كيف تغير قطاع غزة بعد هجوم 7 أكتوبر؟
كتبت- أسماء البتاكوشي:
بعد الهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023 على المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، دخل القطاع مرحلة جديدة من الصراع، لم تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل امتدت لتشمل تأثيرات عميقة على مختلف الأصعدة. فقد شهدت هذه المرحلة موجات نزوح واسعة، وارتفاعًا كبيرًا في أعداد الشهداء المدنيين، إلى جانب الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية. هذه التداعيات تترك أثرًا كبيرًا على الأجيال المقبلة، مما يبرز التحديات الإنسانية والتنموية التي سيواجهها القطاع في المستقبل.
تحمل المدنيون في قطاع غزة العبء الأكبر من الهجوم الغاشم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي، حيث أسفر عن استشهاد نحو 47 ألف شخص، إضافة إلى إصابة حوالي 110,453 آخرين. جاء ذلك في ظل تكثيف الاحتلال عملياته في القطاع، خاصة في منطقة جباليا شمالًا، التي تعد موطنًا لأحد مخيمات اللاجئين التاريخية الثمانية في قطاع غزة.
وفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية "كوبرنيكوس سنتينل 1"، الذي أجراه كوري شير من مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك، و جامون فان دين هوك من جامعة ولاية أوريغون، تشير النتائج إلى أن ما يقرب من 59% من المباني في مختلف أنحاء غزة قد تعرضت لأضرار.
وفي الشهر الأول وحده، يُعتقد أن 15% من المباني تضررت، مع تضرر أكثر من 30% من المباني في المناطق الواقعة شمال نهر وادي غزة، وبحلول نهاية العام الماضي، ارتفعت هذه النسبة إلى 42% في مختلف أنحاء القطاع و70% في المناطق الشمالية.
وخلال الأشهر الأولى من الحرب، تعرضت المناطق الشمالية المكتظة بالسكان في غزة، مثل مخيم جباليا للاجئين ومدينة غزة، لقصف مكثف، بينما أُمر المدنيون بإخلاء المناطق الواقعة جنوب النهر عبر "الممرات الإنسانية".
ويعتبر مخيم جباليا هو أكبر مخيم للاجئين في الأراضي الفلسطينية وأحد أكثر المناطق كثافة سكانية في غزة، إذ زعم جيش الاحتلال أنه عثر على أكثر من 10 كيلومترات من الأنفاق تحت المخيم ودمرها، وفي هذه العملية أصبحت جباليا غير صالحة للسكن.
وأظهرت صورًا للأقمار الصناعية، دمارًا واسعًا نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل ممنهج، ضد مبانٍ في مخيم جباليا، إذ تظهر الصور الملتقطة بين أكتوبر ونوفمبر 2024، خرابا كبيرا بمبانٍ ومنازل في المخيم، ويتضح من الصور الملتقطة أن المباني التي لم تصب عقب هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية واسعة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 وحتى يوليو الماضي، قد "دمرت بالكامل".
وعن الدمار الذي خلفه الاحتلال في المستشفيات، يأتي مستشفى الشفاء في المقدمة، وهو الأكبر في قطاع غزة. مع بداية الحرب، كان المستشفى مكتظًا بالضحايا، حيث عمل الطاقم الطبي تحت ضغط هائل في محاولة لعلاج المرضى باستخدام الإمدادات الطبية والكهرباء المحدودة.
وزعم جيش الاحتلال أن تحت المستشفى شبكة أنفاق تحت الأرض تُستخدم من قِبل حماس كمركز قيادة، وهو ما يجعله هدفًا مشروعًا بحسب ادعائه، وهو ادعاء نفاه الطاقم الطبي في غزة.
وتعرض مستشفى الشفاء في غزة لاقتحامين من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن مذبحة راح ضحيتها مدنيون وعاملون في المجال الطبي. وزعم الاحتلال أنه قتل نحو 200 مقاوم خلال هذه الاقتحامات.
وأصبح 19 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة خارج الخدمة، والبقية تعمل جزئيًا وتعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية. كما تعرضت 85% من مباني المدارس للقصف المباشر أو التدمير. ولم يبق أي جامعة سليمة.
بينما تغيرت الحياة على ساحل غزة، الذي كان يضم في السابق فنادق ومطاعم على الأسطح، لحقت به أضرار بالغة الآن.
GAZA. 1 YEAR FROM OCTOBER 7. CONSEQUENCES. pic.twitter.com/9oabeLeYq0
— Eli Afriat 🇮🇱🎗 (@EliAfriatISR) October 8, 2024
ودخل وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" حيز التنفيذ، بدايةً من الساعة الثامنة والنصف صباح اليوم الأحد.
وفي اليوم الأول من صفقة التبادل، ستُسلم "حماس" ثلاثة أسرى إسرائيليين، بينما ستُفرج إسرائيل عن 95 أسيرًا فلسطينيًا.
والأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في اليوم الأول من وقف إطلاق النار لن يكون من بينهم أي سجين بارز، وكثيرون منهم سيكونون ممن ألقي القبض عليهم في الآونة الأخيرة ولم تجري محاكمتهم أو إدانتهم.
وأعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أسماء الـ3 أسيرات الإسرائيليات، المقرر الإفراج عنهن في اليوم الأول من الصفقة، وهم رومي جونين 24 عامًا، إميلي دماري 28 عامًا، دورون شطنبر خير 31 عامًا.
اقرأ أيضًا:
هروب وشتات ودماء مُهدرة.. ماذا جرى في غزة طيلة 15 شهرًا؟
اتفاق غزة.. مكاسب المقاومة الفلسطينية تضع إسرائيل في مأزق دولي ومحلي
فيديو قد يعجبك: