدنية كبيرة في محاولة اغتيال سنة 2006 فقد على إثرها البصر وبترت له ساق وذراع.
بقاء محمد الضيف على قيد الحياة يعود بالأساس إلى نجاحه في التخفي قدر الإمكان إلى درجة أن آخر صورة رسمية له تعود إلى أكثر من عشرين عامًا. لا نعلم أيضًا هويته الحقيقية بالرغم من أن وسائل إعلام تقول إن اسمه الحقيقي هو محمد المصري. اختيرت كنية "ضيف" لوصفه لأنه لا يبقى في مكان واحد لأكثر من ليلة واحدة ويبيت كل مرة في بيت جديد للإفلات من الملاحقة الإسرائيلية" وفق جاكوب إريكسن.
من بين المعلومات النادرة التي تمتلكها إسرائيل عنه هو أنه ولد في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة في ستينيات القرن الماضي، كما أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية التي تواصلت مع مسؤولين في "شين بث" جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل. ودرس محمد الضيف في الجامعة الإسلامية بغزة وفق "نيويورك تايمز".
التحق الضيف، الذي أصبح فيما بعد العقل المدبر لعمليات حماس العسكرية، بالحركة في ثمانينيات القرن الماضي بمساعدة يحيى عياش المكنى بـ"المهندس" والذي يعد من بين أبرز قادة حماس. ويؤكد جاكوب إريكسن أن الضيف "كان من أشد المقربين منه".
مقتل يحيى عياش على أيدي المخابرات الإسرائيلية في 1996 هو ما جعل محمد الضيف يصبح شيئا فشيئا قياديًا محوريًا في كتائب عز الدين القسام، وفق إريكسن الذي يضيف: "كان مهندسا للعمليات الانتحارية داخل إسرائيل خلال التسعينيات".
دفع هذا النفوذ المتعاظم داخل الحركة الإسلامية قادتها إلى تعيينه على رأس ذراعها العسكري في 2002. وكان أول شيء قام به القائد الجديد لكتائب القسام هو استخلاص الدروس من الانتفاضة الثانية في بداية الألفية الثالثة. هنا، يقول عمري برينر "شاهد كيف عزز الإسرائيليون مراقبة الحدود مع غزة والتي جعلته يتبنى استراتيجية الهجوم من أعلى ومن تحت".
وكان الضيف مهندس بناء الأنفاق التي سمحت لمقاتلي حماس بإطلاق اختراقات في الداخل الإسرائيلي انطلاقًا من غزة. وكان أيضًا ممن عززوا استراتيجية إطلاق عدد أكبر من الصواريخ.
هذه العمليات تهدف أيضًا إلى جعل "أي حل سياسي صرف للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي مستحيلاً، حسب تحليل عمري برينر، ومحمد الضيف كان دائمًا من أشد المتحمسين للجوء إلى القوة في مواجهة إسرائيل". وليس من قبيل الصدف أنه كان وراء حملة العمليات الانتحارية في أواسط التسعينيات بعد وقت قصير من توقيع اتفاقيات أوسلو في سنة 1993.
فيديو قد يعجبك: