لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اتفاق غزة.. مكاسب المقاومة الفلسطينية تضع إسرائيل في مأزق دولي ومحلي

06:23 م الأربعاء 15 يناير 2025

اتفاق وقف إطلاق النار

كتبت- سلمى سمير:

يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره منذ اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على وشك التوقيع لتضع الحرب أوزارها بعد أن استمرت لأكثر من عام شهد مفاوضات مستمرة باءت بالفشل إلا اتفاق واحد في نوفمبر 2024، ليبدأ التساؤل عن مكاسب وخسائر طرفا الحرب بعد معادلة لم تكن متساوية على كافة الأصعدة.

رغم الدمار الواسع الذي لحق بقطاع غزة، بدءًا من تدمير أكثر من 50% من البنى التحتية في القطاع أو أعداد شهداء تجاوزوا عتبة الـ40 ألف بكثير و100 ألف في صفوف المصابين، إلا أن المقاومة الفلسطينية استطاعت هي الأخرى تحقيق مكاسب على عدة أصعدة سواء محليًا أو دوليًا.

صورة 1_1

مكاسب المقاومة على المستوى المحلي

في هذا الشأن يقول الدكتور علي الأعور، المحلل المختص في الشأن الإسرائيلي، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، إن المقاومة الفلسطينية دائمًا ما حققت مكاسب في كل جولة من جولاتها، مؤكدًا أنه لا يمكن حصر هذه القضية في معادلة حسابية بين الربح والخسارة.

وتابع الأعور، أن كل مواجهة تثبت وجود الشعب الفلسطيني وصموده، بعد الـ7 من أكتوبر، والدليل أن من يتفاوض الآن هم ممثلون عن قوى عالمية وإقليمية مثل قطر وجمهورية مصر العربية وإسرائيل، وهؤلاء يتفاوضون مع حركة حماس، التي ما زالت تؤكد خيار المقاومة.

وصرح الأعور، أن المقاومة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وجعلت العالم بأسره يهتف باسم فلسطين، وذلك بعد فترة طويلة من التجاهل للحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، والذي جاء السابع من أكتوبر ليعيد التأكيد على أن فلسطين حاضرة وستظل حاضرة حتى تحقيق حلم الدولة الفلسطينية.

صورة 2_2

وأفاد الأعور، أن من أبرز المكاسب المحلية التي حققتها المقاومة الفلسطينية، زيادة الانضمام إلى صفوفها، سواء في كتائب القسام أو سرايا القدس وغيرهما، مشيرًا إلى أن هناك إعلان مستمر عن انضمام آلاف المقاتلين الجدد إلى صفوف المقاومة، وهذا يعكس تجدد روح النضال بين أبناء الشعب الفلسطيني.

في جانب آخر، أشار الدكتور علي، إلى نشاط المقاومة في المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية، مثل مخيم جنين ومخيم الفارعة ومخيم نور شمس ومخيم بلاطة في نابلس، مؤكدًا على أن تلك المخيمات تُعدّ جزءًا من بورصة المقاومة.

من جانب يرى الدكتور، كامل البحيري، أن الـ7 من أكتوبر فرض ديناميكية جديدة على المستوى الداخلي الفلسطيني، وذلك في مسألة الانقسام الفلسطيني الذي تفاقم منذ مؤتمر مدريد واتفاقية أوسلو عام 1992، وازداد وضوحًا منذ 2006، مشيرًا إلى أن طوفان الأقصى جاء ليؤكد أن ذلك الانقسام لم يعد مقبولًا.

وأضاف البحيري، أن الاجتماعات التي عُقدت في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، والتي جاءت ضمن نتائج السابع من أكتوبر، تُعد خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية موحدة للقضية الفلسطينية، وتُنهي قطيعة استمرت قرابة 25 عامًا، مشيرًا إلى أنه حتى وإن لم تكن هذه الوحدة تنظيمية بحتة، لكنها أصبحت رؤية مشتركة تجمع كافة الأطراف.

ولفت البحيري، إلى أن الحديث عن تجاوز القطيعة وبدء الحوار حول توحيد الجهود في إطار جديد، لن يكون بديلًا لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولكنه سيعمل على إعادة بناء هيئة التحرير بصورة تعكس تنوع الفصائل وتوحيد الجهود الوطنية.

وعند الحديث عن أن عملية طوفان الأقصى تسببت في خسائر فادحة في صفوف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يقول البحيري، إنه ما شهده العالم من إبادة وتهجير خلال الحرب الأخيرة ليس جديدًا، مشيرًا إلى سياسات قتل وتهجير تمارسها إسرائيل منذ 76 عامًا، وهو ما إذا اختلف سيكون اختلاف في نطاق تلك الجرائم بحق الشعب الفلسطيني بالضفة وغزة.

صورة 3_3

على المستوى الدولي

في العام الأول من اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تقدمت جنوب إفريقيا بدعوى للمحكمة الجنائية الدولية لإدانة إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، إضافة لاعتراف عدد من الدول بفلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة، وفي هذا الشأن يقول الدكتور علي الأعور، إن المقاومة الفلسطينية تمكنت من إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام العالمي في وقت كانت فيه المبادرات الدولية مثل "صفقة القرن" تسعى إلى تهميش القضية الفلسطينية.

وأضاف عواودة، أن المقاومة الفلسطينية، استطاعت تحقيق إنجازات مهمة على الصعيد الدولي، أهمها الاعتراف المتزايد بفلسطين كدولة ذات سيادة من قبل عدة دول مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج، مشيرًا إلى أن هذه الاعترافات تعكس أثر المقاومة في توجيه أنظار العالم نحو عدالة القضية الفلسطينية، خاصة بعد تداعيات "طوفان الأقصى".

من جانبه يرى الدكتور أحمد فؤاد، الباحث في الشأن الإسرائيلي، أن المقاومة الفلسطينية أجبرت المجتمع الدولي على إعادة النظر في وظيفتي المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، اللتين كانتا في السابق أداة تستهدف أعداء الغرب مثل كوريا الشمالية والرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وحتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى، التي يجري فيها الحديث عن ملاحقة رئيس وزراء لدولة مثل إسرائيل بسبب سياساته.

صورة 4_4

وتابع فؤاد أن المقاومة تمكنت من كسر واحدة من ركائز إسرائيل الأساسية، وهي سياسة الردع، حيث كانت إسرائيل تعتمد دائمًا على سياسة الترويع عبر ارتكاب المجازر لردع السكان وإجبارهم على الهروب من أراضيهم، مشيرًا إلى أن هذه السياسة لم تجد نفعًا هذه المرة؛ إذ أظهرت المقاومة قدرتها على استهداف أراضي 1948 بالصواريخ حتى الأيام الأخيرة من الحرب، مما أفشل قدرة إسرائيل على حماية نفسها.

إضافة لذلك، قال فؤاد كامل، أن المقاومة كشفت فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" أمام العالم والتي روجت لها إسرائيل بشكل مكثف، إلا أنه ثبت عدم قدرتها على صد جميع الصواريخ والطائرات المسيرة التي تطلق من القطاع، وذلك إضافة إلى الخسائر الكبيرة بالمدرعات والقوات الإسرائيلية من جنود وضباط.

وتابع فؤاد أنه من الإنجازات أيضًا، فضح التضحية الإسرائيلية بأرواح مواطنيها، قائلًا إن إسرائيل كانت تُسوّق نفسها كدولة تعلي من قيمة الفرد، إلا أنها أظهرت استعدادها لقصف المحتجزين من الإسرائيليين بالطيران بشكل عشوائي لتحقيق أهدافها العسكرية.

وأكد دكتور فؤاد أن المقاومة الفلسطينية لم تحقق فقط انتصارات عسكرية، بل نجحت أيضًا في تغيير معادلة الردع ووضع إسرائيل في مأزق داخلي ودولي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان