إعلان

بعد استقالة "وزير الحرائق" وتهديد سموتريتش.. هل تنهار حكومة نتنياهو؟

01:55 م الإثنين 20 يناير 2025

نتنياهو

كتبت- سلمى سمير:

"لن أكمل في حكومة لن تكمل الحرب" كانت هذه جزء من تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، والتي تأتي بعد معارضة طويلة منذ بدء المفاوضات إثر اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مما يشير إلى إمكانية انهيار حكومة نتنياهو جراء استقالة وزرائه.

جاءت تهديدات سموتريتش بالاستقالة بعد انسحاب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، وحزبه "عوتسما يهوديت" من الحكومة، اعتراضًا على إبرام الصفقة التي قال الوزير اليميني المتطرف، إنها تهدد مستقبل الأمن القومي لإسرائيل والأهداف المعلنة للحرب.

صورة 1_1

هل تنهار حكومة نتنياهو؟

في هذا الشأن يقول الدكتور عادل شديد، الخبير المختص في الشأن الإسرائيلي، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي" إن استقالة بن غفير أو "وزير الحرائق" وذلك بحسب توصيف صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، في وقت سابق له، لن تسقط الحكومة لأنه سيبقى هنالك أغلبية في الكنيست الإسرائيلي داعمة لحكومة نتنياهو.

وتابع الدكتور عادل، أنه في حالة تم الانتقال للمرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، فإن وزير المالية الإسرائيلي، سيجد نفسه في وضع صعب ومضطرًا للانسحاب من حكومة نتنياهو، وهو ما سيدفع بدوره نتنياهو إما بالعودة للحرب لمنع انهيار الحكومة أوالذهاب باتجاه انتخابات مبكرة في إسرائيل، مشيرًا إلى أن ذلك الاحتمال تخشاه كل مركبات الحكومة الإسرائيلية.

وأضاف شديد، أن الاحتمال الثالث سيرتكز، على محاولة ضم بعض القوى للحكومة الإسرائيلية، مضيفًا أن الاحتمال الأقوى سيكون بأن يتم حل الكنيست والذهاب باتجاه إجراء انتخابات مبكرة.

من جانبه قال الدكتور علي الأعور، الخبير في الشأن الإسرائيلي، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، إن استقالة بن غفير وحزبه لن يؤثران على حكومة بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن حكومة نتنياهو تضم 32 وزيرًا صادقوا جميعهم على الصفقة باستثناء 8 وزراء من حزب بن غفير وسموتريتش اللذين عارضوا الصفقة.

ويمتلك نتنياهو غالبية في الكنيست تبلغ 68 مقعدًا، ومع خروج بن غفير تتراجع لتصبح 62 مقعدًا، و28 وزيرًا في الحكومة وهما ما لن يؤثر جوهريا على حكومة نتنياهو.

وتابع الأعور، أنه في المرحلة الثانية، ربما تؤدي استقالة سموتريتش في حال أقدم عليها إلى انهيار الحكومة والائتلاف الحكومي، حيث ستفقد حكومة نتنياهو الأغلبية المطلوبة في الكنيست، لتصبح 58 مقعدًا فقط، وبالتالي، سيتعين على نتنياهو إما حل الكنيست أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة.

صورة 2_2

أما الدكتور أحمد فؤاد، المحلل المختص في الشأن الإسرائيلي، فاستبعد في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، مسألة انهيار حكومة بنيامين نتنياهو، مرجعًا السبب في ذلك إلى إدراك سموتريتش، أن انسحابه من الحكومة لا يعني فقط أنه لن يعود إلى الحكومة فقط ولكنه لن يعود أيضًا إلى الكنيست ذاته، موضحًا أن سموتريتش لن يُحقق هو وحزبه الحد الأدنى والذي يسمى في إسرائيل "نسبة الحسم" للعودة إلى الكنيست.

من ناحية أخرى، يرى الدكتور فؤاد، أن سموتريتش كان من الموافقين على اتفاق التهدئة في لبنان، دون نزع سلاح حزب الله اللبناني ودون رفع الحزب الراية البيضاء، وهو ما يٌضاف إليه أيضًا ضم بنيامين نتنياهو لجدعون ساعر في منصب وزير الخارجية، وهو ما سيوفر لنتنياهو شبكة "أمان" والتي ستحول دون انهيار حكومته.

ويُضاف إلى ذلك أيضًا تيار اليسار ويمين الوسط اللذين سبق أن أعلنوا أنهم سيعملون على تأمين شبكة أمان للحكومة من أجل التصويت على أي صفقة قادمة في غزة.

صورة 3_3

آليات منع انهيار حكومة نتنياهو

قبيل الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار الأربعاء الماضي، عقد بنيامين نتنياهو اجتماعات مكثفة مع بتسلئيل سموتريتش في سبيل إقناعه بأهمية إقناع الصفقة التي لم يعيرها الأخير أهمية لتوافقه مع بن غفير في تهديدها لأمن ومستقبل إسرائيل، وفي هذا الشأن يقول الدكتور علي الأعور، إن نتنياهو قدم "عربونًا" لسموتريتش من أجل إقناعه بالبقاء في الحكومة عبر تقديم تنازلات مثل توفير قوة عسكرية كبيرة في الضفة الغربية ونقل سبع فرق عسكرية من قطاع غزة للقضاء على المقاومة الفلسطينية وتسهيل تنفيذ المشاريع الاستيطانية.

وتابع الأعور، أن نتنياهو، من الممكن أن يكون قد وعد بالموافقة على ضم مناطق في الضفة الغربية، وهي الخطوة التي قد تصطدم بمبادرات سياسية مقبلة، مثل خطة ترامب المنتظرة التي تقوم على حل الدولتين.

أما الدكتور فؤاد، فيرى أن بنيامين نتنياهو، سيعمل على اتخاذ عدد من الخطوات لتأمين حكومته ومنها من الانهيار، ومن تلك الخطوات باعتقاده القيام بـ "مغامرة" في اليمن، أو زيادة عمليات المداهمة للمدن والمخيمات في الضفة الغربية المحتلة، في سبيل إرضاء أعضاء حكومته.

ولم تلق استقالة بن غفير من وزارة الأمن القومي، باكيًا عليها، بحسب الدكتور فؤاد، مع إطلاق اليمين الوسطي الإسرائيلي والذي يتمنى الوزير السابق أن يقوده يومًا ما عليه لقب "مقاول الفوضى" بسبب سياساته.

صورة 4_4

ويحتاج نتنياهو، إلى ضم حزب رئيسي آخر إلى الائتلاف، مثل حزب المعارضة بزعامة يائير لابيد، على الرغم من الاختلافات الشاسعة بين الائتلاف الحاكم وحزب لابيد والنفور الشخصي الشديد بين قادته، بحسب تصريحات المحللة الجيوسياسية والزميلة بمركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، إيرينا توسكيرمان لـ "مصراوي".

وقالت توسكيرمان، إن في الأمد البعيد، سوف يحتاج نتنياهو إلى إيجاد حليف يميني يسعده اتباع سياسات نتنياهو مهما كانت، أما في الوضع الحالي فإن الدوائر اليمينية في إسرائيل تنظر إلى هذه الصفقة باعتبارها خيانة لوعود نتنياهو وسياساته المعلنة بشأن هذه الحرب، مشيرة إلى أنه من غير المرجح أن تدعم أي شخص يدخل الائتلاف لأنها ترى هذه الصفقة كارثية.

وتابعت توسكيرمان، أن الوضع قد يتغير كثيرًا اعتمادًا على تنفيذ الصفقة، مشيرة إلى نتنياهو ينظر في الوقت الحالي إلى المرحلة الأولى كإشارة رمزية لأسر الضحايا لتجنب استمرار الضغوط المحلية، وسيستمر الوضع هكذا حتى حدوث أي استفزاز طفيف من جانب حماس، ليمكنه القول بضمير مرتاح إنه فعل كل ما في وسعه وأنه ينوي الآن إنهاء المهمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان