إسرائيل تلمح بالانسحاب من القطاع.. هل اقتربت غزة من وقف إطلاق النار؟
كتب- محمد صفوت:
يسود التفاؤل بين المسؤولين المطلعين على سير مفاوضات الهدنة في قطاع غزة الذي دمرته الحرب الدائرة هناك منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ويبدو أن وقف إطلاق النار في غزة أصبح أقرب من أي وقت مضى، بعد أشهر من القتال العنيف تخللته هدنة واحدة لمدة 7 أيام في نوفمبر الماضي.
حالة التفاؤل التي كشف عنها المسؤولين لوسائل الإعلام جاءت بعد تصريحات إيجابية من رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يزور واشنطن حاليًا لإلقاء كلمة في الكونجرس، ولقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتعهد بايدن بمواصلة العمل على إنهاء الحرب في غزة خلال الأشهر الأخيرة من ولايته، بعد إعلان انسحابه من السباق الرئاسي، أملاً في تعزيز إرثه في الأيام الأخيرة له بالبيت الأبيض.
وقال الرئيس الأمريكي، إنه سيواصل العمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أنه بصدد الوصول إلى الاتفاق.
وكان رئيس وزراء الاحتلال أبلغ عائلات الأسرى خلال زيارته لواشنطن، أن التوصل لاتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة، أصبح قريبًا، موضحًا أن الظروف من أجل التوصل لاتفاق تتحسن، واعتر تحسن الظروف "مؤشر جيد".
ومن المقرر أن يناقش نتنياهو بايدن، اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي أعلنه بايدنه في مايو الماضي، ورحبت به فصائل فلسطينية بينها حماس.
وقبل سفر نتنياهو إلى واشنطن، اتخذ قرارًا بارسال وفد إسرائيلي إلى قطر لاستئناف المفاوضات الهادفة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
ومع تراجع نقاط الخلاف في المفاوضات بين حماس وإسرائيل، وبينها انسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وفق مقترح بايدن، تلمح صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى احتمالية انسحاب جيش الاحتلال من غزة مؤقتًا، تمهيدًا للمرحلة الأولى من الاتفاق.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية، عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى، قولها، إن الجيش الإسرائيلي ربما ينسحب، وتوضح المصادر، أنه في حال الانسحاب الكامل من غزة لمدة 42 يومًا (المرحلة الأولى من الاتفاق) لن تكن هناك خسائر أمنية كبيرة للدولة العبرية.
ومع إعلان إرسال وفد إسرائيلي إلى قطر الخميس، من المقرر أن يصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة اليوم الأربعاء، لمناقشة بعض بنود الاتفاق ووضع اللمسات الأخيرة.
تزامنًا مع التحركات الجديدة المتمثلة في الانسحاب الكامل من غزة في أولى مراحل الاتفاق، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أن عمل الجيش في ميدان المعركة يتم تحويله إلى تحركات سياسية، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يمنح كل الأدوات لنتنياهو الموجود في واشنطن للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى.
في ذات السياق، أكدت هيئة البث الإسرائيلي، أن جالانت أجرى تقييمًا للوضع مع كبار المسؤولين بجيش الاحتلال وناقشوا احتمالية الانسحاب الكامل من غزة خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.
الجهود التوصل للاتفاق اكتسبت زخمًا في الأيام والساعات القليلة الماضية، وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة جهودًا للوساطة بين حماس وإسرائيل لوقف الحرب في غزة.
وفي إطار جولة المباحثات المرتقبة في الدوحة، ألمح مصدر مطلع على سير المفاوضات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الوفد الإسرائيلي المقرر أن يزور الدوحة الخميس المقبل، ربما يؤجل زيارته لمدة يوم واحد، انتظارًا للقاء بايدن ونتنياهو، الذي تأجل بعد إصابة الأول بكورونا.
وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" اليوم، أن إسرائيل أبلغت مصر قبل وصول وفد الأولى إلى القاهرة اليوم، لمناقشة عددًا من نقاط الاتفاق، أنها توافق على الانسحاب من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح ومحور فيلادلفيا.
ورغم اكتساب المفاوضات للزخم في الساعات القليلة الماضية، يرى سامي أبو زهري أن موقف نتنياهو لم يتغير وأنه يماطل، وأن إرسال وفد إسرائيل للدوحة يأتي لتهدئة غضب عائلات الأسرى.
فيديو قد يعجبك: