جهاز الخدمة السرية الأمريكي يواجه تساؤلات في محاولة اغتيال ترامب

كتبت- سلمى سمير:

عقب محاولة استهداف المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب أثناء خطابه الانتخابي في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وسط حشود من الجماهير، يواجه جهاز الخدمة السري الأمريكي عدة تساؤلات في مسألة تأمين الحدث وعن كيفية تمكن المهاجم من حمل سلاحه والدخول إلى موقع تواجد ترامب دون أن يلحظه أحد من أفراد الأمن.

خلال ردود الفعل الأولية على الحدث، علق وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كيفين روجيك، بالتساؤل عن كيفية تمكن منفذ الهجوم من حمل بندقية "إيه أر-15" والدخول إلى مكان تواجد المرشح الرئاسي والتمركز فوق سطح بناء قريب دون ملاحظة أفراد الأمن الأمريكي ودون أن يقتل قبل الهجوم.

كيف تمكن مطلق النار من الدخول؟

يعد سؤال آلية تمكن منفذ الهجوم توماس ماثيو كروكس من الدخول إلى المجمع الانتخابي، هو أحد الأسئلة التي تنوي لجنة تحقيق مجلس النواب الأمريكي طرحها على مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي شيتل، خلال جلسة استجوابها في الـ22 من يوليو القادم، بحسب ما ذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية.

فلا يزال تمكن الشاب العشريني من التموضع على سطح مصنع يبعد حوالي 140 مترًا فقط من منصة ترامب، يثير حيرة المحققين، خاصة وأن الفيديوهات ترصد تمكن قناص الخدمة السرية من رصد المهاجم بسهولة وتصفيته في نفس لحظة إطلاق النار.

وبحسبما نقلت شبكة "إن بي سي" الأمريكية، عن المصادر التي لم تكشف عن هويتها، فإن موقع إطلاق النار ومهاجمة ترامب كان "نقطة ضعف" واضحة للغاية بالنسبة لعناصر الخدمة السرية، الذين كان يتحتم عليهم الصعود إلى أسطح المباني المحيطة أو منع الأشخاص من الصعود إلى تلك المباني.

وأضافت المصادر، أنه كان يتعين على عناصر الخدمة السرية إغلاق خط الرؤية من سطح المبنى إلى منطقة منصة ترامب، من أجل التأكد من تأمين جميع الزوايا المحيط به، وهو ما أكده أيضًا نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق أندرو ماكابي، حين قال إن تأمين أسطح المباني في المواقع الخارجية أحد العناصر الأساسية في عمل موظفي الخدمة السرية.

وكان جهاز الخدمة السرية، قد أكد، على أنه سيتم التحقيق بشكل شامل ومستقل، في كيفية تمكن كروكس من الاقتراب كل تلك المسافة بسلاحه من موقع ترامب.

هل تم إرسال تحذيرات مسبقة بشأن منفذ الهجوم؟

تظهر صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها من مكان الحادث، منفذ الهجوم وقد غطى جسده بغطاء رمادي للتمويه إضافة للاستلقاء على سطح المبنى دون حراك لعدم إثارة الانتباه، لكن إفادات شهود عيان، تعكس أمرًا آخر، حيث قال متواجدون في مكان الحادث لـ "بي بي سي" إنهم رأوا توماس بشكل واضح وهو يزحف ببندقيته على السطح قبل وقوع الهجوم على ترامب.

كما أكد شهود العيان وكانوا عدة أشخاص وليس شاهدًا واحدًا، أنهم أبلغوا عناصر الشرطة في المكان بوجود مسلح على قمة المبنى المواجه لترامب، لكن في المقابل استمر الشخص على سطح المبنى ونفذ هجومه دون تحرك الشرطة نحوه رغم الإبلاغ.

على جانب آخر أفاد قائد شرطة المقاطعة، أنه تلقى معلومات من ضابط شرطة محلي قال إنه رصد كروكس في موقع الحادث قبل الهجوم، لكنه لم يتمكن من إيقافه في الوقت المناسب، مشيرًا في الوقت ذاته أنه ما زال من غير الواضح ما إذا كانت هذه المعلومات قد وصلت إلى عملاء الخدمة السرية المحيطين بترامب أم لا.

وبحسب إفادات مسؤول كبير في إنفاذ القانون لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن المكلفين بتأمين ترامب أكدوا أنهم رصدوا كروكس قبل الهجوم ونقلوها إلى عناصر الخدمة السرية، لكنهم لم يعرفوا نواياه، مضيفين أن كان يتصرف بريبة بعد رصده بواسطة أجهزة القياس المغناطيسية الخاصة بالحدث.