بعد سيطرة الجيش عليها.. الأهمية الاستراتيجية لمدينة ود مدني في الحرب السودانية
القاهرة - مصراوي
بعد مرور نحو عامين على اندلاع الحرب في السودان بين قوات الجيش وميليشيا الدعم السريع، والتي أدت إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين وحدوث كارثة إنسانية في البلاد، سادت الاحتفالات والتظاهرات في مدن سودانية عقب تقدم الجيش في مناطق عدة وتحرير مدينة ود مدني.
وتمكن الجيش السوداني من دخول مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، اليوم السبت، لأول مرة منذ سيطرة ميليشيا الدعم السريع على المدينة في ديسمبر 2023.
القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى تتقدم بثبات في محور مدينة مدني ولاية الجزيرة وتكبد مليشيا آل دقلو المتمردة الإرها_بية خسائر كبيرة - محور مدينة مدني - ١١ يناير ٢٠٢٥م. #فيديو
— القوات المسلحة السودانية (@SudaneseAF) January 11, 2025
The Sudanese Armed Forces and other regular forces advance on the axis of Madani, the capital of… pic.twitter.com/jvcmmvevJp
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة السودانية وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر، في بيان اليوم السبت، "تمكنت القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى من تحرير مدينة ود مدني".
وجاء تصريح الإعيسر بعدما أعلن الجيش السوداني أنه يتقدم بثبات في محور مدينة ود مدني لاستعادتها من الدعم السريع.
وعمت احتفالات وتظاهرات مدن سودانية عدة ابتهاجًا باستعادة الجيش السيطرة على عاصمة ولاية الجزيرة، وعلت التكبيرات المساجد سرورًا.
وتتمتع مدينة ود مدني بأهمية استراتيجية واقتصادية، إذ تقع المدينة في وسط السودان وتمثل حلقة وصل بين جميع ولايات البلاد، فهي تعتبر المركز الرئيسي لربط ولايات النيل الأبيض وكردفان ودارفور غربًا، وسنار والنيل الأزرق جنوبًا، والقضارف وكسلا وبورتسودان شرقًا، ونهر النيل والشمالية والخرطوم شمالًا.
وتتمثل الأهمية الاستراتيجية، في تمركز مقر قيادة الفرقة الأولى التابعة للجيش السوداني في مدينة ود مدني، والتي تقع أسفل جسر "حنتوب" الذي شهد مواجهات عسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع.
مدني حرة
— د. تاج السر عثمان (@tajalsserosman) January 11, 2025
الجيش السوداني يبسط سيطرته الكاملة على مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة ، وما بعد مدني ليس كما قبلها لأهميتها الاستراتيجية والعسكرية في تحرير كافة أنحاد البلاد من مرتزقة الإمارات pic.twitter.com/o3FfaJGBxI
ومن الناحية الاقتصادية، تضم المدينة ثاني أكبر مستودعات للوقود بعد العاصمة الخرطوم، وتعمل على تغذية وسط وغرب السودان، بعد خروج مستودعات ولاية الخرطوم عن الخدمة نتيجة الحرب المشتعلة هناك.
وتضم ود مدني مشروع "الجزيرة الزراعي" الذي يمثل رافدًا اقتصاديًّا للبلاد، فضلًا عن وجود منطقة "المناقل الصناعية" وهي امتداد لمشروع الجزيرة، هذا بجانب الكثير من المصانع والعديد من الجسور الرابطة بين مناطق السودان المختلفة.
وقبل أيام، كان الجيش السوداني قد بدأ عملية عسكرية كبيرة لاسترداد المدينة، وشملت العملية التحرك في 3 محاور، محور شرقي من مدينة الفاو بولاية القضارف، ومحور جنوبي من ولاية سنار، ومحور غربي من مدينة المناقل.
وعقب هذه التحركات، تمكن الجيش السوداني من استرداد عدة مدن وبلدات، وتضييق الحصار على ميليشيا الدعم السريع خلال الأيام الماضية، قبل أن يتمكن الجيش من دخول مدينة ود مدني بعبور قواته المحور الشرقي لجسر حنتوب والوصول إلى عمق المدينة.
ويُشار إلى أن الاشتباكات بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع تجددت بولاية الجزيرة في 20 أكتوبر الماضي على خلفية انشقاق القيادي بميليشيا الدعم أبو عاقلة كيكل -وهو من أبناء الولاية- وإعلان انضمامه إلى الجيش.
🔵 مشاهد من الارض تتعالى أصوات المآذن بالتكبيرات فرحاً بتحرير مدينة ود مدني ..الله أكبر ولله الحمد #الطريق_إلي_مدنى pic.twitter.com/UHSlg4iFqh
— 𝕐𝕒𝕤𝕚𝕣 𝕄𝕠𝕤𝕥𝕒𝕗𝕒 (@YASIR_MOS91) January 11, 2025
وفي السياق ذاته، اندلعت الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش وميليشيا الدعم السريع بمدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم، أمس الجمعة، مع تقدم للجيش في المنطقة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تقدم الجيش في بحري، واستطاع استعادة معظم أحياء المدينة الشمالية، بينها الحلفايا وشمبات والكدرو من سيطرة الدعم السريع.
ووسط العاصمة الخرطوم، نجح الجيش السوداني في التقدم حتى وصل إلى منطقة المقرن، حيث لا تزال المعارك متواصلة بغرض السيطرة على المنطقة التي تضم القصر الرئاسي.
وفي أبريل 2023 اندلعت الحرب السودانية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وأسفرت الحرب عن مقتل الآلاف ونزوح نحو 14 مليون سوداني في الداخل وإلى دول الجوار.
فيديو قد يعجبك: